كشف وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، السيد جمال ولد عباس، أن 80 ألف طفل مصاب بمرض التوحد تتراوح أعمارهم بين 18 شهرا إلى 17 سنة، مضيفا أن عدد هذه الحالات لم يكن يتجاوز ال39 ألفا قبل ثلاث سنوات. وأوضح الوزير خلال تدشينه أمس مصلحة جديدة خاصة بالأطفال المصابين بالتوحد بالمؤسسة الاستشفائية المتخصصة في الطب العقلي "دريد حسين" أن هذه الفئة من الأطفال في حاجة إلى تكفل وعلاج خاصين بعد أن كان هذا المرض من الأمراض المنسية والمهمشة في السنوات الماضية، مشيرا إلى أن 27 مصلحة في هذا التخصص ستفتح عبر التراب الوطني قريبا. كما كشف الوزير أن ثلث الأطفال المصابين بالتوحد يتوجهون عند سن السادسة إلى المدرسة ويندمجون فيها بدون أي مشكل وهو الرقم الذي يعتبر مقبولا بالنظر إلى النقائص المسجلة في مجال التكفل بهذه الفئة من المرضى إلا أن الأمر لن يكون مقبولا مستقبلا حيث تسعى الحكومة إلى رفع نسبة الأطفال الذين يشفون من التوحد ويدمجون في المدارس العادية إلى 70 بالمائة خلال الأربع سنوات المقبلة. وأكد المسؤول الأول على قطاع الصحة، في هذا السياق، أن الدولة وبتعليمات من رئيس الجمهورية وفرت الأموال اللازمة وجعلت من ميزانية قطاع الصحة –المقدرة ب459 مليار دينار، ميزانية مفتوحة وأن المطلوب الآن هو توفير الأخصائيين وتكوين المكونين. وأضاف السيد ولد عباس الذي طاف بقاعات المصلحة الجديدة بعد تدشينها حيث اطلع على سير العمل بها، أن مثل هذه المصالح ستسمح بالتكفل بالعديد من الأطفال المصابين بمختلف الأمراض العقلية منها التوحد والإدمان على المخدرات هذه الأخيرة التي عرفت انتشارا ملحوظا يستوجب ضمان التكفل بمختلف المناطق عن طريق اعتماد اللامركزية في التكفل والعلاج. من جهته، أكد رئيس المصلحة الجديدة أن هذه الأخيرة التي تتسع للتكفل ب80 طفلا مريضا بالتوحد والانهيار العصبي وحتى المراهقين المدمنين على المخدرات القاطنين بالمنطقة الشرقية للعاصمة – من الجزائر الوسطى إلى بودواو والثنية- وبالإضافة إلى العلاج والتكفل بالأطفال المرضى، تتكفل أيضا بتكوين الطلبة. وطلب المتحدث من الوزير الإسراع في اعتماد الكشف المبكر والتشخيص في السنوات الأولى الثلاث من عمر الطفل للتكفل بحالات التوحد في الوقت الملائم، مشيرا إلى أن برنامج شوبلير المعتمد في الجزائر منذ 2005 وهو البرنامج الأنجع الذي تتبعه الدول المتقدمة يسمح بإنقاذ 15 ألف طفل مصاب بالتوحد من الإصابة بالأمراض العقلية. كما أكد المتحدث، من جهة أخرى، أن واحدا من بين 300 طفل يولد بالتوحد في الجزائر وهو الرقم الذي يستوجب استحداث المزيد من المراكز المتخصصة علما أن الجزائر العاصمة تتوفر على مصلحتين فقط فيما لا يتعدى عددها ال7 مصالح عبر الوطن.