أطباء يحذرون من استخدام الحجامة بطرق تقليدية غير صحية وبوسائل غير معقمة تعرف ظاهرة العلاج بالحجامة انتشارا كبيرا في السنوات الأخيرة، و يلجأ إليها المواطنون في فصل الربيع وهي الفترة المناسبة لاستخدامها، وقد أصبح العديد من الرقاة والمختصين في الطب البديل يقومون بالحجامة بطرق تقليدية رغم ما تشكله من أخطار على صحة مستخدميها. تشهد ولاية البليدة انتشارا كبيرا لهذه الظاهرة لدى الرقاة، في حين عدد الأطباء الذين يقومون بالحجامة لا يتجاوز عددهم ثلاثة أطباء، ومع ارتباط هذا العلاج بالطب النبوي زاد الإقبال عليه مع ارتفاع نسبة الأمراض في وسط المجتمع خاصة الأمراض المزمنة منها،لكن استخدام الحجامة خاصة لدى الرقاة والمختصين في التداوي بالأعشاب تتم بطرق غير صحية بحيث تفتقد للنظافة إلى جانب ذلك فإن الوسائل المستخدمة غير معقمة. رصدنا ببلدية بوعرفة أحد المختصين في الطب البديل يستخدم الحجامة لكن بوسائل غير طبية، أين يستعمل كأس من الزجاج مع النار في امتصاص الدم الفاسد من جسم زائره، لكن الخطير في ذلك أن هذه الكأس أو آلة تشريط الجسم غير معقمة وقد تكون لها انعكاسات سلبية على صحة مستخدمها، بالإضافة إلى ذلك فإن الكأس الواحد يستعمل مرات عديدة، و بعد نهاية كل عملية يقوم بغسله بالجافيل والماء ويستخدم من جديد لشخص آخر، ونفس المشهد ينطبق على أغلب الرقاة والمختصين في الطب البديل الذين يستخدمون الحجامة،وبهدف تفادي خطر الكؤوس التي يستعملها الرقاة، يضطر بعض المواطنين إلى اقتناء كؤوس من المحلات واستخدامها بشكل فردي أثناء الحجامة رغم أن نسبة الخطر لا تغيب أيضا في هذه الحالة الأخيرة وكل الوسائل تحتاج إلى أن تكون معقمة. في ظل الإقبال الكبير على الحجامة، لجأ البعض إلى فتح محلات تجارية بالشوارع الكبرى للمدينة لبيع الأعشاب الطبية والتداوي بالحجامة، وفي هذا السياق، يحذر عدد من الأطباء من خطر هذه الظاهرة على صحة مستخدميها. يقول الطبيب العام (م.م) بأنه يستخدم الحجامة منذ سنوات التسعينات، ويضيف بأن هذا الاستخدام كان بعد اطلاعه جيدا على طرق الاستخدام وتأثيراتها بعد عدة بحوث قام بها ،مؤكدا بأنه في السنوات الأخيرة ارتفع إقبال المواطنين على الحجامة مع انتشار الطب البديل وكثرة القنوات الفضائية المختصة في هذا المجال، مضيفا بأنه لا يستخدمها إلا بعد فحص المريض خاصة في حالات إصابة هؤلاء المرضى بارتفاع الضغط الدموي، والسكري و القلب وغيرها بالإضافة إلى ذلك فإن الحجامة تتم بوسائل طبية خاصة فلديه آلات خاصة لامتصاص الدم الفاسد وليس استخدام الكأس كما هو حال العديد من الرقاة والمختصين في الطب البديل، إلى جانب ذلك فإنه يمتلك آلة خاصة لتشريط الجسم وهي الأخرى معقمة، وحذر الطبيب من تأثيرات الحجامة بطرق تقليدية على صحة بعض المرضى خاصة المصابين بأمراض مزمنة ، مشيرا إلى أن الحجامة هي وقاية ودواء لمختلف الأمراض، لكن يجب توخي الحذر في استخدامها خاصة بالنسبة للتجهيزات المستخدمة في العملية التقليدية ،إلى جانب عملية التشريط التي قد تكون بطرق غير صحيحة و يمكن أن تنقل عدوى الأمراض و هذا قد يؤثر سلبا على صحة بعض المرضى خاصة مرضى السكري منهم، و في نفس السياق حذر الطبيب العام (م.أ) أصحاب الأمراض المزمنة من استخدام الحجامة دون اللجوء إلى أطباء مختصين يعرفون جيدا الأعضاء المشكلة لجسم الإنسان ،مشيرا إلى أن أشخاصا عاديين لا علاقة لهم بالطب الحديث أو البديل يلجأون لاستخدام الحجامة بهدف تجاري وعلى حساب صحة المواطن، وفي اعتقاده يكون الجانب التجاري هو الذي ساهم في انتشار أصحاب محلات الحجامة وكذا الرقاة المستخدمين لها .