بعد أن كانت المساجد هي الملجأ الوحيد التي يتخذ منها بعض المواطنين مكانا لنومهم تحت المكيفات، في ظل درجة الحرارة الجد مرتفعة، تحولت الآن المساحة الخضراء و الحدائق العمومية بالعاصمة ما إن حل علينا شهر رمضان الكريم مكانا لأخذ القيلولة والتمتع بظل الشجر، واخذ قسط من الراحة هروبا من حرارة الشمس بعد أن اتخذ بعض المواطنين جزء كبير منها وحولوه إلى مكان للراحة والنوم. لطيفة مروان تحولت الكثير من الحدائق العامة على غرار "حديقة صوفيا"، "ساكري كور" و"حديقة الحرية" إلى مكانا المفضل للنوم، توافد عليها العشرات للاستلقاء تحت ظلال الأشجار التي تقيهم من حرارة الشمس الحارقة، وبعيدا عن صخب المنزل والأحياء، فتراهم يفترشون الأرض والعشب ويلتحفون السماء لساعات طوال، في انتظار الفرج وحلول موعد الإفطار. منذ الساعات الأولى للصباح أو في ساعات متأخرة من المساء، تجد عدد كبير من الشباب النائمين، ويتزايد العدد عند الظهيرة وفي فترة القيلولة في مختلف المساحات الخضراء التي تم تهيئتها مؤخرا وتزيينها بمختلف أنواع الورود، إلى جانب تنصيب عدد من أشجار النخيل التي جاءت بالفائدة على أولائك الشباب الذين فضلوا قضاء شهر رمضان غاطسين في النوم تحت ظلالها .وفي هذا الصد أكد أحد المواطنين حرارة الصيف وتزامنها مع صيام رمضان دفعت بأغلب المواطنين، إلى مغادرة منازلهم كل ليلة بحثا عن أكثر الأماكن برودة ، عساها ترحمهم شدة الحر، أو على الأقل تخفف من وطأته، بل منهم من هجر فراشه الوثير وارتمى بين أحضان الحدائق عمومية والفضاءات الخضراء ، آملا في الانتعاش بهواء بارد ونسيم عليل. في حين أوضح احدهم أن الهدف من إنشاء الحدائق هو الترويح عن النفس من خلال المنظر الجميل الذي ينسى الإنسان فيه كل همومه ومشاكله، لكن أن تتحول وضيفة الحديقة إلى مكان قبيح يحرم الناس من التمتع و تنتشر فيه المخلفات والروائح الكريهة ويساهم في التلوث ويصبح مكانا لنقل الأمراض المعدية فهذا أمر لا يصدق ولا يمكن تصوره أو السكوت عليه. واستطرد خالد لأحد المارين أن الحديقة تحولت رغم بؤسها إلى مكان للمتشردين والذين يتسللون إليها ليلا وينامون فيها حتى الصباح كما شهدت الحديقة تدهورا كبيرا وملحوظا في كل مرافقها والتي دمرت بشكل متعمد بسيناريو خاص يزداد تعقيدا ومزيدا من البؤس والإهمال لحديقة كبيرة ورائعة كانت تمثل الوجه الجميل للعاصمة في ظل غياب المتابعة