تعرف محلات بيع الأعشاب الطبيعية المنتشرة على مستوى الوطن إقبالا كبيرا من طرف المواطنين، اعتقادا منهم على قدرة هذه الأعشاب على علاج بعض الأمراض المزمنة والمستعصية كالربو والسرطان والعقم، وهو ما لاحظته السياسي خلال جولتها الاستطلاعية، الأمر الذي دفع بالكثيرين ليتساءلوا عن حقيقة إمكانية هذه الأعشاب من علاج هذه الأمراض. إقبال كبير للمواطنين على محلات الأعشاب الطبيعية يتهافت الجزائريون على محلات بيع الأعشاب الطبيعية والزيوت طلبا للشفاء من مختلف الأمراض المزمنة والمستعصية كالسكري، السرطان وغيرها من الأمراض الأخرى. وحسب احد الباعة، فإن محلات الطب الأصيل تساهم في شفاء المريض وبجميع أنواع الإصابات التي يعجز الطب أحيانا عن معالجتها بعيدا عن بعض سلوكات التجار الانتهازيين الذين يمتهنون هذه المهنة. وفي ذات الصدد، أجمع العديد من المواطنين على مدى فعالية الأعشاب الطبية في العلاج الكثير من الأمراض، فعلى غرار الربو والحساسية، فقد وجد الكثيرون في هذه الأعشاب منفعة لعلاج الكثير من الأمراض المستعصية كالأمراض السرطانية وهو ما قالته سعاد التي التقينا بها في احد محلات بيع الأعشاب الطبية ببلدية الشراڤة والتي وصفت ذلك بالعلاج النجاح، لتضيف في ذات السياق، أنها تمكّنت هي الاخرى من الإنجاب بعدما كانت تعاني من العقم لمدة أزيد من 5 سنوات بعدما عجز الأطباء عن إيجاد حل لها، فقررت البحث عن ذلك في محلات بيع الأعشاب الطبيعية. وقد تمكّن بعض المعالجين بالأعشاب والطرق الطبيعية، من الحصول على ثقة المرضى من خلال البراعة التي أثبتوها في التقليص، بل وأحيانا التحكّم في بعض الأمور التي ما تزال مستعصية على الطب المعاصر. وهو ما لاحظناه خلال حديثنا مع بعض المرضى الذي وجدوا الراحة لدى بعض المعالجين بالأعشاب، ومن بينهم مريم، القاطنة بمنطقة عين البنيان في العاصمة، التي أكدت ذلك بعد متابعتها عند أحد العشابين والتي استطاعت ان تثبت نجاحها في مداواة المرضى الذين قصدوها، ما جعلها تتلقى مكالمات هاتفية وزيارات من الكثير من ولايات الوطن بحثا عن علاج العديد من الأمراض المستعصية كالسرطان والعقم. وفي ذات الصدد، كشف لنا بعض المواطنين الذين وجدناهم جالسين في محل لبيع الأعشاب الطبية ببلدية الشراڤة، أنهم يفضّلون المداواة بالطب البديل بعدما فشلت بعض تقنيات الطب الحديث في علاج بعض الأسقام التي يعانون منها، خاصة منها الأمراض المزمنة والهرمونية، وهو ما أعرب عنه كريم، مصاب بأحد الأمراض التي لم يفلح طبيبه في التقليل من أوجاعها، حيث لجأ إلى تجريب بعض الأعشاب الطبية المتنوعة، والتي ساهمت بشكل فعال في إيقاف آلام البطن ومساعدته على هضم الطعام. بائع: العلاج الطبيعي مكمّل للعلاج الطبي وفي خضم هذا الواقع، تشهد محلات بيع الأعشاب الطبيعية انتعاشا كبيرا بسبب لجوء العديد من المواطنين الى المحلات الخاصة ببيع الاعشاب بحثا عن الشفاء الأصيل، يقول مختار لفليق، بائع الاعشاب الطبية ببلدية السمار في اتصال ل السياسي ، أن قدرة بعض النباتات في شفاء بعض الأنواع السرطانية هو حقيقة وقال أن هذا الأمر جد قديم، لان الناس في السابق لم تكن تعرف الصناعة الصيدلانية بل كانت تتجه لعلاج الأمراض بواسطة الأعشاب والنباتات الموجودة في الطبيعة وفي نفس الوقت لم ينف دور العلم في علاج الأمراض، باعتبار أن التداوي بالأعشاب لا يجب أن يتم إلا بعد توجه المريض إلى تشخيص حالته لدى طبيب مختص والقيام بالتحاليل اللازمة التي تثبت نوع حالته ثم تأتي خطوة التوجه إلى علاج بديل التي أثبتت البحوث العلمية أنه تأثير إيجابي في علاج بعض الأمراض المزمنة، فيما يتعلق بوجود دخلاء على مهنة التداوي بالأعشاب، حسبما أكده المتحدث، ودعا المواطنين إلى توخي الحيطة والحذر وعدم تصديق كل ما يعرض أمامهم ويجب عليهم أن يتأكدوا جيّدا من الأعشاب قبل تناولها. وفي ذات السياق، يضيف محمد، بائع أعشاب ببلدية الشراڤة، أن 70 بالمئة من المواطنين الذين يقصدونه للتداوي بالأعشاب الطبية يعانون من الأمراض المعدية، خاصة منها القولون الذي يعد الداء الأكثر انتشارا عند الشباب والكهول، وحتى كبار السن، كما تأتي الأعشاب الموجهة لمداواة الأمراض المزمنة في المرتبة الثانية. ويضيف المتحدث أنه يشترط للمريض إحضار تحليلات طبية للمرض الذي يعاني منه قصد وصف العلاج المناسب الذي يتمثل في خليط من الأعشاب الطبيعية التي تحضّر بمقادير معينة ويتناولها المريض بكميات محدودة، وفق توقيت زمني يراعي نوعية المرض وفعالية العلاج، لاعتبار العلاج الطبيعي مكمل للعلاج الطبي. وعن طبيعة المواطنين الذين يقصدونه، يضيف محدثنا ان هناك من يأتي لشراء نبتة معينة سمع عن تأثيراتها الإيجابية، كما يأتي آخرون لرؤية طبيب الأعشاب والاستفسار عن طبيعة الأعشاب التي تناسبهم للتداوي من أسقامهم.