قام أعضاء جمعية الوئام الخيرية لولاية سطيف، وفي إطار نشاطاتها الخيرية المعتادة، بتوزيع وجبات ساخنة على المتشردين. وتم بالمناسبة، دعوة إحدى القنوات الإعلامية لمرافقتها في العملية بغية التحسيس بفئة المتشردين في مثل هذا الجو القارس، أن ثمّة أناس يبيتون في العراء بشوارع وأزقة مدينة سطيف يفترشون الأرض، لا مأوى ولا معين لهم، منهم شابات في مقتبل العمر، نساء، أطفال، شيوخ وشباب لم يرتكبوا إثماً يعاقبون عليه، عكسهم الدهر ورمت بهم الأيام إلى التشرد والتسكع، سدّت كل الأبواب في وجوههم، فخرجوا مضطرين إلى أرض اللّه الواسعة، معرضين أنفسهم للمخاطر والقهر والحرمان، وفي آخر الليل، يلجأون إلى مكان ما، يتوسدون أحذيتهم ويفترشون قطعة كارتون ويلتحفون السماء، فيغمضون أعينهم بحثاً عن النوم، وكلما اشتد البرد، كما هو الحال خلال هذه الأيام، تفاقمت معاناتهم وآلامهم، وهو ما كشف عنه أحد الأعضاء المشاركين في المبادرة، مضيفا أن هناك حالات متعدّدة لبؤساء يبيتون في العراء، دون أن تتحرك فينا مشاعر الإنسانية أو تأخذنا الرحمة والشفقة بهؤلاء الضحايا، قد يكون دفء المكيفات والفراش الصوفي الوثير والملابس الجلدية والصوفية والقطنية هي التي تنسينا غيرنا، فلا نفكر في معاناتهم، وقد تكون اللامبالاة واحتقار الإنسان لأخيه الإنسان من العوامل التي تجعل بعضنا لا يهمه أن يموت واحد أو جميع المتشردين. أين هي المنظمات والجمعيات والمراكز الاجتماعية والخيرية بمدينة سطيف والجزائر الغنية للنظر إلى هؤلاء بقلوب رحيمة والتي من المفترض أن تكون بيتاً مفتوحاً في وجوه هؤلاء؟ ، ليختم كلامه آملا في تحرك المعنيين ومساعدة المتشردين الذين هم في أمس الحاجة الى يد العون.