تعمل الكشافة الإسلامية الجزائرية في مختلف الولايات والمناطق من خلال أفواجها الساعية الى تكوين الشباب وغرس فيهم ثقافة التطوع والتضامن في المجتمع وهذا بتوسيع وتنويع هذه الأفواج لنشاطاتها من أجل الوصول الى أكبر قدر ممكن من الشرائح، ومن بين الأفواج التي تعمل على تحقيق ذلك وفقا للمبادئ العامة للكشافة الإسلامية الجزائرية، فوج المنار الكشفي الذي ينشط بولاية ورڤلة، وللتعرف أكثر على هذا الأخير وعن الاهداف المرجو تحقيقها، حاورت السياسي عبد القادر رقاقدة، القائد العام للفوج الذي أكد على أهمية وضرورة مضاعفة الجهود، لخدمة الشباب والمجتمع بصفة عامة. بداية، متى تأسّس فوج المنار الكشفي؟ - فوج المنار بورڤلة هو من بين الأفواج الكشفية الناشطة بالمنطقة وهو ينضوي تحت لواء الكشافة الإسلامية الجزائرية، تأسّس في مارس 2011 ويضم حوالي 100 منخرط منقسمين بين3 وحدات ويؤطرهم 6 قادة يعملون وفق برنامج خاص يشمل عدة مجالات ونشاطات. وماذا عن تسمية الفوج بهذه التسمية؟ - سمي بفوج المنار حتى يكون منارة أطفال المنطقة، للمشي في طريق المستقبل. فيما تتمثل النشاطات التي تقومون بها؟ - نحن نعمل، كما أشرت سابقا، وفق برنامج خاص نضعه كل سنة حيث نقسّم نشاطاتنا بين الأنشطة الخاصة بالحركة الكشفية والأنشطة الأخرى كالأعمال التطوعية وغيرها من الأعمال التي تزيد من أهمية العمل الكشفي الميداني في المجتمع. ونقوم بالمشاركة في إحياء المناسبات الدينية والوطنية على غرار عيد الاستقلال وعيد الثورة وكذا إحياء ليلة القدر وحفل المولد النبوي الشريف، بالإضافة الى المشاركة مع مختلف المديريات في الحملات التحسيسية والتطوعية كحملة تنظيف وتشجير المنطقة والتي نقوم بها دوريا وذلك لتعزير ثقافة المحافظة على البيئة والمحيط لدى المواطن. أما بالنسبة للحملات التحسيسية، فتشمل كل ما يخص المجتمع والشباب وخاصة فئة المراهقين الذين يتأثرون كثيرا بما حولهم من ظواهر وآفات بتوزيع مطويات وعقد منتديات حول مواضيع مختلفة مثل الحوادث المنزلية، بالإضافة الى الخرجات والمخيمات الصيفية التي تكون كذلك في العطل حيث تهدف الى تنمية قدرات الأطفال والشباب ذهنيا وبدنيا. وماذا عن نشاطاتكم الخيرية؟ - تدخل النشاطات الخيرية التي نقوم بها في إطار الأنشطة الخارجة عن الأعمال الكشفية، فالكشافة تهدف الى مساعدة الآخرين وفق ما جاء به ديننا الحنيف السمح لذلك نخصص من برنامجنا جزءا من هذه الأعمال، ففي كل رمضان، يقوم الفوج بتوزيع قفة رمضان على الأرامل والعائلات المحتاجة في المنطقة ونقوم بفتح مطعم إفطار لعابري السبيل وتوزيع وجبات جاهزة في الطريق السريع. وبخصوص الأعياد ومختلف المناسبات الأخرى؟ - على غرار ما سبق ذكره، نقوم خلال الأعياد بشراء كسوة العيد لإدخال الفرحة وإعادة الأمل لقلوب المعوزين خاصة الأيتام منهم كما نقوم ايضا بتنظيم زيارات ميدانية لدور العجزة والمستشفيات وذلك بهدف الترفيه عنهم وإشعارهم بالجو العائلي بعيدا عن مرارة المرض والحرمان الأسري. كما اننا نقوم بتقديم مساعدات مختلفة مثل جمع الملابس في موسم البرد للمحتاجين والذين يسكنون بالمناطق النائية، وللفوج عدة نشاطات أخرى ترتبط بالمناسبات حسب ميزانيته. إلى ما تهدفون من وراء جل هذه الأنشطة الكشفية؟ - الهدف الأول الذي نعمل عليه هو إنشاء جيل سليم، جيل قوي، جيل يستطيع ان يساهم في إصلاح المجتمع وينهض به فهذه النشاطات، خاصة الخيرية منها، رغم انها موجهة لفئة المحرومين، الا انها تغرس في الكشاف حب الغير والشعور بآلامه، بالإضافة الى انها تعزز أواصر الأخوة والتواصل بين أفراد المجتمع الواحد، فيتعاون الجميع يدا بيد في بنائه كما أننا نعمل على مساعدة الفقراء وإدخال البسمة والفرحة على وجوههم خاصة الأيتام. من أين يتلقى الفوج دعمه المالي؟ - المال الذي نسيّر به نشاطاتنا ومشاريعنا يكون من الميزانية التي تمنحها البلدية للجمعيات الخيرية والأفواج الكشفية ولكنه يبقى معتبرا نظرا للإمكانيات التي تتطلبها مختلف المشاريع هذا ما يجعلنا نجد مصدرا آخر وهو تبرعات المحسنين الذين يمودننا بالمساعدة المالية في جل الأنشطة الخيرية. على غرار نقص الإعانات، هل من مشاكل تعيق عملكم؟ - المشكلة الأولى التي نعاني منها والتي تعد أكبر هاجس بالنسبة لنا هي غياب المقر حيث اننا لا نملك مقرا مستقرا، فنضطر الى الكراء بسعر مرتفع وهو ما يأخذ منا المال والوقت حيث ان الاستقرار يلعب دورا كبيرا في عملنا وهذا ما يؤثر على مردود الفوج ما يجعلنا في بعض الأحيان مضطرين لإلغاء بعض النشاطات والمشاريع. بصفتك قائدا، هل من كلمة توجّهها لكشاف اليوم؟ - الكشافة قبل ان تكون مدرسة للتعلم، هي بيت يضم إخوة في الدين والوطن يستفيدون من بعضهم البعض كما اننا نحرص على غرس حب الأخوة بينهم قبل أي عمل لذلك على الشباب وأولياء الأمور ان يلحقوا أبناءهم بهذا البيت حتى يكونوا صالحين ويستمتعوا بوقتهم ويبرزوا خبراتهم ومواهبهم باطمئنان وحرية. كلمة أخيرة نختم بها حوارنا؟ - أشكر جريدة المشوار السياسي على المجهود الذي تقوم به من أجل التعريف بمختلف الافواج الكشفية الناشطة، كما أشكركم على هذا الحوار الذي يعد دعما لنا حتى نبذل مجهودا أكبر في مختلف النشاطات وأتمنى لنا ولكم المزيد من النجاح والتفوق