يعد الحصان البربري، الذي يحظى بمكانة خاصة منذ القدم والذي يستلهم اسمه من أمازيغ إفريقيا الشمالية، أحد أقدم وأجمل سلالات الخيول في العالم. ويظل هذا الجواد الذي كانت تفضّله الملكة كاهنة والقديس أوغستين والذي كان يتفاءل به بالخير الإسكندر الأكبر وعديد الشخصيات الكبرى التي غيرت مجرى التاريخ، يثير اهتمام مربي الخيول بولايات الشرق الجزائري. وتعتبر سلالة الحصان البربري الذي يتميز بصلابته وقوة تحمله وقدراته الاستثنائية على الاستيعاب والفهم فريدة من نوعها، إذ أن سمعتها صنعت منذ فجر الإنسانية وتوطدت علاقتها مع مئات المربين بولايات شرق البلاد الذين يعتبرون أن امتلاك حصان بربري يشكل عنصرا للهوية ومصدر فخر. 600 خيل بربري وعربي يولدون سنويا ومن أجل الحفاظ على سلالة الخيول وترقية السلالة البربرية على وجه الخصوص بولايات شرق البلاد حيث تتجذر بها تقاليد الفروسية بعمق، يكتسي التناسل أهمية بالغة بهذه المناطق ويشكّل إحدى المهام الرئيسية للمعهد الوطني لتنمية تربية الخيول والإبل، حسب المدير الجهوي لهذا الديوان، عبد العالي باش تارزي. ويؤكد المسؤول بأن الحصان البربري يحظى بشعبية كبيرة بمناطق الكويف بتبسة والمحمل بخنشلة وبازر صخرة بسطيف وبريكة بباتنة وسدراتة بسوق أهراس والمسيلة. فهو يعد السلالة المطلوبة بكثرة خلال موسم التزاوج وخلال هذه الفترة التي تتزامن مع فصل الربيع، يتم توزيع حوالي عشرين حصانا بربريا تابعا للديوان الوطني لتنمية تربية الخيول والإبل من طرف فريق يتكون من بياطرة وتقنيين على وجه الخصوص على المحطات الفرعية للديوان بولايات الشرق بهدف تكاثر وتجديد السلالة البربرية والمحافظة على أصالتها، حسبما تم إيضاحه. واستنادا لمدير الديوان الوطني لتنمية تربية الخيول والإبل، فإن الديوان الوطني يستعمل أيضا خيول المربين الخواص خلال موسم التزاوج. وتم الإلتزام بعملية تحديد سلالة الحيوان وتسجيل الحصان من طرف تقنيي المعهد قبل تسليم بطاقة تنظيمية للتزاوج لأصحاب الجياد ورخصة للتزاوج وبعد ولادة المهر يتم إصدار شهادة نسب وأخرى للترقيم وشهادة ميلاد من طرف الديوان الوطني لتنمية تربية الخيول والإبل لصاحب المهر، مما يؤهله للحصول على منحة بقيمة 20 ألف د.ج المقررة كتشجيع للمربين الذين يسهرون على المحافظة على سلالة الحصان البربري. وعليه، يتم تسجيل المهر الجديد بخصائصه والمعطيات الخاصة به وبوالديه في سجل أنساب الخيول لدى هذا الديوان، حسبما أضافه المسؤول، مؤكدا بأنه يولد سنويا ما معدله 600 مهر بين بربري وعربي بربري بمنطقة شرق البلاد.