تختتم عشية اليوم فعاليات النسخة الثلاثين لبطولة كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم، عندما يلتقي المنتخبان الإيفواري والغاني في المباراة النهائية للبطولة. وتمثل المباراة بينهما اليوم تكرارا للقاء بين الفريقين في نهائي البطولة عام 1992 بالسنغال، عندما تعادل الفريقان سلبيا في الوقتين الأصلي والإضافي قبل أن يحسم أفيال كوت ديفوار المواجهة لصالحهم بماراثون ضربات الترجيح 11 - 10 في أطول ماراثون لركلات الترجيح في تاريخ البطولة. وينتظر أن تلقي مباراة 1992 بظلالها على مباراة الفريقين، خاصة مع التقارب بين مستوى الفريقين في البطولة الحالية. ويحتاج المنتخب الإيفواري بقيادة النجم الكبير يايا توريه إلى إغلاق الطريق أمام الجبهة اليسرى للمنتخب الغاني، إذا أراد الفريق تحقيق الفوز في هذه المباراة، حيث كانت الجبهة اليسرى ل النجوم السوداء هي مصدر القلق والإزعاج للمنافسين في جميع مباريات المنتخب الغاني بالبطولة، حتى الآن، نظرا لما تتمتع به هذه الجبهة من نشاط هجومي واضح وفعّال. ولم يغب توريه،31 عاما، عن أي من بطولات كأس الأمم الإفريقية منذ عام 2006 أي أن النسخة الحالية تشهد المشاركة السادسة له في النهائيات، كما شارك مع الأفيال في النسخ الثلاث الماضية من بطولات كأس العالم. ورغم هذا، كان توريه دائما هدفا للانتقادات والاتهامات بأنه لم يقدّم مع الأفيال نفس المستوى الذي يقدّمه مع فريقه مانشستر سيتي الإنجليزي. ولكن ملامح وإشارات التألق ظهرت في أداء اللاعب خلال مباراة الفريق أمام الكونغو الديمقراطية والتي فاز فيها الأفيال 3/1 في المربع الذهبي للبطولة الحالية، حيث سجل هدفا رائعا افتتح به التسجيل في المباراة. وبعدما فشل زميله ديدييه دروغبا في إحراز اللقب الإفريقي مع الأفيال على مدار سنوات طويلة قضاها في صفوف الفريق حتى اعتزاله اللعب الدولي العام الماضي، يأمل توريه في استغلال الفرصة هذه المرة وقيادة الفريق إلى تحقيق ما عجز دروغبا عن تحقيقه. وتبدو الفرصة سانحة أمام توريه لإحراز اللقب الأول مع منتخب بلاده، بعدما حقق العديد من الألقاب على مستوى الأندية التي لعب لها حيث توج بلقب دوري أبطال أوروبا مع فريق برشلونة في 2009 كما فاز بلقب الدوري المحلي في كل من اليونان وإسبانيا وإنجلترا. كما سجل توريه هدف الفوز 1/0 لمانشستر سيتي على ستوك سيتي في نهائي كأس إنجلترا عام 2011. ودأب الفرنسي هيرفي رينار، المدير الفني للمنتخب الإيفواري، على الصياح في اتجاه توريه مرارا عندما لا يقدّم اللاعب الأداء الذي يرضيه، ولكنه كان حذرا للغاية في التعامل مع اللاعب وكذلك في التعليق على مستواه في مباراة المربع الذهبي. ورغم الإشادة بجهد توريه في هذه المباراة، حرص رينار على الثناء الشديد أيضا على لاعبين آخرين مثل جيرفينهو وويلفريد بوني. وقال رينار، في تصريحات إعلامية بعد المباراة: سمعت الكثير عن يايا توريه في إفريقيا، ولكنه لاعب كبير، أظهر هذا للجميع في المربع الذهبي وأنه يستطيع أن يفعل هذا. كان هدفا مدهشا، لدينا فرصة هز الشباك في أي وقت عن طريق لاعبين مثل جيرفينهو وويلفريد بوني وماكس غارديل . وتوج المنتخب الغاني بآخر ألقابه الأربعة في البطولة في عام 1982 وفقد فرصة التتويج باللقب الخامس أكثر من مرة، وكان أبرزها في نهائي 1992 الذي شهد تتويج الأفيال بلقبهم الوحيد. ورغم فشل المنتخب الغاني في الفوز باللقب عام 1992 في وجود نجمه الأسطوري عبيدي بيليه، قد تسنح الفرصة أمام نجليه غوردان وآندري آيو للثأر وقيادة الفريق للفوز على الأفيال في نهائي اليوم. ولعب الشقيقان آيو دورا بارزا بأدائهما وأهدافهما في بلوغ المنتخب الغاني نهائي البطولة الحالية، حيث هز كل منهما شباك غينيا الاستوائية في المربع الذهبي وسجل زميلهما مباراك واكاسو هدفا آخر ليفوز الفريق 3/0 على أصحاب الأرض في هذه المباراة المتوترة الخميس الماضي. وألقى مشجعو غينيا الاستوائية بوابل من المقذوفات على أرضية الملعب قبل دقائق من نهاية المباراة، كما أجبروا جماهير غانا على ترك المدرجات والنزول إلى محيط الملعب خشية غضب الجماهير، صاحبة الأرض، مما أسفر عن توقف المباراة لأكثر من نصف ساعة، ثم استئنافها لاستكمال الدقائق القليلة المتبقية فيها. ورغم البداية الهزيلة للمنتخب الغاني في البطولة بالهزيمة أمام السنغال، قدّم الفريق تطورا واضحا في المستوى في المباريات التالية التي فاز بها جميعا، وخاصة في المباراة أمام غينيا والتي فاز بها 3/0 في دور الثمانية للبطولة. ولكن الفريق سيحتاج إلى أداء أفضل على المستويين الهجومي والدفاعي في مباراة اليوم، إذا أراد خطف اللقب من قبضة الأفيال ونجمهم الكبير يايا توريه. تاريخ نهائيات كأس إفريقيا: 1957 في السودان: مصر - إثيوبيا 0/4 1959 في مصر: مصر - السودان 2/1 1962 في إثيوبيا: إثيوبيا - مصر 4/2 1963 في غانا: غانا - السودان 3/0 1965 في تونس: غانا - تونس 3/2 1968 في إثيوبيا: الكونغو - غانا 0/1 1970 في السودان: السودان - غانا 0/1 1972 في الكاميرون: الكونغو - مالي 3/2 1974 في مصر: زائير (الكونغو الديمقراطية حاليا) - زامبيا 2/2 (أعيدت المباراة وفاز المنتخب الزائيري 2/ 0) 1976 في إثيوبيا: أحرزها المنتخب المغربي بعد تصدره المجموعة النهائية للبطولة 1978 في غانا: غانا - أوغندا 2/0 1980 في نيجيريا: نيجيريا - الجزائر 3/0 1982 في ليبيا: غانا - ليبيا التعادل 1/1 ثم فوز المنتخب الغاني 7/6 بضربات الجزاء الترجيحية 1984 في كوت ديفوار: الكاميرون - نيجيريا 3/1 1986 في مصر: مصر - الكاميرون التعادل السلبي، ثم فوز المنتخب المصري 5/4 بضربات الجزاء الترجيحية. 1988 في المغرب: الكاميرون - نيجيريا 0/1 1990 في الجزائر: الجزائر - نيجيريا 1/0 1992 في السنغال: كوت ديفوار - غانا 0/0، ثم فوز كوت ديفوار 11/10 بضربات الجزاء الترجيحية 1994 في تونس: نيجيريا - زامبيا 2/1 1996 في جنوب إفريقيا: جنوب إفريقيا - تونس 2/0 1998 في بوركينا فاسو: مصر - جنوب إفريقيا 2/0 2000 في نيجيرياوغانا: الكاميرون - نيجيريا 2/2، ثم فوز الكاميرون 4/3 بضربات الجزاء الترجيحية 2002 في مالي: الكاميرون - السنغال 0/0، ثم فوز الكاميرون 3/2 بضربات الجزاء الترجيحية 2004 في تونس: تونس - المغرب 2/1 2006 في مصر: مصر - كوت ديفوار 0/0، ثم فوز مصر 4/2 بضربات الجزاء الترجيحية 2008 في غانا: مصر - الكاميرون 1/0 2010 في أنغولا: مصر - غانا 1/0 2012 في غينيا الاستوائية والغابون: زامبيا - كوت ديفوار 0/0، ثم فوز زامبيا 8/7 بركلات الترجيح 2013 في جنوب إفريقيا: نيجيريا - بوركينا فاسو 1/0 2015 في غينيا الاستوائية: كوت ديفوار - غانا