نظمت الجمعية الوطنية للصحفيين المتخصصين في الإعلام السياحي،أمس، خرجة ميدانية إلى حي القصبة وذلك بمناسبة اليوم العالمي للسياحية المصادف لتاريخ 27 سبتمبر من كل سنة.وفي هذا الموعد الذي حضرته الصحافة الوطنية تم الإعلان عن أهداف هذا التنظيم الجديد الذي يسعى إلى »ترقية وجهة الجزائر السياحية عبر مختلف الوسائط الإعلامية«.وأوضح هشام دعو رئيس الجمعية »أن المناسبة فرصة أيضا لإبراز مدى أهمية إشراك الإعلام الوطني في تطوير السياحة الوطنية وإعطائها مكانتها الحقيقية وذلك بالتعاون مع الهيئات والمؤسسات التي لها صلة بالموضوع«. وقد أكد رئيس الجمعية الوطنية للصحفيين المتخصصين في الإعلام السياحي،أن مناسبة اليوم العالمي للسياحة الذي يحتفل به هذه السنة تحت شعار »السياحة والتنمية المجتمعية« تعد »فرصة لإبراز الدور الذي يمكن أن تلعبه وسائل الإعلام في الترويج لبعض المناطق السياحية الهامة في الجزائر على غرار حي القصبة العتيق« الذي يحتوي بين أزقته إلى غاية اليوم الكثير من الحرف والمهن التقليدية التي تعد موردا هاما لكثير من العائلات، وفي إطار اليوم العالمي »جاء اختيار تنظيم الجولة الإعلامية السياحية لفائدة الصحافة الوطنية لهذا الموقع المصنف من طرف اليونيسكو سنة 1992 كتراث عالمي من باب تثمين هذه المهن والحرف والعمل على تنميتها وتطوريها من خلال حث السياح على التوجه لهذا الموقع الذي يحمل بين ثناياه الكثير من الحكايات والأساطير المرتبطة ببعده التاريخي والحضاري الممتد عبر الأزمة«ذكر هشام دعو أن من بين أهداف الجمعية ، »تكوين الصحفيين المتخصصين في الإعلام السياحية وكذا العمل على ترقية وجهة الجزائر السياحية من خلال الكتابات والتحقيقات المصورة والمسموعة التي تبرز مكامن المخزون الوطني المتنوع بتنوع مكوناته الثقافية البيئية والسياحية«.وفي هذا الإطار اعتبر أنه من شأن وسائل الإعلام الوطنية عن طريق هذا التنظيم الجديد أن تلعب الدور المنوط بها والمتمثل في »الترويج للسياحة الوطنية والتسويق للصورة الحسنة التي تعمل مختلف الهيئات على إيصالها للسائح الوطني والأجنبي على حد سواء«. وفي سياق الجولة المنظمة صباح أمس لحي القصبة العتيق رفقة الدليل السياحي بوعلام بن عميروش وقف الوفد الإعلامي على بعض من أسرار هذا الجزء من الجزائر الذي يحكي كل شبر فيه عن قصة أو واقعة أو حتى أسطورة من الأساطير الممتدة عبر الزمن الذي يرجع بالجزائر إلى حدود حوالي 5 قرون إلى الوراء ليقص وقائع وحكايات امتدت من حقبة بولوغين بن زيري إلى الفترة العثمانية بل وقبل وذلك أي بقرون من التواجد الروماني بالمنطقة وقد يمتد ذلك حسب المؤرخين إلى ما قبل القرن الرابع الميلادي.وقد أكد الدليل السياحي المرافق للوفد الإعلامي أن عودة الأمن عبر ربوع الوطن خلال السنوات الأخيرة مكن من عودة الحيوية إلى القصبة وذلك من خلال بعث كثير الحرف التي أوشكت على الاندثار وهو ما ساهم أيضا في عودة السياح تدريجيا إليها وبالتالي انتعاش مردود بعض الحرفيين على غرار الحرفي النجار خالد محيوت الذي فتح محله ومنزله للزوار الراغبين في استنشاق عبق القصبة رائعتها الأصيلة. وفي الجولة، توقف الوفد عند كثير من المحطات والمواقع المنتشرة عبر أزقة إلتوت وتعرجت نزولا صعودا في متاهة لا يعرف نهاية مسارها إلا أهلها ،وكان في البداية ،لابد من التوقف عند قلعة الجزائر أي ما يعرف اليوم بقصر الداي بأعالي القصبة أو يعرفه الجميع اليوم ب »باب جديد« أين يتوقف الزمن مع حادثة المروحة سنة ,1827 التي اتخذتها فرنسا ذريعة لاحتلال الجزائر وإن كان الموقع يوجد قيد الترميم من طرف مؤسسة اسبانية إلا أن المكان يرحل بك إلى حقبة زمنية نادرة التكرار.ومنها أخذ الوفد الإعلامي في النزول بداية من »الجامع البراني« وعبر دروب الحي العتيق لرصد الحياة فيه التي مازالت تدب في »دويراته« المتآكلة عبر الزمن،ويعود الفضل في استمرار النبض في هذا المكان لارتباط سكانه بمسقط الرأس بل وبالأحرى بالحي الذي كان قلعة لأهله عبر الأزمة إلى غاية الثورة المظفرة.وفيه كثير من الروايات التي تتشبع بصدق نابع من حناجر امتزجت بغزة الانتماء تحكي قصص الأبطال من جيل الثورة. ومن بين النماذج الحية لهذا التمسك بعراقة المكان الحاج خلوج الزبير الذي فتح لنا باب داره التي تعد نموذجا لمنازل القصبة العتيقة حيث احتوت على كل ما له صلة برائحة الماضي بداية من مدخل الدار إلى غاية البهو الذي يتوسط »الدويرة« وكذا الشرفات المطلة على وسط الدار إلى جانب ما احتواه من أثاث وزخارف تعود إلى حقب زمنية مختلفة.وكان لا بد أيضا من المرور على قصور القصبة التي لم يبق منها إلاّ سبعة اليوم ومنها قصر مصطفى باشا الذي يعد اليوم متحفا وطنيا للخزف والمنمنمات وفن الخط.وفي سياق جولة شملت البعض من كثر من المعالم التي تحتويها هذه القلعة ودع الوفد الإعلامي »المحروسة« تحت أعين وبركات »سيدي عبد الرحمان «على أمل العودة إليها في جولات أخرى بهدف الإلمام بما تحتويه من كنوز لم يتسع الوقت للوقوف عندها في يوم واحد.