بعد الإعلان عن برمجة الرَحلة قبل شهر رمضان، التي سيوزع فيها حوالي 230 ألف سكن عبر كامل التراب الوطني، تفاءل المختصون والخبراء والمتتبعون أن هذه الكوطة من السكن تخفض أسعار العقار بالجزائر، في حين تساءل المواطنون هل ستكون هذه الرحلة بداية نهاية إمبراطورية العقار، التي كانت تتحكم في السكن منذ عقود من الزمن، حيث توقع العديد من المختصين والخبراء أن أسعار العقار في الجزائر تتجه إلى انخفاض هام مباشرة بعد تسليم السكنات الجديدة قبل شهر رمضان، كما رجحوا تراجعا هاما في أسعاره بعد أن يسحب المواطنون طلباتهم في السوق العقارية المتمثلة في البيع والكراء وغيرها من المبادلات على غرار ما كانت عليه سابقا، حيث كانت الأسعار الخاصة بالسكنات بكل أنواعها من فيلات إلى شقق وسكنات بسيطة مرتفعة بشكل لافت، حيث أن هذا الارتفاع في أسعار الفيلات والشقق والسكنات البسيطة والتراب امتد أيضا ليلهب أسعار الإيجار عبر كامل التراب الوطني. * سراي يتوقع انخفاض أسعار العقار بعد توزيع 230 ألف وحدة سكنية وأكد عبد المالك سراي الخبير الاقتصادي الدولي أمس أن الضغط سينخفض على وكالات كراء العقار في الجزائر خاصة بعد قرار توزيع أزيد من 230 ألف وحدة سكنية، الأمر الذي سيمنح الطبقة المتوسطة في المجتمع إمكانية الحصول على سكن وفي حال -يضيف- لم تتحصل على سكن، فقيمة الكراء ستنخفض عكس ما كانت عليه، وصرح عبد المالك سراي الخبير الاقتصادي في مكالمة هاتفية مع السياسي فقال: أن قرار توزيع السكنات سيقلل من قيمة العقار في الجزائر وخاصة قيمة عمليات كراء المنازل كما أضاف أن القرار الحكومي سيكون فأل خير على الفئات المتوسطة في المجتمع الجزائري، وفي ذات الصدد قال الخبير الاقتصادي سراي أن تسليم 230 وحدة سكنية أمر حسن اذ توفرت فيها كل متطلبات السكن الحضاري من مرافق عمومية، حدائق، وأماكن للعب والترفيه. * عويدات: أسعار الكراء ستنهار بعد الرَّحلة ومن جهة أخرى كشف عبد الحكيم عويدات، رئيس الفيدرالية الوطنية للوكالات العقارية أن منح 230 ألف وحدة سكنية لصالح المواطنين سيخفض من قيمة العقار في الجزائر وخاصة كراء السكنات، الأمر الذي فسره ذات المتحدث بأن منح تلك الكوطة من السكنات سينتج عنها سحب أصحاب السكنات لطلباتهم من السوق العقارية، وبطبيعة الحال، يقول عويدات: ستنخفض الأسعار في السوق وذلك حسب نظرية العرض والطلب ، وفي ذات السياق أكد عويدات أن القرار حسن وسيمكن المواطنين من الحصول على سكن جديد، وتخفض الأسعار في السوق العقارية. * توزيع كوطة 2017 ستخفض الأسعار بنسبة 50 بالمئة وذهب مختصون آخرون إلى فكرة أن توزيع 230 ألف سكن قبل رمضان سيساهم بشكل مبدئي في انخفاض أسعار العقار، فيما أن ثمن السكن لن ينخفض بشكل كبير إلا بعد استكمال توزيع كوطة 2017، التي حسب رأيهم ستشكل المنعرج الأهم في تراجع أسعار العقار إلى نسبة 50 بالمئة من السعر الحالي، أما بالنسبة للإيجار، فقد استبعدوا النزول الحاد نظرا اأن الجزائر تشهد حركية كبيرة من قبل المستثمرين الأجانب، ما يبقى الطلب على إيجار الشقق دائم. للإشارة فإن تواصل برنامج الرئيس بوتفليقة السكني سيقضي نهائيا على مشكلة السكن في الجزائر وفق ما يؤكده الخبراء والمختصون والجهات الرسمية في آفاق سنة 2017، وقد عرفت الجزائر قفزة نوعية في مجال عدد البنايات المشيدة منذ سنة 1999، وهذا ما جعلها تسترجع كل التأخرات المسجلة على مستوى هذا القطاع.