أكد الرئيس التونسي المنتخب باجي قائد السبسي، أمس، أن أول زيارة رسمية له إلى الخارج ستكون إلى الجزائر، مؤكدا أن التعاون بين البلدين سيتعزز مستقبلا. وقال في هذا الصدد "سبق وأن صرحت خلال الحملة الانتخابية أن أول زيارة رسمية سأجريها ستكون إلى الجزائر وها أنذا أؤكد ذلك كرئيس". وعلى هامش لقاء مع أعضاء حزبه" نداء تونس"، حيا السيد السبسي، في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية الشعب التونسي، وكل من دعمه خلال الانتخابات التشريعية والرئاسية ووجه شكره الخاص "للنساء التونسيات" اللائي صوتن "بقوة" من أجله ب"أكثر من مليون صوت". ودعا السيد السبسي، قادة حزبه نداء تونس إلى الاجتماع لبحث مسألة تكوين حكومة ائتلاف، مستطردا في هذا الصدد "نداء تونس لن يحكم البلد برمته لوحده"، داعيا كافة الأحزاب السياسية التونسية إلى التوصل إلى "إجماع واسع". وفي حواره مع القناة الجزائرية الثالثة، أكد الرئيس التونسي المنتخب أن أولوية الدبلوماسية التونسية في المرحلة المقبلة "ستكون في التعامل مع الجزائر وليبيا"، كون بلاده في حاجة إلى التعاون مع مسائل مكافحة الإرهاب، منوها في هذا الصدد بمستوى التعاون بين الجزائروتونس في هذا المجال، في حين أعرب عن أمله في توسيع مجالات التعاون لتحقيق التنمية المشتركة. وأوضح في هذا الصدد أن السياسة الخارجية التونسية ستعود إلى ثوابتها وضوابطها القائمة على مبدأ أن الأولوية في التعامل تعود بالدرجة الأولى إلى دول الجوار، ممثلة في الجزائر وليبيا، وثانيا إلى منطقة المغرب العربي دون التدخل في الشؤون الداخلية للدول. وكان رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، أول مهنّئ للسبسي بعد فوزه برئاسة تونس، حيث حيا الشعب التونسي لما أبداه من "وعي ونضج"، مكناه من إنجاح الانتخابات الرئاسية، ولما يحدوه من حرص على "استكمال إعادة بناء مؤسسات دولته في كنف الوئام والسكينة". وأكد الرئيس بوتفليقة، في برقيته عزمه على العمل مع الرئيس التونسي من أجل "تعميق علاقات الأخوة والتضامن" بين البلدين، والدخول بهذه العلاقات في "مرحلة تؤسس لشراكة شاملة ودائمة تستجيب لطموحات وتطلعات الشعبين الشقيقين". كما أعرب عن حرصه على "تمتين التنسيق والتشاور لمواجهة التحديات المشتركة". ويرى العديد من المحللين التونسيين أن النجاح في التوصل إلى إجماع سياسي بين مختلف التشكيلات السياسية في البلد ضروري لضمان الاستقرار السياسي، وبعث عجلة التنمية في تونس. في حين يتساءل ملاحظون حول الانتماء الحزبي لرئيس الحكومة المقبل وفريقه. وحسب اليومية التونسية "لا براس" يرى ناصر هاني، أنه لا يوجد خيار كبير فيما يخص تكوين الحكومة المقبلة، مشيرا إلى أن "أفضل سيناريو بالنسبة لحزب نداء تونس يتمثل في إشراك الجميع في الحكومة حتى لا يتحمّل وحده مسؤولية الفشل المحتمل بالنظر إلى الملفات الحساسة الواجب حسمها". من جهته أوضح الخبير في السياسة بن محفوظ هيكل، أن "التحالفات بين الأحزاب السياسية التمثيلية تفرض نفسها لأن نداء تونس ليس لديه سوى أغلبية صغيرة في البرلمان"، مؤكدا" في هذا السياق ضرورة الحصول على دعم أكثر من 140 نائبا (ثلثي البرلمان) للتمكن من الفصل في الملفات الحساسة. وبالتالي فإن التحالفات ضرورية لنداء تونس لتشكيل حكومة حتى مع حركة النهضة (الإسلامي) منافسه". وقد تحصل مترشح نداء تونس باجي قائد السبسي، أول رئيس تونسي ينتخب بكل حرية منذ استقلال تونس سنة 1956، على نسبة 68ر55 بالمائة من الأصوات خلال الانتخابات الرئاسية المنظمة يوم الأحد الماضي، متفوقا بذلك على منصف المرزوقي. وتحصل السبسي على 7ر1 مليون صوت في الدور الثاني للانتخابات الرئاسية، مقابل أكثر من 3ر1 بالنسبة لمنافسه الذي تحصل على 32ر44 بالمائة من الأصوات حسب الأرقام التي أعلنت عنها يوم الاثنين، الهيئة العليا لمراقبة الانتخابات.