الوقفة الثانية: الإشتراك في الحكم إذا ورد لفظ الرجل في القرآن الكريم والسنة ولم يرد دليل على اختصاص الرجل بالحكم، فالأصل دخول النساء في الحكم مع الرجال لقوله صلى الله عليه وسلم: (إنما النساء شقائق الرجال) (رواه الترمذي وصححه الألباني). فحديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله جاء فيه السبعة بلفظ رجل، ومع ذلك فهذا الحديث يشمل لرجال والنساء، فمن النساء من سيظلهن الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله. الوقفة الثالثة: صفات الرجولة في القرآن والسنة أولاً: في القرآن: أ- الطهارة بشقيها المادي والمعنوي: لَمَسجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقوَى مِن أَوَّلِ يَومٍ، أَحَقٌّ أَن تَقُومَ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبٌّونَ أَن يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبٌّ المُطَّهِّرِينَ) (التوبة: 108). ب- الصدق مع الله: (مِنَ المُؤمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيهِ) (الأحزاب: 32). ج- إيثار الآخرة على الدنيا: (رِجَالٌ لاَ تُلهِيهِم تِجَارَةٌ وَلاَ بَيعٌ عَن ذِكرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاَةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، يَخَافُونَ يَومًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ القُلُوبُ وَالأَبصَارُ) (النور: 37). د- القوامة وحسن التوجيه لبيوتهم وذويهم: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعضَهُم عَلَى بَعضٍ، وَبِمَا أَنفَقُوا مِن أَموَالِهِم) (النساء: 34). ه- الإيجابية: وتتفصل في: 1- مؤمن يس والسعي لتبليغ دعوة الله ومناصرة الأنبياء: قال تعالى: (وَجَاءَ مِن أَقصَى المَدِينَةِ رَجُلٌ يَسعَى قَالَ يَا قَومِ اتَّبِعُوا المُرسَلِينَ) (يس: 20). 2- مؤمن آل فرعون والدفاع عن رمز الدعوة ضد مؤامرة الكفار: (وَقَالَ رَجُلٌ مُؤمِنٌ مِن آلِ فِرعَونَ يَكتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقتُلُونَ رَجُلاً أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ) (غافر: 28). 3- التحرك السريع لدرء الخطر وبذل النصيحة: (وَجَاءَ رَجُلٌ مِن أَقصَى المَدِينَةِ يَسعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ المَلأَ يَأتَمِرُونَ بِكَ لِيَقتُلُوكَ فَاخرُج إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ) (القصص: 20).