يمثل تكريس الديمقراطية التشاركية والتمثيلية، التي ينتظر أن تتجسّد خلال الأيام المقبلة في تونس بتشكيل حكومة ائتلاف، أهم تحدٍّ سياسي بالنسبة للرئيس الجديد باجي قائد السبسي وحزبه نداء تونس ، حسب المختصين. ويمثل إعداد مشروع سياسي توافقي يعكس تطلعات مختلف التشكيلات في الساحة السياسية التونسية في إطار حكومة ائتلاف أكثر من أولوية عاجلة ينبغي على حزب نداء تونس ، الذي يشرف على البرلمان والرئاسة التكفل بها في القريب العاجل. وحسب اليومية التونسية لا براس ، يرى ناصر هاني أنه لا يوجد خيار كبير فيما يخص تكوين الحكومة المقبلة واعتبر أن أفضل سيناريو بالنسبة لحزب نداء تونس يتمثل في إشراك الجميع في الحكومة حتى لا يتحمّل وحده مسؤولية الفشل المحتمل بالنظر إلى الملفات الحساسة الواجب حسمها، واعتبر الخبير في السياسة، بن محفوظ هيكل، أن التحالفات بين الأحزاب السياسية التمثيلية تفرض نفسها، لأن نداء تونس ليس لديه سوى أغلبية صغيرة في البرلمان. وأكد على ضرورة الحصول على دعم أكثر من 140 نائب (ثلثي البرلمان) للتمكن من الفصل في الملفات الحساسة. بالتالي، فإن التحالفات ضرورية ل نداء تونس لتشكيل حكومة حتى مع حركة النهضة منافسه، لكن حتى وإن تحالف نداء تونس ب86 نائبا من أصل 217 مع آفاق تونس (8 مقاعد) والاتحاد الشعبي الحر (16 مقعد) والمبادرة (4 مقاعد) وحتى النواب الأحرار، إلا أنه لن يحصل أبدا على ثلثي البرلمان. ويبقى التحالف مع حركة النهضة ضروريا وأضحى أعضاء مهمون بحزبي نداء تونس وحركة النهضة يحتجون على ائتلاف محتمل بين الحزبين بسبب تنافسهما. وأكد محمود بن رمضان، عضو في اللجنة المديرة في الحزب الحائز على الأغلبية في البرلمان، أن مديرية نداء تونس اجتمعت أمس لبحث هذه المسألة، وعن سؤال حول معلومات متعلقة بإبرام صفقة بين نداء تونس وحركة النهضة ، أجاب رمضان بالنفي القاطع. وحسب مصادر قريبة من الملف، من المنتظر أن تجتمع حركة النهضة نهاية هذا الأسبوع لمعالجة هذه المسألة وتوحيد قرار الحركة. وتم التوضيح أن نجاح الإجماع السياسي بين مختلف الأحزاب السياسية أضحى الحل الوحيد الكفيل بضمان الاستقرار السياسي الذي يتطلع إليه التونسيون لمواجهة المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والأمنية التي تعترض الحياة اليومية للمواطنين. ورغم مرحلة انتقالية دامت قرابة ال4 سنوات طبعتها أساسا الأزمات السياسية وبروز جماعات مسلحة، إلا أن تونس نجحت في تنظيم انتخابات عامة ورئاسية اعتبرها المجتمع الدولي ديمقراطية.