يحتاج ذوو الاحتياجات الخاصة لعناية واهتمام كبيرين خاصة من الناحية الاجتماعية والنفسية والمهنية، وعليه، تعمل العديد من الجمعيات التطوعية على توعية أفراد المجتمع بضرورة النظر بموضوعية لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة للقضاء على نظرة الإحتقار والتهميش التي تعاني منها هذه الفئة، وذلك قصد إدماجهم في المجتمع وتنمية قدراتهم ومواهبهم. وجمعية التحدي والأمل للمرأة المعوقة بجيجل من بين الجمعيات التي تحرص على تقديم خدمات وتوفير مناصب شغل لهذه الشريحة المهمّشة في المجتمع، وللتعرف على ما تقوم به الجمعية لصالح فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، حاورت السياسي لعرابي وهيبة، رئيسة الجمعية. متى تأسّست جمعية التحدي والأمل للمرأة المعوقة؟ - تأسّست الجمعية في 20 نوفمبر 2007 وهي جمعية ولائية تنشط في ولاية جيجل وتضم 280 عضو منخرط دائم فيها. وتعمل الجمعية على إدماج فئة ذوي الاحتياجات الخاصة والإعاقات وسط محيطهم الاجتماعي من خلال توفير مناصب شغل دائمة لهم وتوفير جو مناسب للعيش بدون ضغوطات نفسية. هل تتكفل الجمعية بفئة النساء فقط؟ - الاسم يدل على ان الجمعية تخصص نشاطاتها للنساء، هكذا كنا في البداية، لكننا الآن نهتم بكل الفئات من ذوي الاحتياجات الخاصة سواء أكانوا نساء او رجالا وأطفالا وحتى المسنين منهم. ما هي النشاطات التي تقومون بها؟ - النشاطات التي نقدمها تشمل كل ما يحتاجه المعوق من احتياجات تبدأ بمرحلة العلاج والمتابعة النفسية وتنتهي بتوفير مناصب عمل دائمة ومتابعة مشاريعهم وإنجازاتهم خاصة الحرفيين، الذين يشاركون في عدة معارض حيث تقام هذه الايام فعاليات المعرض الوطني للصناعات التقليدية، يشارك فيه عدد ممن تتكفل بهم الجمعية بعدة أعمال حرفية. كما ان الجمعية تقوم بتنظيم ندوات ولقاءات حول كل ما يخص المعوق وكيفية التكفل بانشغالاتهم وتطوير سبل اندماجهم اقتصاديا، من خلال آليات دعم مشاريعهم الفردية. كما تقوم الجمعية بمساعدة هذه الفئة في تحقيق مشاريعها ومتابعتهم والوقوف عليها لإنجاحها. كما تنظم الجمعية لقاءات دورية مع فئة المعوقين مهما كانت إعاقتهم في مختلف بلديات ولاية جيجل وذلك من اجل الوقوف على انشغالاتهم وإيجاد الحلول لمشاكلهم، حيث تعمل الجمعية، الآن، وفق برنامج سطّرته لمشروع يعد الأكبر على المستوى الولائي والذي سمي ب إدماج ، يهدف هذا المشروع الى إدماج أكبر عدد من المعوقين في المجتمع من خلال مهن تسمح لهم بمزاولة حياتهم كباقي الناس وإزالة الفوارق التي يعيشونها، إضافة الى هذا، فنحن نقدم مساعدات مالية لهم وتوفير مختلف حاجياتهم. إلى ما تهدفون من وراء جل هذه النشاطات؟ - الإدماج الاجتماعي للأشخاص في وضعية إعاقة.. عنوان كبير، فنحن، من خلال جملة هذه النشاطات التي نقوم بها، نسعى للوصول الى أقصى درجات المعرفة لاحتياجات، قدرات، مشاكل، عراقيل وكل ما من شأنه الحد من مشاركة الأشخاص في وضعية إعاقة في الحياة الاجتماعية على قدم المساواة مع الآخرين دون إقصاء وتهميش خاصة وان هناك أشخاصا يملكون قدرات هائلة وبإمكانهم فعل المستحيل، لكنهم يرفضون نظرة العطف والإحسان التي مازالت، مع الأسف، سارية المفعول ونأمل كجمعية أن نغيرها من خلال تواصلنا مع الاشخاص المعوقين، الأسر، المسؤولين، الجمعيات وكل أطراف المعادلة التي يدور في فلكها اسم كبير اسمه إعاقة، لتغيير نظرة المجتمع لهذه الفئة. ما مصدر الإعانات المتحصل عليها؟ - نحن نتعامل مباشرة مع الفيدرالية الجزائرية للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، كما اننا نعمل الآن في ظل الشراكة مع منظمة الإعاقة الدولية، في ظل مشروع الإدماج المهني للمعوقين، كما أننا نتلقى دعما من قبل السلطات المحلية في ولاية جيجل. هل من مشاكل تعيق عملكم الجمعوي؟ - المشاكل التي تعيق عملنا تصب في الجانب المالي، حيث ينقصنا الدعم بالنظر لحجم الاحتياجات، إضافة الى ذلك، نعاني من نقص الموارد البشرية المؤهلة لخدمة المعوق والتكفل به، خاصة من الجانب النفسي. كلمة أخيرة نختم بها حوارنا؟ - أشكر جريدة المشوار السياسي على هذه الإلتفاتة الإعلامية، كما نأمل أن تتغير نظرة المجتمع السلبية لهذه الفئة في محيطها الاجتماعي