دشنت جمعية الأقلام السياحية، التي تضم ثلة من الصحفيين من مختلف وسائل الإعلام الوطنية العمومية والخاصة، أول أمس، اليوم العالمي للسياحة المصادف ل27 من كل شهر سبتمبر من السنة، بزيارة قادتها إلى ما تبقى من المعالم الأثرية بالقصبة في العاصمة. هذه المدينة المبنية على قمة جبل لازالت تعانق عبق التاريخ بجمال شوارعها الضيقة ومساكنها ذات اللون الأبيض الذي كان يعتقد رواد البحر العابرون لسواحل العاصمة في الماضي أنها عبارة عن جبال من الملح، حسبما أوضحه الدليل السياحي بوعلام، الذي رافقنا في هذه الزيارة، كما اتجه أيضا أعضاء الجمعية للوقوف على عدة آثار، على غرار قصر الداي حسين آخر دايات الفترة العثمانية في الجزائر والذي يخلّد حادثة المروحة الشهيرة في وجه القنصل الفرنسي شارل دوفال سنة 1827 والتي فيها يرى المؤرخون أن الحادثة السبب الرئيس في احتلال فرنساالجزائر بعد الحادثة، وكشفت مصادر ل السياسي ، أن أشغال ترميم قصر الداي بلغت نسبة متقدمة حيث ترواحت بين 30 إلى 40 بالمئة بعد سنوات من التأخر لتتكفل شركة إسبانية متخصصة في استكمال عملية الترميم، ليتوقفوا على مسجد البراني لذي يعود بنائه إلى سنة 1918 من قبل الداي حسين، والذي رمّم مؤخرا وقد استكملت فيه الأشغال بصفة كلية تقريبا، ليفتح أبوابه لأداء الصلوات، وكذلك للزوار من هواة التاريخ والسياحة الأثرية، ومن ثمّة، انتقلوا لولوج في أزقة القصبة الضيقة أين تحجب أشعة الشمس عن الزوار وعن السكان. ويلاحظ الزائر لأول وهلة أن المدينة العتيقة مازالت بناياتها تحافظ على بعض أصالتها مع التغيير الطفيف الذي قد طرأ عليها في بعض ملامح المدينة العتيقة، لينهي أعضاء الجمعية الزيارة بإطلالة على منظر عام جميل من سطح بناية بأعلى القصبة يطل على العاصمة في منظر يخلف نوعا من الإنبهار لدى الناظر ممزوجا بنوع من الحسرة خوفا من اختفاء هذه المدينة العتيقة إذا لم تسارع السلطات المعنية بإعادة ترميم مشاهد التاريخ ولملمة ما تبقى منها قبل الاندثار.