ارتفاع حصيلة العدوان الصهيوني على لبنان إلى 3583 شهيدا و 15244 مصابا    هولندا ستعتقل المدعو نتنياهو تنفيذا لقرار المحكمة الجنائية الدولية    الرابطة الأولى موبيليس: شباب قسنطينة يفوز على اتحاد الجزائر (1-0) ويعتلي الصدارة    ضرورة تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء في الآلية الإفريقية للتقييم من قبل النظراء وتكثيف الدعم لها لضمان تحقيق أهدافها    ندوة علمية بالعاصمة حول أهمية الخبرة العلمية في مكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية    الأسبوع العالمي للمقاولاتية بورقلة : عرض نماذج ناجحة لمؤسسات ناشئة في مجال المقاولاتية    قريبا.. إدراج أول مؤسسة ناشئة في بورصة الجزائر    رئيس الجمهورية يتلقى رسالة خطية من نظيره الصومالي    الفريق أول شنقريحة يشرف على مراسم التنصيب الرسمي لقائد الناحية العسكرية الثالثة    اجتماع تنسيقي لأعضاء الوفد البرلماني لمجلس الأمة تحضيرا للمشاركة في الندوة ال48 للتنسيقية الأوروبية للجان التضامن مع الشعب الصحراوي    تيميمون..إحياء الذكرى ال67 لمعركة حاسي غمبو بالعرق الغربي الكبير    ربيقة يستقبل الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين    توقرت.. 15 عارضا في معرض التمور بتماسين    سايحي يبرز التقدم الذي أحرزته الجزائر في مجال مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات    الجزائر ترحب "أيما ترحيب" بإصدار محكمة الجنايات الدولية لمذكرتي اعتقال في حق مسؤولين في الكيان الصهيوني    هذه حقيقة دفع رسم المرور عبر الطريق السيّار    عطاف يتلقى اتصالا من عراقجي    توقيف 55 تاجر مخدرات خلال أسبوع    مكتسبات كبيرة للجزائر في مجال حقوق الطفل    حوادث المرور: وفاة 11 شخصا وإصابة 418 آخرين بجروح بالمناطق الحضرية خلال أسبوع    أدرار: إجراء أزيد من 860 فحص طبي لفائدة مرضى من عدة ولايات بالجنوب    توقيف 4 أشخاص متورطين في قضية سرقة    بوغالي يترأس اجتماعا لهيئة التنسيق    الجزائر العاصمة.. وجهة لا يمكن تفويتها    سوناطراك تجري محادثات مع جون كوكريل    التأكيد على ضرورة تحسين الخدمات الصحية بالجنوب    المجلس الأعلى للشباب ينظم الأحد المقبل يوما دراسيا إحياء للأسبوع العالمي للمقاولاتية    رفع دعوى قضائية ضد الكاتب كمال داود    صناعة غذائية: التكنولوجيا في خدمة الأمن الغذائي وصحة الإنسان    منظمة "اليونسكو" تحذر من المساس بالمواقع المشمولة بالحماية المعززة في لبنان    غزة: 66 شهيدا و100 جريح في قصف الاحتلال مربعا سكنيا ببيت لاهيا شمال القطاع    كرة القدم/ سيدات: نسعى للحفاظ على نفس الديناميكية من اجل التحضير جيدا لكان 2025    حملات مُكثّفة للحد من انتشار السكّري    الجزائر تتابع بقلق عميق الأزمة في ليبيا    الرئيس تبون يمنح حصة اضافية من دفاتر الحج للمسجلين في قرعة 2025    الجزائر متمسّكة بالدفاع عن القضايا العادلة والحقوق المشروعة للشعوب    3233 مؤسسة وفرت 30 ألف منصب شغل جديد    ارتفاع عروض العمل ب40% في 2024    الشريعة تحتضن سباق الأبطال    طبعة ثالثة للأيام السينمائية للفيلم القصير الأحد المقبل    بين تعويض شايل وتأكيد حجار    90 رخصة جديدة لحفر الآبار    خارطة طريق لتحسين الحضري بالخروب    التسويق الإقليمي لفرص الاستثمار والقدرات المحلية    الوكالة الوطنية للأمن الصحي ومنظمة الصحة العالمية : التوقيع على مخطط عمل مشترك    شايبي يتلقى رسالة دعم من المدير الرياضي لفرانكفورت    فنانون يستذكرون الراحلة وردة هذا الأحد    دعوة إلى تجديد دور النشر لسبل ترويج كُتّابها    مصادرة 3750 قرص مهلوس    رياضة (منشطات/ ملتقى دولي): الجزائر تطابق تشريعاتها مع اللوائح والقوانين الدولية    الملتقى الوطني" أدب المقاومة في الجزائر " : إبراز أهمية أدب المقاومة في مواجهة الاستعمار وأثره في إثراء الثقافة الوطنية    الجزائر ثانيةً في أولمبياد الرياضيات    ماندي الأكثر مشاركة    هكذا ناظر الشافعي أهل العلم في طفولته    الاسْتِخارة.. سُنَّة نبَوية    الأمل في الله.. إيمان وحياة    المخدرات وراء ضياع الدين والأعمار والجرائم    نوفمبر زلزال ضرب فرنسا..!؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بني ولبان
نشر في النصر يوم 26 - 02 - 2013


معاناة بالجملة في بلدية حاصرتها منعرجات الموت
يشكل الطريق الولائي رقم 7 في مقطعه الرابط بين منطقة الخنقة و بلدية بني ولبان ( ولاية سكيكدة ) مصيدة حقيقية لحصد أرواح المسافرين . على مسافة لا تزيد عن تسعة كيلومترات توجد 13 نقطة سوداء بعدد المنعرجات القاتلة التي يعاد تعبيدها كلما كثرت حفرها بفعل انزلاق التربة لكن مسارها لم يتغير منذ استقلال البلاد إلى يومنا هذا. ثمة مشروع لإعادة إنجاز هذا الطريق وهو ما يأمله السكان و المنتخبون المحليون لإزالة المنعرجات ووقف " الموت " المتواصل على هذا الطريق .
روبورتاج : م/ بن دادة
كمال واسطة
تصوير : ع.عمور
خطر الموت تلفه طبيعة ساحرة
وسط طبيعة ساحرة و أنت تسير في الطريق الذي يشق حقول بني ولبان قد لا تشعر بأي خطر ، فالطبيعة تغطي كل شيئ ولا تنبئك بالمنعرجات الفجائية والمخاطر التي قد تظهر فجأة .. لذلك فإن المغامرة بزيادة سرعة سيارة أو مركبة ما ، هو " الانتحار " بعينه . تسعة كيلومترات كاملة مشكلة من منعرجات خطيرة و أخطرها و أكثرها دموية "فيراج" البرانية (الغرباء) الذي استحق هذه التسمية عن جدارة بعد الفواجع العديدة من حوادث المرور التي وقعت به كان أكثر ضحاياها مسافرون غرباء لا يعرفون مدى خطورة هذا المنعرج وبالتالي لا يأخذون حذرهم بشكل جيد عند عبوره فتكون النتيجة حوادث قاتلة.
لم نستطع الحصول على إحصائيات لكن الذي أكده السكان والمنتخبون المحليون أن الحوادث لا تتوقف على هذا الطريق والعديد منها تكون مفجعة ، أكبرها على الإطلاق انقلاب حافلة لنقل التلاميذ سنة 1984 مات أغلب من فيها . ولهذا فالمواطنون يستغربون عدم القضاء على كل هذه النقاط السوداء حتى هذا الوقت ولم يتغير مسار الطريق منذ استقلال الجزائر رغم المبالغ التي صرفت من أجل إصلاحه ولم يتم في أي مرة إزالة ولو منعرج واحد. والأمل هذه المرة حسبما أفادنا به رئيس بلدية بني ولبان السيد نيني أحمد معقود على المشروع الجاري تحضيره من طرف مديرية الأشغال العمومية لإنجاز هذا الطريق من أجل تغيير مساره والقضاء على منعرجاته الخطيرة و كذا جميع النقاط السوداء به . وهو الآن كما قال في مرحلة إعداد دفتر الشروط قبل الإعلان عن المناقصة الخاصة بإنجازه.
بني ولبان : خنقتها العزلة وتلاعبت بها التقاسيم الادارية
لا زالت أغلب طرقات بلدية بني ولبان غير صالحة للإستعمال فأحسنها من غير المعبدة هي تلك التي يستطيع الجرار وحده السير فيها رغم أن البلدية من أقدم بلديات الوطن إذ يعود تاريخ إنشائها كبلدية مدمجة إلى سنة 1947 تابعة لبلدية القل ثم عادت لتكون تابعة لدائرة زيغود يوسف ولاية قسنطينة سنة 1974 وفي التقسيم الإداري الذي جرى في الثمانينات صارت تابعة لدائرة الحروش وفي تقسيم التسعينات حولت لدائرة سيدي مزغيش . هذا التغيير الإداري المستمر للبلدية وعدم الإستقرار انعكس سلبا على بني ولبان في المجال التنموي ، مثلما يقول السكان الذين التقينا مجموعة منهم على غير موعد بالمكتب البلدي لمنظمة أبناء الشهداء يوم 18 فبراير وهو يوم الإحتفال بيوم الشهيد وقد عبروا بمرارة عن واقعهم و معاناتهم اليومية بسبب النقص الحاد في العديد من الخدمات والتهميش التنموي الواضح .
شبكة الطرقات التي تعد مفتاح أي حركة تنموية وخلال حديثنا مع رئيس البلدية و أعضاء من المجلس الشعبي البلدي تبين فعلا أن قائمة المطالب طويلة و العزلة لا زالت تلف مناطق كثيرة بالبلدية البعض منها بدأت تتنفس الصعداء بعد استفادتها من مشاريع لا زالت على الورق حتى الآن و منها ما أنجز و الباقي في قائمة الإنتظار.
الثلوج تشفع للسكان و تمنحهم مشروع طريق
بتدخل من والي الولاية السنة الفارطة خلال معاينته حسب المير المناطق الجبلية التي عزلتها الثلوج أمر بإنجاز طريق يربط بين قرماطة و أزار على مسافة حوالي 10 كلم هو في الوقت الراهن مسلك غابي فقط غير صالح لسير السيارات. وتقوم حاليا مديرية الأشغال العمومية بإعداد دفتر الشروط الخاص بهذا المشروع .
هذا الطريق من شأنه بعد إنجازه أن يفك عزلة مشاتي فلاحية كثيرة و خاصة تربية الماشية. و مما يذكر عن سكان البلدية ككل التي تتوسد جبل سيدي إدريس الشهير بارتفاعه الذي يصل إلى 1373 مترا المعروف بكثرة منابعه المعدنية أنهم متمسكون جدا بالريف ويحبون العمل الفلاحي و منهم مربون كبار للأبقار يتكبدون أحيانا خسائر فادحة بسبب العزلة ومن ذلك أن واحدا منهم على سبيل المثال اضطر لرمي 500 لترا من الحليب يوميا خلال محاصرة الثلوج لهم وعدم وجود الطريق وقد استغربنا حدوث هذا و ما كنا لنصدقه لولا أن أحد المنتخبين ذكره في حضور رئيس البلدية و أمام باقي المنتخبين .
ويمكن بالقياس على هذه الحالة أن نتصور مدى الخسائر التي يتكبدها المربون الآخرون الذين يعانون من العزلة إذ يوجد بالبلدية 38 إسطبلا في حين أن الثروة الحيوانية الموجودة بها تعد 3200 رأس من الأبقار و 6700 رأس من الغنم و 4000 رأس من الماعز و 6036 خلية نحل.
ومن أجل تقديم خدمات أفضل لسكان هذه المنطقة أشار رئيس البلدية إلى أنهم سيقترحون بناء تجمع سكاني ريفي لهم.
من المشاريع المبرمجة في مجال الطرقات ذكر المير الشطر الثاني( 5 كلم ) من طريق بني ولبان زيغود يوسف. في حين أن الشطر الأول قد أنجز ويربط مشتى الضروة ومقر البلدية. وفائدة هذا الطريق بعد اكتمال أشغاله أنه يختصر المسافة إلى دائرة زيغود يوسف لتصبح 18 كلم فقط مما يخول للسكان قضاء الكثير من أمورهم بها. كما يعد هذا المحور منفذا مختصرا للمصطافين و المسافرين نحو مدينة القل لتفادي طريق الكنتور الخطير و المكتظ بحركة المرور.
منفذ آخر ينتظره السكان وهو طريق مبرمج للإنجاز سيربطهم ببلدية عين بوزيان على مسافة 8 كلم فقط وقد أنجز الشطر الأول منه ببلدية بني ولبان و مسافته 2 كلم ولم يبق سوى الشطر الثاني الموجود بتراب بلدية عين بوزيان.
قائمة طويلة من الطرقات المطلوبة
لا تزال بلدية بني ولبان في حاجة لكثير من الطرقات التي تعد أولوية ملحة بالنسبة للسكان و المنتخبين الذين وظفوها في حملتهم الإنتخابية وإقناع المواطنين كوسيلة خولت لهم الوصول إلى تسيير البلدية ومن ذلك الطريق الذي ينتظره الجميع لاخراج بني ولبان من عزلتها حيث يربطها بالولايات المجاورة باعتبار أنها أبعد بلدية 76 كلم عن عاصمة ولايتها سكيكدة لها حدود مع ولايات ميلة قسنطينة و جيجل.
طريق زكرانة الذي يمر عبر واد أونين و بونعجة سيشكل مخرجا نحو ولاية ميلة وبالتالي فإن المنتخبين يرون في إنجازه فائدة كبيرة لأنه سيفك العزلة عن منطقة فلاحية هامة و ينعش النشاط التجاري بالبلدية لأنه يمر بمنطقة سياحية رائعة منها أم الجراين التي تمتاز بجودة وغزارة مياهها المعدنية التي تضاهي مياه سيدي ادريس أو تفوقها جودة .
العلق لعلاج أمراض الدم الفاسد
علمنا بوجود بِركة نادرة بجبل سيدي إدريس تسمى " قلتة العلق " نسبة إلى دودة العلق التي تعيش في مياهها و تتميز هذه البِركة بهذا العلق الخاص الذي يستعمل في امتصاص الدم الفاسد من جسم الإنسان و علاج بعض الأمراض بحيث أن المريض الذي يدخل البركة ويعرض أطرافه أو الأجزاء المصابة من جسده بتورمات دموية وغيرها يتوجه نحوها ذلك العلق ويمتص دماءها دون أن يشعر المريض بأي ألم و بتكرار العملية عدة مرات يشفى من مرضه. ويذكر أن هذا العلق ليس كباقي العلق الموجود في كثير من الأماكن فهذا يتميز بخط أخضر طويل على جانبيه. كما لاحظ من ارتاد تلك البِركة أن علقها لا يقصد الأعضاء غير المريضة و لا الإنسان غير المريض. وقالوا أن نتائج الشفاء محققة بالتجريب.
الناس في بني ولبان يأملون أن تتحقق شبكة الطرقات بالشكل الذي يأملون فيه و تتحول البلدية إلى منطقة عبور تختصر مسافة كبيرة نحو الولايات المجاورة وباقي المناطق الساحلية.
من المطالب كذلك ربط المشاتي و المداشر بمقر البلدية ومن ذلك طريق مشتى بولخراشف السد ( سد القنطرة ) و مسافته 5 كلم . و طريق منطقة السبت وطوله حوالي 10 كلم . و طريق قرماطة قرية الدردار حوالي 6 كلم. طريق جنان العناب المحطة الرئيسية للسد حوالي 2 كلم . طريق مشتى رأس العودة منعطف بوصاع حوالي 2.5 كلم . طريق يربط مقر البلدية بقرية قرماطة عبر المقبرة الجديدة حوالي 6 كلم . طريق يربط مقر البلدية عبر منطقة المرابع إلى حدود سد القنطرة حوالي 6 كلم.
منذ وفاة الجدة رقية ، النساء لا تلدن في بني ولبان
توجد ببلدية بني ولبان عيادة متعددة الخدمات كعنوان فقط بينما في الواقع لا يزيد ما تقوم به مثلما أكده السكان عن قاعة علاج بسيطة يوجد بها طبيب عام و تشتغل مثل الإدارة من الثامنة إلى الساعة 16 .
ويذكر السكان أنهم يعانون الأمرين من أجل نقل الحالات المستعجلة إلى سيدي مزغيش أو الحروش أو زيغود يوسف. وأكثر من ذلك لا توجد سوى سيارة إسعاف واحدة لعدد من السكان يزيد عن 35 ألف نسمة.
ولهذا طلبت البلدية من مديرية الصحة فتح مصلحة استعجالات تعمل 24 ساعة بدون انقطاع بما في ذلك استحداث قسم للولادات لإعفاء نساء بني ولبان من التنقل لوضع مواليدهم في مستشفيات عديدة . ومما ذكره مواطنون أنه منذ سنة 1978 تاريخ وفاة الجدة رقية ( قابلة تقليدية ) لم تلد امرأة في بني ولبان رغم متاعب التنقل و البحث عن ظروف جيدة للوضع في عيادات الولادات المتخصصة العامة و الخاصة البعيدة. هذا الوضع جعل أغلب مواليد بني ولبان مسجلون في الحالة المدنية لبلديات حروش ، سيدي مزغيش ، سكيكدة و حتى قسنطينة.
وقصد المسارعة في الخروج من هذا الوضع المزري اقترحت البلدية على مديرية الصحة ثلاثة مقرات يمكن أن يكون إحداها مصلحة مناسبة للإستعجالات و قد وافقت المديرية مبدئيا على هذا الطلب في انتظار تهيئة واحد من المقرات المذكورة.
تفشي السرطان: هل هي أنابيب الأميانت ؟
وفي جانب آخر من شؤون الصحة دائما أكد من تحدثنا معهم من المواطنين أن الأمراض الأكثر فتكا بسكان المنطقة يتقدمها السرطان ورغم عدم تأكدهم من السبب الحقيقي لهذه الظاهرة إلا أنهم يعتقدون جازمين تقريبا أن السبب هو الأنابيب الناقلة لمياه الشرب المصنوعة من مادة الأميانت الممنوعة والمسببة لهذا المرض الخبيث و التي يتواصل استعمالها منذ الثمانينات من القرن الماضي فضلا على أن شبكة توزيع المياه قديمة جدا حسبهم وهي مهترئة وفي حاجة إلى تجديد كلي بعد أن صارت أحياء كثيرة لا تصلها المياه إلا نادرا والمحظوظة منها تصلها مرة واحدة لمدة ساعة من الزمن خلال 20 يوما وتزداد أزمة المياه حدة بالأحياء القديمة. وهذا رغم وفرة المياه باعتبار أن المنطقة تتوسد جبل سيدى إدريس الغني بالمياه ذات الجودة العالية. لكن مشكلة المياه ينتظر حسب السلطات المحلية أن تحل نهائيا بعد تجديد شبكة التوزيع ووصول مياه سد القنطرة ( المشروع في طور الإنجاز ) التي ستغطي كل الإحتياجات. وستخصص حسبما هو متداول مياه السد للإستعمال المنزلي في حين تبقى مياه جبل سيدي إدريس للشرب وذلك بوضع برنامج توزيع تصل بموجبه هذه المياه عبر الشبكة لكل السكان.
وهناك من المواطنين من وجه أصابع الإتهام للمزارعين الذين يلجأ بعضهم إلى فتح ثقوب في أنبوب المياه الرئيسي الذي يعبر أراضيهم من أجل سقي مزروعاتهم بمائه غير مكترثين للضرر الذي يحدثه هذا السلوك بحرمان السكان من مياه الشرب.
خدمات بريدية كارثية
تقدم الخدمات البريدية لسكان بلدية بني ولبان داخل مقر من غرفة واحدة صغيرة لا تزيد مساحتها عن 30 مترا مربعا و لا يوجد سوى جهاز واحد لدفع أجور العمال و أفراد الأجهزة الأمنية و المتقاعدين وغيرهم .. بحيث تتشكل يوميا تقريبا طوابير دائرية طويلة في الشارع تلف المقر عدة مرات مع العلم أن الكثير من المواطنين يفضلون قضاء أمورهم في مكاتب بريدية بمدن أخرى رغم متاعب التنقل و الإنتظار أيضا في تلك المكاتب و لكن ليس بنفس الإكتظاظ الموجود في بني ولبان. ويذكر رئيس هذا المكتب البريدي أن ضيق المقر لم يسمح بتخصيص مكتب للأرشيف و لا للقابض و لا لفرز الرسائل. وقال أن مثل هذه الوكالة البريدية يفترض أنها تقدم خدمات لعدد من السكان لا يزيد عن ثلاثة آلاف نسمة بينما نحن نقدم خدمات بريدية ل 35 ألف نسمة.
بلدية بها 500 شهيد ، شوارعها بدون تسمية ، ورفات شهدائها تعبث بها السيول
من أغرب ما وجدناه في بلدية بني ولبان أن أغلب شوارعها مثلما أكد لنا السكان لا تحمل أسماء رغم أن البلدية قدمت خلال ثورة التحرير 500 شهيد من أبنائها قربانا لاستقلال البلاد. كما استشهد بنفس البلدية من أبناء الجزائر ككل 2400 شهيد فهل بعد هذا تبقى حجة لبقاء الشوارع بدون أسماء؟ وفي هذا الوضع من أراد أن يكتب رسالة إلى فرد من سكان بني ولبان ما عليه سوى كتابة إسم الشخص و إسم البلدية فقط و الرسالة لحسن الحظ تصل صاحبها لأن الناس أمناء و يعرفون بعضهم.
بمقر المكتب البلدي لمنظمة أبناء الشهداء وبحضور أمين المكتب البلدي للمنظمة السيد خلخال بوجمعة أثيرت هذه القضية من طرف مواطنين حاضرين كانوا بصدد الإحتفال باليوم الوطني للشهيد فذكر السيد خلخال ما هو أغرب من هذا بكثير فقال أنه رغم العدد المهول من الشهداء إلا أن البلدية لا توجد بها مقبرة تضم رفات هؤلاء المغاوير. ورفاتهم مبعثرة عبر الأماكن التي استشهدوا بها ودفنوا فيها بينما توجد مجموعة منهم فقط مدفونة في مقبرة للشهداء بالقل . و مما يثير الألم و الحيرة أن رفات بعض الشهداء أخرجتها السيول على سطح الأرض وجرفتها مثلما حصل في دشرة رمان القارص بجانب جبل سيدي إدريس و في مناطق أخرى مثل زكرانة. وقال المتحدث أننا نسعى مع المجلس البلدي المنتخب الجديد في إطار لجنة مشتركة تعمل على هذا الملف لحفظ كرامة هؤلاء البررة. ولم يشأ المتحدث التكلم عن مسؤولية هذه الوقائع المؤسفة وقال الأمور واضحة و الأهم هو المسارعة إلى تدارك الوضع.
وتعد بلدية بني ولبان مثلما يعرف مواطنوها وغيرهم من المطلعين على أحداث الثورة بمثابة العاصمة الثورية للشمال القسنطيني لأن كل قادة الثورة بالمنطقة و العابرين لها كانوا يتمركزون بها وكانت بها مناطق محررة فعلا لا تستطيع فرنسا ولوجها رغم علمها بأنها معقلا للثوار. وفي المرات التي حاول الجيش الفرنسي اقتحام المنطقة تكبد خسائر فادحة مثلما حدث في معركة زكرانة في أفريل 1957 التي يتذكرها الإعلام الفرنسي حتى الآن مثلما قال السيد خلخال. و قد قتل المجاهدون فيها 109 جنود فرنسيين راجلين وغنموا أسلحتهم و لم ينج إلا ثلاثة من عساكر العدو.
الاستفادة من منحة الشيخوخة ، تكون بوفاة مسن آخر مستفيد !
قيل لنا بأن هذا مشكل وطني بحيث أن أي بلدية لها حصة محددة من المنح الخاصة بالمسنين و العجزة لا تستطيع تجاوزها وبالتالي فالمطلوب من الذين تتوفر فيهم شروط الإستفادة البقاء في قائمة الإنتظار في حالة عدم وجود منح إلى أن يموت أحد المستفيدين حتى يتسنى لطالب المنحة الإستفادة من هذه المنحة.
وهذه واحدة من غرائب الإدارة لكن المواطنين الذين تصبح هذه المنحة من حقهم لا يهضمون حكاية وفرة منحة شاغرة أو بتعبير آخر وجود منصب مالي فيصبون جام غضبهم على إدارتهم المحلية.
مثلهم مثل مواطنين آخرين نعتذر لهم لأنهم طرحوا مشاكل فردية لا يمكن أن تذكر في موضوع مثل هذا.
الخربة أكبر نقطة سوداء بالبلدية
أكد رئيس البلدية أن أكبر إنشغال بإجماع أعضاء المجلس الشعبي البلدي هو العمل من أجل الحصول على برنامج سكني لصالح سكان حي الخربة بوسط بني ولبان وهو حي قصديري يقع فوق آثار رومانية. واعتبر وجود هذا الحي الذي تقطنه 200 عائلة أكبر نقطة سوداء ببني ولبان يجب التخلص منها في أسرع وقت خاصة و أن جميع التشكيلات السياسية وظفت هذا الحي في حملتها الإنتخابية خلال المحليات السابقة ووعدت سكانه الذين يعيشون في ظروف مزرية استمرت لأجيال عديدة بترحيلهم إلى مساكن جديدة. فضلا على ضرورة مثلما أضاف تحرير موقع الخربة الذي تقع به مدينة سيلتيانة الرومانية التي يعود تاريخ بنائها إلى سنة 45 قبل الميلاد. والتي توجد آثارها مدفونة حتى الآن وبالتالي يجب حمايتها والتفكير في استغلالها سياحيا.
وفي موضوع السكن بصفة عامة لاحظ رئيس البلدية أن أغلب طلبات المواطنين مركزة على السكن الريفي حيث يوجد في الإنتظار حاليا 2200 طلب وهو ما يشكل حوالي 80 بالمائة من المطالبين بالسكن. وفي رأي المواطنين الذين تحدثنا معهم أن السكن الريفي يعد حلا مثاليا بالنسبة للراغبين في العودة إلى الريف من الذين أجبروا على مغادرة مساكنهم وبيع حيواناتهم خلال فترة الإرهاب التي كانت قاسية جدا بهذه المنطقة وهم اليوم عالقون لا هم قادرون على البقاء في المدينة أو العودة إلى الريف.
ويلاحظ أن السكن الجماعي بمقر بلدية بني ولبان قليل جدا فالبناءات الفردية حسب تقدير السلطات المحلية تشكل نسبة 99 بالمائة من المساكن الموجودة.
أما في السكن الإجتماعي فقد استفادت البلدية من برنامج ب 320 شقة تابعة لديوان الترقية و التسيير العقاري منها 80 مسكن في طور الإنجاز.
من جانب آخر أشار المسؤول الأول بالبلدية إلى مشكلة تشبع المنطقة العمرانية لبني ولبان وضرورة حصول البلدية على احتياطات عقارية على حساب الأراضي الفلاحية والغابية المجاورة.
وذكر في هذا الشأن ضرورة فتح ثلاثة معابر فوق وادي القرامد المحاذي للقرية من أجل الوصول إلى الأراضي المرشحة للتوسع العمراني في الجانب الآخر وقد قامت البلدية بإعداد البطاقات التقنية الخاصة بهذه المعابر وطلبتها في برنامج 2013 وهم متفائلون في الحصول على هذه العمليات بعدما أبدت إدارة الأشغال العمومية تفهما لتبريراتهم.
وبخصوص وادي سيدي ادريس الذي تسبب فيضاناته أضرارا بليغة للسكان أشار ذات المسؤول إلى ضرورة تهيئته بشكل مفتوح حتى يمكن تفادي أضراره مستقبلا.
البلدية بدون مفرغة عمومية
تعاني بلدية بني ولبان من عدم وجود مفرغة عمومية فوق ترابها مما يحتم عليها حاليا إرسال شاحنات قمامتها لتفرغ حمولتها بمفرغتي البلديتين المجاورتين سيدي مزغيش أو أم الطوب على مسافة تصل إلى 18 كلم. وهذا من شأنه إنهاك الشاحنة وكذلك إضاعة الوقت.
وتقوم بلدية بني ولبان حاليا بإعداد البطاقة التقنية لإنشاء مفرغة عمومية بإقليمها الإداري على مسافة حوالي 6 كلم بمنطقة جنان العناب.
و للتغلب على مشاكل النظافة بسبب قلة الوسائل و بعد مسافة تفريغ القمامة قال رئيس البلدية الذي يبدي حماسا كبيرا لترقية صورة بني ولبان أنهم شرعوا منذ مدة في تشغيل مصلحة النظافة على مدار 24 ساعة بدون انقطاع وقد لمس المواطنون تحسنا في جمع القمامة و تنظيف المحيط مثلما أكد لنا أكثر من واحد منذ تنصيب المجلس البلدي الحالي الذي يحضر حسب رئيسه لتنظيم حملة كبيرة في أقرب الآجال لتنظيف المحيط والقضاء على كل النقاط السوداء بدعم من أئمة المساجد لحث المواطنين على المشاركة فيها كل حسب استطاعته. خاصة أصحاب الشاحنات لأن إمكانيات البلدية وحدها غير كافية. وذكر ذات المسؤول أن والي الولاية فتح المجال للبلديات لتقديم كل احتياجاتها المتعلقة بطلب أدوات التنظيف ومنها عتاد رش الأدوية المضادة للحشرات قبل فترة تكاثرها.
مشكلة الكهرباء في طريق التسوية
يعاني سكان بني ولبان من ظاهرة الإنقطاعات المتكررة للكهرباء وضعف التيار. والمشكلة حسب رئيس البلدية في طريق التسوية بعد تركيب أربعة محولات في إطار مشروع وطني لتركيب هذه الأجهزة كعلاج لظاهرة ضعف التيار الكهربائي. و قد تم تحديد مكان وضع هذه المحولات مثلما قال بإكماليتي ملك بن نبي ، و أبن رشد ، و شارع المقبرة ، و المجمع المدرسي.
كما أشار رئيس البلدية إلى انشغال محلي آخر يتعلق بضيق مكان المذبح الذي لم يعد يستوعب نشاط الجزارين نظرا لكون المنطقة ريفية بها ثروة حيوانية هامة تجعل من مهنة بيع اللحوم مزدهرة وبالتالي فهو يوجه نداء لمن يرغب من المستثمرين في بناء مذبح كبير قادر على الإستجابة لكل الطلبات.
و في رده عما ذكره لنا مواطنون بأن مركز التكوين المهني الذي استفادت منه البلدية في الثمانينات والذي يعتبر شبه مغلق حاليا بعد تجريده من أغلب التخصصات التي كان يدرسها و نقل تجهيزاته إلى سيدي مزغيش وتحويله إلى سكنات (...) قال رئيس البلدية أنهم سيعملون من أجل تفعيل هذا المركز حتى يعود لوظيفته و تكوين مهنيين وحرفيين تفتقدهم البلدية حاليا.
من جانب آخر قال مواطنون أن بلدية بني ولبان حرمت من التعليم التحضيري هذا الموسم و تجهيزاته حولت إلى بلديات أخرى وأكدوا أن ثلاث مدارس بمقر البلدية ومدارس بالريف حرمت من خدمة التعليم التحضيري. وندد آخرون ببقاء مقر الضمان الإجتماعي مغلقا في وقت يتكبد فيه المواطنون مشاق كبيرة للتنقل من أجل إيداع ملفاتهم و إجراء المراقبات الطبية في أم الطوب.
ويمكن أن نذكر باختصار بعض الإنشغالات التي أثارها السكان مثل نقص المرافق الشبانية فلا يوجد بالبلدية سوى ملعب واحد. وبعض الشوارع لم تعبد منذ الإستقلال. فضلا عن ظاهرة البطالة المتفشية في أوساط الشباب. و إن كان هذا الجانب الأخير فيه كلام حسب البعض بسبب عزوف الشباب عن العمل في الفلاحة و الورشات والبحث فقط عن العمل الإداري أو الحراسة مثلما هو شائع في كثير من مناطق البلاد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.