أكد رئيس مجلس الأمة، عبد القادر بن صالح، أمس، بالجزائر العاصمة، أن الحسابات التي انطلقت من نوايا الإضرار بالجزائر لم تفلح، بفضل تمسك الجبهة الوطنية الداخلية. وقال بن صالح، في كلمة ألقاها خلال افتتاح الدورة الربيعية للمجلس الأمة، أنه إذا كانت الحسابات المنطلقة من نوايا الإضرار بالجزائر لم تفلح، فالفضل في ذلك يعود بالدرجة الأولى الى تماسك جبهتنا الوطنية الداخلية والى الادراك المبكّر الذي تسلّح به شعبنا والوعي الجماعي الذي تحصنت به أمتنا . وأضاف قائلا: سيحفظ الشعب الجزائري تأكيدا في ذاكرته الجماعية كل جهد مخلص قدم وكل مسعى نبيل بذل سواء قامت به مؤسسات الدولة على كافة مستوياتها او كانت ورائه احزاب سياسية على اختلاف مشاربها أو ساهم فيه قادة الرأي العام من شخصيات وطنية وفعاليات ناشطة في فضاءات مجتمعنا المدني . وذكر رئيس مجلس الامة في نفس الإطار، ان الشعب سيحفظ في ذاكرته كل جهد أو مسعى ادى إلى الوصول الى حالة الاستقرار وعزز الأمل في المستقبل وعمل على الحفاظ على وحدة الجزائر وثتبيث أمنها، مشيرا الى ان التاريخ سيكشف حقيقة الذين يختاورن في هذه المرحلة تحديدا زرع البلبلة وزرع اليأس من خلال التشكيك في الإنجازات والتسويق لتصورات مضللة وخيارات بعيدة كل البعد عن الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي المعيش. كما تأسف لما أسماه عناد وتعنت تعكسه محاولات يائسة منخرطة في حراك يتجه الى مصادرة الأمل والتفاؤل الذي يتطلع إليه شعبنا ومحاولات أخرى تسعى، للأسف، الى العودة بشعبنا الى عهد المحن والمعاناة . وأوضح نفس المتحدث قائلا: إن شرف انتمائنا الى هذه الهيئة (مجلس الأمة) يملي على ضمائرنا التنبيه الى خطورة التمادي في تعريض البلاد للمخاطر عبر استخدام الشارع مسرحا لاستعراضات سياسية ، لافتا الى أن هذه الاستعراضات اصطدمت مثل الماضي بوعي المواطنين والمواطنات لدى رفضهم التجاوب معها. وبعد ان اكد بن صالح بأن الحق في حرية التعبير مكفول في سيادة القانون، أبرز ان الممارسة السياسية عندما تتحول الى سلوك غير عاقل و طروحات تسعى الى إعادة الجزائر الى مراحل سابقة والى تجارب عاشتها البلاد في الماضي، مرفوضة. وتابع قائلا أن هذه الممارسة اذا ما هي استمرت بهذه الطريقة فانها تصبح شكلا من أشكال النشاط الذي يفتقر الى روح المسؤولية، مضيفا ان السعي الى استغلال بعض مظاهر التوتر الذي يبرز بين الحين والآخر هنا وهناك والاسثتمار في أوضاع خاصة عرفتها او تعرفها مناطق معينية في البلاد تكشف حقيقة نوايا أصحابها. ودعا بن صالح أصحاب الطروحات غير المسؤولة الى عدم القفز على الدستور وقوانين الجمهورية التي تحدّد مسار الممارسة السياسية وتكفل التقدم نحو تكريس قواعد الديمقراطية وتؤمن الاستقرار للبلاد صونا لوحدة الشعب والأمة . وذكر في نفس السياق، أن الشعب الجزائري عرف دوما كيف يرفع التحديات، مؤكدا انه رغم التحاليل المتشائمة، الا أن الوضع الحالي يتميز بالهدوء والاستقرار والبلاد في تحسّن متنام في مختلف الجوانب. وأشار الى ان القيادة السياسية للبلاد واعية كل الوعي بهذه الحقيقة وهي بذلك عارفة بما هو مطلوب القيام به، مضيفا أن الحكومة تعرف أيضا كيفيات تنظيم استعمال الموارد الوطنية من أجل دعم الوتيرة التنموية المطلوبة لازدهار الشعب. وبعد ان ذكر ان مجلس الأمة سيعرف خلال هذه الدورة نشاطا واضحا، قال بأنه ربما سيسجل التاريخ للبرلمان شرف تحديد الموقف من مضمون الدستور الذي تشير كافة المؤشرات على ان موعده ليس بالبعيد. وفيما يخص نشاط البرلمان خلال هذه الدورة، أبرز أن عدة مشاريع قوانين ستتم مناقشتها منها مشروع قانون متعلق بترقية الاسثتمار وتطوير المؤسسة وأخر متعلق بتنظيم المؤسسات العمومية والاقتصادية وتسييرها وخوصصتها، الى جانب مشروع قانون متعلق بنشاط الاشهار وكذا مشروع مشروع قانون الصحة وكذا مشروع قانون المحدد للقواعد العامة المحدّدة للطيران المدني ومشاريع قوانين أخرى في قطاعات مختلفة.