كشف الأساتذة الجدد للتعليم الابتدائي الملتحقين مع بداية السنة الدراسية بمناصب عملهم والذين يخضعون خلال عطلة الخريف إلى تكوين تكميلي على مستوى المعاهد الموزعة عبر مديريات التربية، عن غياب برنامج محدد يلقن من خلاله التكوين البيداغوجي وطرق وأساليب التعليم الصحيحة، مؤكدين أن ما يتم تلقينه لهم خلال التكوين التكميلي هو نفس ما خضعوا له من تكوين تحضيري شهر أوت الماضي. وفي جولة استطلاعية لمراكز ومعاهد التكوين ببعض مديريات التربية الوطنية، وقفت السياسي على سير عملية التكوين التكميلي التي يخضع لها الأساتذة الجدد للطور الابتدائي الذين التحقوا بمناصب عملهم مؤخرا، حيث أكد العديد ممن تحدثنا إليهم غياب برنامج واضح للتكوين يمكنهم من التدريس وفق الطريقة الصحيحة، موضحين أن ما يتم تلقينه لهم هو نفس ما خضعوا له خلال التكوين التحضيري شهر أوت الماضي، والذي اعتبروه مضيعة للوقت خاصة أن العملية لم تأتِ بأي جديد يعود عليهم بالفائدة، مشيرين إلى أن برنامج التكوين كان لابد أن يتضمن المناهج التعليمية لكل سنوات التعليم الابتدائي حتى يتمكنوا من فهمه وإيصاله للتلاميذ بشكل صحيح، وهو ما أكده المشرفون على تدريس الأساتذة الذين تفاجؤوا بتكرار نفس الدروس الملقنة خلال التكوين التحضيري. من جهة أخرى، انتقد المستخلفون الشاغلون لمناصب الأساتذة في الأطوار الثلاثة، عدم خضوعهم لعملية التكوين التحضيري والتكميلي رغم مزاولتهم لمهام التدريس بشكل عادي بعد أن استعانت الوزارة الوصية بفئة كبيرة منهم لسد العجز الحاصل على مستوى القطاع والذي قدر ب 3 آلاف منصب شاغر، حيث لم تجد الوصاية حلا سوى الاستعانة بأصحاب عقود ما قبل التشغيل كمستخلفين وكذا الناجحين بالقوائم الاحتياطية في مسابقات التوظيف التي نظمتها الوزارة، وطالب الأساتذة المستخلفون بحقهم في الخضوع إلى التكوين للإطلاع على الطريقة البيداغوجية والأساليب الصحيحة للتعليم. من جهته، أكد مسعود بوديبة، المكلف بالإعلام بالكناباست، ل السياسي أن الهدف التكوين هو تمكين الأستاذ من التدريب والتحكم في مجالات لم يسبق له أن درسها في الجامعة خاصة ما يتعلق بعلم النفس التربوي والتشريع المدرسي ليفيد التلاميذ بشكل أفضل، مضيفا أنه كان على الأساتذة الجدد المطالبة بتحديد برنامج للتكوين يتضمن دروس من البرامج التعليمية لشرح كيفية تلقينها للتلميذ وإيصال المعلومة. وأضاف بوديبة، في سياق آخر، أن قطاع التربية يشهد مشكلة توظيف كبيرة، وفي كيفية إحصاء المناصب الشاغرة ما جعل الوزارة تستعين بالمستخلفين، موضحا أن التكوين الهدف منه أيضا تسوية الوضعية الإدارية للأساتذة الناجحين في مسابقات التوظيف، مشيرا إلى أن المستخلفين لا يمكن إدماجهم دون إخضاعهم لمسابقات التوظيف وفي الوقت نفسه هم يشكلون فئة كبيرة من قطاع التعليم، مؤكدا أن هذا لا يخدم المنظومة التربوية ولا مصلحة التلميذ.