إفتتحت سهرة السبت الماضي الطبعة ال9 لمهرجان الجزائر الدولي للموسيقى الأندلسية والموسيقى العتيقة، بباقة موسيقية متنوعة امتزج فيها الفن الأندلسي الجزائري بالفلامنكو الإسباني والموسيقى التقليدية القادمة من الصين. وبحضور جمهور غفير غصت به قاعة ابن زيدون تتقدمهم وزيرة الثقافة نادية لعبيدي والسفير الصينيبالجزائر وأفراد من الجاليتين الصينية والإسبانية، استهلت فنانة الأندلسي بهجة رحال السهرة -التي استمرت لأكثر من ثلاث ساعات- بتقديم نوبة في طبع المجنبة استمتع بها الحضور كثيرا. ورفقة الجوق الموسيقي للجزائر العاصمة بقيادة مقداد زروق، افتتحت فنانة الصنعة نوبتها بتوشية زيدان قبل أن تدخل في قلب النوبة بمصدر (قم يا حبيبي) ومن بعده بطايحي بعنوان (قلبي حاصل) قبل تواصل عرضها بدرج (سألتك يا بديع الشباب) وانصراف بعنوان (أدمعي)، لتختتم بخلاص (يا ترى إن كان تعود أيامنا). وكان القسم الثاني من الحفل مع فرقة (كوارتيت خوان كارمونا) من إسبانيا بقيادة عازف الغيتار الفرنسي خوان كارمونا الذي أمتع الحضور بأدائه الفردي الرائع على الغيتار، بالإضافة لعرضه المميز رفقة أعضاء فرقته الثلاثة. خوسي مانويل رويث على الباندوليرو والكاخون ودومينغو باتريثيو على العود وخيسوس باتشلير على الباص قدموا كلهم رفقة كارمونا مقطوعات موسيقية رائعة أخذت من التراث الإفريقي والفن الكاريبي وغيرها من التيارات الفنية العالمية. وعرف صعود الفرقة الصينية Sound of China (صوت الصين) تفاعلا كبيرا من الجمهور الذي أعجب بما قدمه أعضاؤها الستة من وصلات على أنغام آلات موسيقية تقليدية محلية خاصة بقومية الهان. وقد أدت هذه الفرقة القادمة من بكين بعض المقطوعات المنفردة ميزها خصوصا عرض بعنوان (سباق الأحصنة) على آلة ال(إرهو) الشبيهة بالكمان والتي تعود أصولها لآسيا الوسطى وآخر بعنوان (كمين من كل الجهات) على آلة ال(بيبا) الشبيهة بالعود، وثالث بعنوان (ذريات من يونان) على آلة ال(زهونغروان) الشبيهة بالغيتار. كما أدت الفرقة -التي تأسست قبل خمس سنوات- عروضا جماعية على مختلف الآلات على غرار (رقصة الثعبان الذهبي) الذي افتتحت به فقرتها بالإضافة ل(الأزهار المزهرة والبدر) الذي ارتحلت من خلاله بالحضور إلى الصين البعيدة وتراثها الموسيقي المتميز والعريق والمتفتح. وتستمر فعاليات المهرجان الدولي ال9 للموسيقى الأندلسية والموسيقى العتيقة إلى غاية 29 من الشهر الجاري بمشاركة فرقة موسيقية من 13 بلدا من إفريقيا وأوروبا وآسيا بالإضافة للجزائر.