في 30 جوان، خاض المنتخب الإنجليزي مباراة مثيرة أمام المنتخب الأرجنتيني في الدور الثاني لمونديال 1998 وقد سجل مايكل أوين واحدا من اروع أهداف البطولة حين تسلك كرة وقاد هجمة منفردة من مسافة 35 مترا حيث راوغ ثلاثة من مدافعين منتخب الأرجنتين وسجل هدفا لا يرد لكن المنتخب الإنجليزي الذي تقدم 21 وخسر تفوقه بسبب طرد بيكهام حيث أستغل المنتخب الأرجنتيني النقص العددي وأدركوا التعادل ثم فازوا بركلات الحظ الترجيحية ورغم مرارة الخسارة، الا أن فرحا عم أوساط الكرة الإنجليزية بميلاد نجم من الطراز العالمي الذي سجل هدفا لا يقدر على تسجيله إلا نجم من طينة الكبار وفور عودته من فرنسا قام نادي ليفربول بالتأمين عليه بقيمة 90 مليون دولار يقبضها النادي في حالة أصابة الاعب أصابة قاسية تنهي مشواره الكروي وقد أصيب بالفعل في أفريل 1999 لكنه عاد إلى الملاعب بعد 5 أشهر وهو أكثر حذرا وخوفا من الاصابة لكن حذره لم يمنع من حدوث اصابات متكررة أخرها في بداية شهر أكتوبر من العام الماضي في مباراة ليفربول والآرسنال حين حاول منع مدافع ارسنال أشلي كول من تمرير كرة لبناء هجمة، فأصيب بتمزق منعه من المشاركة مع المنتخب الانجليزي في مباراة تركيا التي كانت حاسمة في تأهل المنتخب الإنجليزي إلى بطولة أوروبا. اللاعب المثالي على الرغم من أنه عرف الشهرة مبكرا وحقّق ما لم يحقّقه ديفيد بيكهام نفسه، وهو الفوز ب الكرة الذهبية لأفضل لاعب في أوروبا، فقد بقى بعيدا عن كل مظاهر التكلف في العيش والتصرف ضمن المجتمع الإنجليزي الثري تماما عكس ما كان يقوم بهد ديفيد بيكهام ويمكن القول أن الإنجليز إذا أرادوا اختيار اللاعب المثالي داخل وخارج الملعب، ليقوم بالدور الذي قام به الراحل بوبي مور أو بوبي تشارلتون، فلن يختلفوا حول أختيار أوين الذي يلعب بانضباط واحترام كبير لقرارات المدرب والحكم ولا يميل لتقليعات حلاقة الشعر ووضع الاقراط ولا يميل للظهور في الحفلات الباذخة كما يتمتع باحترام كل زملائه في ليفربول والمنتخب الذين وافقوا برحابة صدر على أن يكون قائدا للمنتخب في حالة غياب ديفيد بيكهام وعمره لم يتجاوز ال22 عاما كما حمل قبلها أشارة قيادة لييفربول ومن فرط أحترام زملاءه لم يطلب باستعادة شارة الكابتن من زميله ستيفن جيرارد الذي تولى القيادة بعد أصابة أوين واحتفظ بالشارة حتى نهاية الموسم الأخير، ولا تقتصر مثاليته على أخلاقه الحميدة وانضباطه داخل الملعب وإنما تشمل مواصفاته الفنية ويقول عنه مدربه السابق في منتخب إنجلترا لعمر15 عاما جون أوينز (لقد دربت العديد من الاعبين ومن بينهم رايان غيغز، الا أن أوين أكثرهم موهبة من الاعبين الذين دربت) ويقول عنه محلل كروي أن مايكل يجري بالكرة سريعا غير أنه يفكر في الخطوة التالية بسرعة أكبرويستطيع وهو في أقصى سرعته أن يمرر الكرة بدقة أو يسددها باحكام وهو قوي حتى أمام المدافعين الذين يفوقونه حجما، كما أنه بارع في ضربات الرأس مهما بلغ طول الاعب الذي يزاحمه على الكرة كما يتمتع بقوة تسارع رائعه إذ يمكنه الانطلاق من وضع السكون بتسارع كبير لا يشبهه الا تيري هنري نجم الآرسنال وأبرز المرشحين لينل جائزة الكرة الذهبية لافضل لاعب في أوروبا هذا العام. العام الذهبي رغم تألقه المستمر مع المنتخب الإنجليزي ونادي ليفربول، إلا أن عام 2001 كان عاما استثنائيا إذا نجح فريق ليفربول في أحراز أربعة ألقاب في ذلك العام وكان أوين نجم مبارة كأس إنجلترا حيث واجهه فريق الآرسنال المدجج بالنجوم الفرنسية وفي مقدمتهم تيري هنري وباتريك فييرا وبيريس وتقدم الآرسنال بهدف حتى الدقيقة ال83 حين نجح أوين في تسجيل هدف التعادل لليفربول ومن ثمّ تمكّن بعد ذلك بخمس دقائق من مراوغة اثنين من مدافعي الآرسنال، ليسجل هدف الفوز قبل لقاء الأفيس في نهائي كأس الأتحاد الأوروبي والتغلب عليه في مباراه أمطرت أهدافا وانتهت بفوز ليفربول 54 كما شهدت نفس السنة تأهل أنجلترا إلى نهائيات كأس العالم 2002 بعد الفوز الكبير على ألمانيا في ميونخ 51 حملت ثلاثه منها توقيع أوين، فكان طبيعيا أن تختاره مجلة فرانس فوتبول أفضل لاعب في أوروبا وقد بلغت حصيلة أوين في ذلك الموسم 28 مباراه في الدوري سجل فيها 16 هدفا و11 مباراة في كأس الاتحاد الاوروبي سجل فيها 4 أهداف و5 مباريات في كأس إنجلترا سجل فيها 3 أهداف ومبارتين في كأس رابطة أندية المحترفين سجل فيها هدفا. مايكل الإنسان والعاشق يختلف مايكل أوين خارج الملعب عن اللاعب الذي تراه داخل الملعب، فهو شخص هادئ يعيش بعيدا عن مظاهر النجومية، يرتدي الملابس البسيطة ويقتني ثلاث سيارات بريطانية الصنع ويفضّل قيادة سيارة جاكوار مثل التي يقودها أي شخص آخر عكس باقي كل نجوم الكرة الذين يمتلكون أسطولا من السيارات باهظة الثمن. وقد اشترى مايكل بيتا لوالديه وبيتا لكل من أخويه وبيتا لكل من شقيقتيه وجميع هذه البيوت في حي واحد قرب منزله الذي أشترا بمبلغ 200 ألف جنيه إسترليني فقط وهو يقع قريبا من بيت صديقته التي تعيش مع أسرتها وهي صديقته الوحيدة منذ أيام الدراسة الابتدائية ولم يرتبط بعلاقات غرامية مع سواها بل أنهما لم يعيشا معا في بيت واحد رغم أن هذا أمر شائع في إنجلترا ويقول أوين (أنا أحب لويز منذ الطفولة ولم نفترق أبدا وسنتزوج مستقبلا ولكنني الآن أعيش لكرة القدم ولا أنوي تكوين أسرة، ولويز متفهمة لهذا الأمر وتوافقني الرأي). والحقيقة أن لويز تشبه أوين كثيرا في حبها للرياضة وكانت تمارس الجري وركوب الخيل حتى تعرضت لإصابة سقوطها من على ظهر الحصان وهي تعشق كرة القدم ولكن كمشجعة لفريق ليفربول وتشبه مايكل أيضا في حبها للحياة البسيطة والابتعاد عن الاضواء والحفلات التي يحضرها المشاهير، حيث أنها ترفض أن يشتري لها مايكل سياره حديثة. البقاء مع ليفربول ومن ثمّ الرحيل في نهاية الموسم الأخير وتحديدا في ماي الماضي وبعد أن ضمن مدرب الآرسنال بطولة الدوري، أعلن عن خططه للموسم المقبل وقال أنه يتطلع لضم أوين الذي يستطيع أن يحرز البطولات مع الآرسنال خاصة أن الاعب لم يجدّد عقده مع ليفربول الذي سينتهي في صيف 2005 وهو لاعب سيضيف كثيرا للآرسنال وسيستفيد من وجوده مع الفريق لكن أوين سرعام ما طمأن جمهوره وأدارة ليفربول وقال أنه باق مع الفريق وسيبحث قريبا شروط تجديد العقد الذي أحتضنه منذ أن كان طفلا صغيرا، ولأنه لاعب لا يغالي في متطلباته المالية ومكتف من ايرادات الاعلانات التجارية وكذلك راتبه الجيد مع ليفربول، فلن تكون هناك شروطا تعجيزية تمنع استمرار العلاقة بين الطرفين، لكن الظروف حكمت فترك معقله حيث حمله جناحاه إلى ريال مدريد، قلعة النجوم، جنبا إلى جنب مع زميله في المنتخب الإنجليزي ديفيد بيكهام، لننتظر ما الذي يمكن أن يفعله هذا اللاعب القنوع العاشق المبدع مع النادي الملكي بعد ما كان الورقة الرابحة التي يبحث عنها أي مدرب، أصبح في دكة الاحتياط ينتظر إصابة أحد اللاعبين أو نزول مستواهم ليحل بديلا عنهم. ومرت الايام الى ان ذهب اوين الى ريال مدريد الاسباني في 2005 وقد انجز الكثير آنذاك ولكنه اضطر الى الرجوع الى الدوري الانجليزي ولكن ليس الى ليفربول بل الى النادي العريق نيوكاسل. وقد انتقل بعدها إلى مانشستر يونايتد في تجربة كانت فاشلة لم يتألق فيها.