(.. فخيرُ الناسِ أنفعهم للناس) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أحب الناس إلى الله أنفعهم، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه ديناً أو تطرد عنه جوعاً، ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إليَّ من أن أعتكف في المسجد شهراً، ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له ثبَّتَ الله قدمهُ يوم تزلُّ الأقدام)، أما يهزكَ هذا الربح وهذا المغنم! أما يوقدُ فيكَ شعلة حب عمل الخير وبذل المعروف؟ أما و قد بُشِّر صانع المعروف بجنة الله والقبول، إذ ورد أن أهل المعروف في الدنيا هم أهله في الآخرة فهم وحدهم من يكسوهم الله ويطعمهم ويسقيهم ويغنيهم جزآء صنيعهم ورحمتهم بعباده في الدنيا. عن أبي جريّ الهجيمي قال: أتيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يارسول الله إنَّا قومٌ من أهل البادية فعلِّمنا شيئاً ينفعنا الله تعالى وتبارك بهِ، قال (لا تحقرّنَ من المعروف شيئاً ولو تُفرغ من دلوك في إناء المستسقي، ولو أن تكلمَ أخاكَ ووجهكَ إليهِ مُنبسط). وعن جابر بن عبد الله أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (كل معروف صدقة). فالمؤمن رحيم رقيق القلب محب للخير ساعٍ لبذل المعروف، يشعر بآلام إخوانه ويتلمس حاجاتهم وهذا الإحساس نابع من إلتزامه بدينه دين الرحمة فعلى قّدْرِ الإيمان تكون المواساة والمواساة للمؤمنين تكون بالمال، أو بالجاه، بالخدمة، أو بالنصيحة والإرشاد، بتقديم العون، أو بالدعاء والإستغفار، وأقلها التوجع لهم ولمصابهم.