تستعد العائلات الجزائرية، خلال هذه الأيام، الى برمجة عطلتها الصيفية خاصة وانها تتزامن السنة وشهر الصيام، مما دفع بالكثير من الأسر إلى التفكير في كيفية قضاء العطلة الصيفية بعد عام كامل من العمل والدراسة. فقضاء بعض الوقت بعيدا عن روتين البيت والمدرسة والعمل، أصبح مطلبا ملحا لدى العديد من الأسر التي اتجهت نحو التفكير الجدي في ادخار جزء من المرتب طوال العام وصرفه خلال فصل الصيف، حتى وإن لم تتجاوز مدة العطلة عشرة أيام، فالمهم بالنسبة لهم هو الترويح عن النفس ولو لأيام معدودات، وأمام هذا الوضع، تقربت السياسي من بعض المواطنين، لمعرفة كيف سيقضون عطلتهم الصيفية خاصة وأنها تتزامن وشهر رمضان الكريم. العائلات: بلوغ شهر رمضان.. ألغى عطلتنا الصيفية وأمام هذا الواقع الذي فرضته العديد من التغيرات التي جعلت العديد من الأسر تفكر في كيفية قضاء عطلتها الصيفية، قمنا بجولة استطلاعية لمعرفة رأي المواطنين في هذا الأمر، لتقول في هذا الصدد، مريم من العاصمة حقيقة ان العطلة الصيفية في هذه السنوات الأخيرة، أصبحت تتزامن وشهر الصيام وهو الأمر الذي فرض علينا عدة تغيرات بخصوص العطلة الصيفية، فنحن في الحقيقة نفكر في قضاء عطلتنا الصيفية في ايام معدودة قبل بلوغ الشهر الكريم الذي لا يتوافق مع عقد تلك الجولات إلى شواطىء البحر بحكم الصيام، خاصة وان الكل يفضّل قضاء رمضان إلى جانب العائلة لعيش تلك الأجواء الحميمية التي تطبع الشهر الفضيل ، ومن جهة اخرى، يقول مراد، 42 سنة لا يعد شهر رمضان بالكامل عائقا بالنسبة لي، لانه يمكننا التمتع في سهرات هذا الشهر والتي تعد من بين افضل الايام ، ومن جهة أخرى، اضطرت الكثير من العائلات الى إلغاء مشروع العطلة الصيفية وذلك تبعا لعدة اسباب وهو ما راحت اليه سعاد قائلة في حقيقة الامر، لقد اضطرينا هذه السنة الى إلغاء مشروع العطلة لانها تتزامن وشهر رمضان وهو الشهر الذي افضّل فيه البقاء في منزلي مع اسرتي، لان الاجواء الرمضانية هي اجواء مميزة ولا يمكن لاي شهر تعويضها وعليه، قررنا أنا وعائلتي تأجيل العطلة الى ما بعد ذلك . في حين لجأت الكثير من العائلات الجزائرية التي لم تسمح لها إمكانياتها المادية من قضاء العطلة إلى التوجه إلى بيوت الأقارب الذين يقطنون في ولايات ساحلية، لتتمكّن من زيارة البحر وقضاء أوقات ممتعة، هو حال راضية التي تمضي عطلتها الصيفية كل سنة في منزل أختها التي تقيم في مدينة بجاية، ما يجعل عطلتها مضمونة في كل سنة، حتى أنها توفّر في المصاريف، وفي الوقت الذي تستمتع فيه الكثير من العائلات الجزائرية بعطلة الصيف على الشاطئ والاخرى تقوم بتأجيلها الى ما بعد شهر رمضان، نجد أخرى لا تعرف عن فصل الصيف سوى انقطاع أبنائها عن الدراسة والارتفاع المحسوس في درجة الحرارة، وهو الأمر الذي اثبتته العديد من العائلات المتواضعة والتي لا تتمكّن من قضاء العطلة في مكان ما، فالجلوس في البيت هو ما يفعلونه طوال أيام الصيف. ولمعرفة أسباب عزوف الكثير من المواطنين عن العطلة الصيفية بحيث اختارت العائلات الانتهاء من بعض التحضيرات قبل بلوغ الشهر الكريم، الأمر الذي أجبر البعض على حذف العطلة نهائيا أو ربما تأجيلها إلى ما بعد رمضان، تقربنا من بعض الجزائريين، لتقول في هذا الصدد، مليكة، 38 سنة إن التحضير للشهر الكريم من حيث توفير الحاجيات خصوصا مع اللهيب الذي يشهده الشهر في أوائل أيامه، فرض علينا التخلي عن العطلة الصيفية والاهتمام بتحضيرات شهر رمضان ، ومن جهة أخرى، اعرب محمد قائلا إن اقتران رمضان في كل سنة بموسم الاصطياف أخلط الأمور نوعا ما وأضحت العائلات تتخوف من ميزانيته الكبيرة ولا تتاح لها الفرصة أصلا في التفكير في برنامج العطلة ، وأضاف أنه شخصيا ألغى العطلة بصفة نهائية هذه السنة خصوصا وأنه عامل بسيط ولا يقوى على تغطية متطلبات رمضان ومن بعده العيد المبارك. تزامن عطلة الطلبة الصيفية مع رمضان ومن جهة أخرى، كانت لنا وقفة مع العديد من الأطفال والشباب، لمعرفة كيف يحضّرون لقضاء عطلة الصيف هذه السنة والتي تتزامن وشهر الصيام، ليقول في هذا السياق أنيس في حقيقة الامر، قد يحرمنا شهر رمضان من التمتع بشواطئ البحر، لكن هذا لا يمنعنا من قضاء عطلتنا كباقي السنوات السابقة ، ومن جهة اخرى، تقول آمال لم نعد نهتم في هذه السنوات الأخيرة كليا بالعطلة وهذا لاهتمامنا بشهر رمضان ، وهو الأمر ذاته الذي ذهب إليه بعض الطلبة، ممن يتأقلمون مع الشهر الفضيل، سواء تزامن مع العطلة أو مع أيام الدراسة وهو ما صرح به سليم، وهو طالب جامعي، مؤكدا أنه لا فرق بين العطلة سواء كانت رمضانية أو غير رمضانية.