كشف محمود ولد طالب رئيس مصلحة الطب العقلي لدى الأطفال بمستشفى دريد حسين بالجزائر العاصمة عن أن التكفل بمرضى التوحد في الجزائر لايزال غير كاف في الوقت الذي يتم فيه تسجيل سنويا زيادة كبيرة لحالات الإصابة بهذا المرض. وأكد ولد طالب خلال أشغال ملتقى دراسي وطني نظم بالمؤسسة الإستشفائية المتخصصة في الأمراض العقلية ببلدية عين عباسة (شمال سطيف) حول مرض التوحد وكيفيات تشخيصه وعلاجه أنه أصبح من الضروري الإهتمام بالتكفل بهذه الفئة من المرضى بإستعمال مختلف تقنيات العلاج والمتابعة والتشخيص. وأشار ذات المتحدث إلى أن المراكز والمؤسسات المخصصة للتكفل بهذه الفئة عبر الوطن والبالغ عددها حاليا 7 فقط غير كافية و غير قادرة على إستيعاب العدد الكبير للمصابين بمرض التوحد في الوقت الذي تحصي فيه الجزائر ما لا يقل عن 150 ألف شخص متوحد بين أطفال ومراهقين وبالغين. وبالنظر إلى عدد الحالات الجديدة المسجلة سنويا بمعدل 15 حالة جديدة كل أسبوع - يقول البروفيسور ولد طالب- فإن هذه الوضعية تستدعي تخصيص ما بين36 مركز ومصلحة متخصصة أخرى لاستقبال هذه الفئة من الأشخاص ومواجهة النقائص المسجلة في مجال التكفل بها. كما أنه وبالرغم من توفر الكفاءات الطبية المعترف بها والإمكانيات المادية التي تقدمها الدولة للقطاع إلا أن أغلب المؤسسات الإستشفائية للأمراض العقلية تعاني من نقص في الموارد البشرية خاصة المختصين و الممرضين و أعوان شبه الطبي إضافة إلى غياب التكوين في هذا المجال. ومن جهته تطرق سعيد عباس طبيب مختص في الأمراض العقلية بالمؤسسة الإستشفائية للأمراض العقلية لعين عباسة إلى الدور الذي تلعبه العائلة في نجاح عملية التكفل بالطفل المتوحد خاصة الأم باعتبار أنها تقضي أطول وقت معه ما يسمح لها بمراقبة و ملاحظة أي تطورات في سلوكياته و تصرفاته . وشدد بالمناسبة على ضرورة أن تفهم الأم بالدرجة الأولى هذا المرض النفسي الذي لا تزال أسبابه المباشرة غير معلومة و البحث عن تقنيات التكفل بالطفل المصاب من خلال الاحتكاك و التكوين و كذا التنسيق مع الأخصائيين وكل ممن لديهم دراية بهذا المرض. وتقوم المصلحة المتواجدة بالمؤسسة الاستشفائية المتخصصة في الأمراض العقلية ببلدية عين عباسة (سطيف) بضمان تكفل نفسي بالأطفال المصابين بمرض التوحد باستعمال تقنيات العلاج والمتابعة والتشخيص مع التركيز على الدور الأسري في نجاح العملية كما أشار إليه بدوره محمد قباشي نائب مدير ذات المؤسسة . و تكمن أهمية و دور هذه المصلحة -وفقا لقباشي- في العدد المتزايد للأطفال المتكفل بهم و الذين بلغ عددهم 500 شخص متوحد و التي تظهر تطورا ملحوظا في مستوى النشاطات من حيث الكم والنوع على غرار الفحوصات من طرف الأطباء الأخصائيين وكذا النفسانيين العياديين ومختصي تصحيح التعبير اللغوي.