يعرف عند أهل المنطقة والوافدين من مختلف جهات الوطن بحمام ايبعاش، وهو عبارة عن بركة مائية تقع بقرية لعزيب ببلدية عين لقراج، تعيش فيها كائنات حية تعرف عند أهل المنطقة بابعيش أو العليق، واصطلاحا يطلق عليها اسم دودة العلق، تستعمل في علاج أمراض المفاصل، الجلد والأوعية الدموية. ويؤكد احد العارفين بالتداوي بالعلق بسطيف، أن طريقة التداوي تتم بوضع العلايق على موضع المرض حيث تقوم العلايق بامتصاص الدم الفاسد، ليشفى بعده المريض. وأضاف المتحدث أن امتصاص العلق يتم سواء بالنسبة للدم الفاسد، وإذا لم يكن الشخص مريض، فلا يتم العلاج. فيما كشفت إحدى النسوة، أن هناك من قدم إلى المنطقة وهم أمراض وتم مداواتهم ليشفوا نهائيا من أمراضهم. تجدر الإشارة إلى أن الزائر لهذه البركة للمرة الأولى يحتار من أمره، حيث يتساءل كيف يمكن له أن يمسك بالعلق او يلتصق بجسمه أو حتى كيف يمكنه رؤية هذه الدودة، ولكن بمجرد غطس الرجلين بالبركة، تلتصق دودة العلق بالجسم، وبعد دقائق معدودة، تبدأ بامتصاص الدم الفاسد وهنا تختلف مدة الالتصاق، حسب حجم الدودة ودرجة المرض، ويقال انه كل ما كان حجم الدودة صغيرا كل ما كانت أكثر فعالية، حيث تصوروا أن كائنا حيا بطول سنتيمتر واحد يصل إلى حدود ال15 سنتيمترا بعد امتصاصه لكمية من الدم الفاسد خلال دقائق. وفي ذات الشأن، كشف رئيس جمعية امناين الخير ببلدية عين القراج، المكلف بتسيير هذه البركة، مخلوف بوسيوف، أن والدته شفيت من روماتيزم كانت تعاني منه على مستوى رجلها والذي أدى بها إلى الشلل في فصل الشتاء، وبعد ان تم الكشف عليها من قبل الطبيب الذي اخبرها أن عليها إجراء عملية جراحية، ولكن بعد أن قامت بالتداوي بالعليق، شفيت تماما. وأفاد المتحدث أن هناك أيضا حالة صداع للرأس لا تعد ولا تحصى تم شفائها بفضل الدودة إلى جانب حالات مريضة بالأرتروز تم أيضا تداويها وللإشارة، فإن تعدد مزايا دودة العلق جعلت الأطباء في الدول المتقدمة يجرون بحوثا معمقة حول هذا الكائن الحي. وفي سياق متصل، أكد الأخصائي في علم الحيوان، الدكتور ناصر جرار، أن علماء البيولوجيا وعلماء الطب يبحثون حاليا في هذا الحيوان كونه يحتوي على مادة التي هي تخثر الدم وهذه المادة سوف تستعمل لإيجاد حل لمرض عضال وهو مرض الهيموفيليا. ورغم هذا الخير الذي انعم الله، عزّوجل، به المرضى، إلا أن اللامبالاة وعدم الاهتمام بمثل هذه الأمور تجعل الزائر لأول مرة لحمام ايبعاش بعين القراج يجد صعوبة كبيرة في استعمال دودة العلق بهذه البركة، لانعدام ادنى شروط التكفل.