افتتح أمس البرلمان بغرفتيه، دورته الربيعية لسنة 2015، وستشهد هذه الدورة نشاطا تشريعيا مكثفا إضافة إلى مشاريع قوانين أدرجت في جدول أعمال الدورة السابقة وفق تصريح رئيس الغرفة السفلى محمد العربي ولد خليفة، حيث ستتم المناقشة والتصويت على مشروع قانون المتعلق بمكافحة التهريب، ومشروع قانون يتعلق بأنشطة وسوق الكتاب، وكذا مشروع قانون يتعلق بحماية لطفل، وآخر يتعلق بقانون العقوبات. كما ستنظر الدورة في مشروعي قانوني أودعا بين الدورتين وهما متعلقان بالبحث العلمي والتطوير التكنولوجي وبالقواعد العامة المطبقة على عمليات استيراد البضائع وتصدريها. بن صالح : التاريخ سيكشف من يختارون هذه المرحلة لزرع البلبلة واليأس قال رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح في كلمة ألقاها خلال افتتاح الدورة الربيعية »إذا كانت الحسابات المنطلقة من نوايا الإضرار بالجزائر لم تفلح، فالفضل في ذلك يعود بالدرجة الأولى إلى تماسك جبهتنا الوطنية الداخلية والى الإدراك المبكر الذي تسلح به شعبنا والوعي الجماعي الذي تحصنت به امتنا«. وأضاف »سيحفظ الشعب الجزائري تأكيدا في ذاكرته الجماعية كل جهد مخلص قدم وكل مسعى نبيل بذل سواء قامت به مؤسسات الدولة على كافة مستوياتها أو كانت ورائه أحزاب سياسية على اختلاف مشاربها أو ساهم فيه قادة الرأي العام من شخصيات وطنية وفعاليات ناشطة في فضاءات مجتمعنا المدني«. وذكر رئيس مجلس الأمة أن »الشعب سيحفظ في ذاكرته كل جهد أو مسعى أدى إلى الوصول إلى حالة الاستقرار وعزز الأمل في المستقبل وعمل على الحفاظ على وحدة الجزائر وثتبيث أمنها«، مشيرا إلى أن » التاريخ سيكشف حقيقة أولئك الذين يختارون في هذه المرحلة تحديدا زرع البلبلة وزرع الياس من خلال التشكيك في الانجازات والتسويق لتصورات مضللة وخيارات بعيدة كل البعد عن الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي المعاش «. كما تأسف لما أسماه »عناد وتعنت تعكسه محاولات يائسة منخرطة في حراك يتجه إلى مصادرة الأمل والتفاؤل الذي يتطلع إليه شعبنا ومحاولات أخرى تسعى للأسف إلى العودة بشعبنا إلى عهد المحن والمعاناة«، وأضاف »إن شرف انتمائنا إلى هذه الهيئة يملي على ضمائرنا التنبيه إلى خطورة التمادي في تعريض البلاد للمخاطر عبر استخدام الشارع مسرحا لاستعراضات سياسية« لافتا إلى أن»هذه الاستعراضات اصطدمت مثل الماضي بوعي المواطنين والمواطنات لدى رفضهم التجاوب معها«. و بعد أن أكد بأن الحق في حرية التعبير مكفول في سيادة القانون، أبرز بن صالح أن الممارسة السياسية »عندما تتحول إلى سلوك غير عاقل وطروحات تسعى إلى إعادة الجزائر إلى مراحل سابقة والى تجارب عاشتها البلاد في الماضي مرفوضة«، مضيفا »هذه الممارسة إذا ما هي استمرت بهذه الطريقة فإنها تصبح شكلا من أشكال النشاط الذي يفتقر إلى روح المسؤولية«، مضيفا أن »السعي إلى استغلال بعض مظاهر التوتر الذي يبرز بين الحين والآخر هنا وهناك والاستثمار في أوضاع خاصة عرفتها أو تعرفها مناطق معينة في البلاد تكشف حقيقة نوايا أصحابها«. وأشار إلى أن القيادة السياسية للبلاد »واعية كل الوعي بهذه الحقيقة وهي بذلك عارفة بما هو مطلوب القيام به«، مضيفا أن الحكومة »تعرف أيضا كيفيات تنظيم استعمال الموارد الوطنية من اجل دعم الوتيرة التنموية المطلوبة لازدهار الشعب«، وبعد أن ذكر أن مجلس الأمة سيعرف خلال هذه الدورة »نشاطا واضحا«، قال بأن ربما سيسجل التاريخ للبرلمان شرف تحديد الموقف من مضمون الدستور»الذي تشير كافة المؤشرات على أن موعده ليس بالبعيد«. ولد خليفة يؤكد : انخفاض أسعار المحروقات لن يوقف التزامات الدولة أوضح ولد خليفة في كلمة ألقاها نيابة عنه نائبه، علي الهامل، أن الدورة الربيعية الحالية »ستشهد نشاطا تشريعيا مكثفا، إضافة إلى مشاريع قوانين أدرجت في جدول أعمال الدورة السابقة«، وأفاد ولد خليفة أن المجلس في إطار مهمته الدستورية سيواصل دراسة ما سيعرض عليه من مشاريع قوانين خلال هذه الدورة الذي سيضبط برنامجا لاحقا إضافة إلى كل مشاريع القوانين التي قد تودعها الحكومة مستقبلا. وفي موضوع الحراك السياسي »واسع النطاق الذي تشهده الجزائر« قال ولد خليفة إن »هذا الحراك سمح لكل الأحزاب المعتمدة وحتى التي هي في طور الاعتماد، وسواء أكانت من الأغلبية أو في المعارضة بتقديم وجهة نظرها والدفاع عن أطروحاتها بحرية في لجان المجلس وجلساته العلنية وفي مختلف وسائط الاتصال والإعلام«. وذكر رئيس المجلس الشعبي الوطني أن الجزائر »قد حذرت في وقت مبكر من مخاطر الإرهاب والتطرف بكل أشكاله الذي واجهته منفردة أمام صمت العالم وحتى تواطؤ البعض«، وأضاف أن الجزائر »قد انتصرت عن الإرهاب بفضل تكاتف الشعب وشرائح كثيرة من النخب وقوات الجيش الوطني الشعبي وأسلاك الأمن«، مبرزا انه » ظهر للعيان أن الإرهاب لا حدود له ولا دين ولا جنسية فهو عنف بلا قضية ولا مشروع اجتماعي ولا حضاري« . وتم التأكيد بالمناسبة أن الجزائر »تتصدر اليوم الجهود الدولية لمكافحة هذه الظاهرة الخطيرة والدعوة لتكاتف كل الجهود لمحاصرتها وتجفيف منابع تمويلها من الداخل أو الخارج والعمل ضمن المؤسسات الدولية و في علاقاتها الثنائية لتحقيق السلم والأمن«. وفيما يتعلق بالمحيط الجيوسياسي المضطرب قال ذات المسؤول إن الجزائر »تترشح للانتقال إلى مطاف البلدان الصاعدة ويتوجه إليها قادة الدول من مختلف القارات للتشاور والاستماع إلى رأي الرئيس عبد العزيز بوتفليقة والتشاور مع مسؤوليتها للمزيد من التعاون معها في مختلف المجالات«، وأشار إلى أن »انخفاض أسعار المحروقات لن يوقف التزامات الدولة ولن يعطل الوفاء بالأولويات الواردة في برنامج رئيس الجمهورية في حملته الانتخابية الأخيرة وخاصة منها التربية والتعليم والتكوين والتشغيل والصحة والسكن والفلاحة«. وأوضح ولد خليفة أن تلك الأولويات تتطلب من كل فرد ومؤسسات ترشيد النفقات ومحاربة كل أشكال الفساد شبه المسكوت عنه المتمثل في التبذير في العائلة وفي الإرادة وفي المعمل والمصنع. وعلى الصعيد الدولي أكد على ضرورة احترام خيارات الشعوب وسيادتها والتعامل مع قضايا السلم والأمن باعتبارها وحدة متكاملة، ودعا ولد خليفة إلى ضرورة العمل الجماعي للوصول إلى »حلول عادلة وشاملة للنزاعات العالقة وفي مقدمتها استكمال مسار تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية الذي طال أمده«، وأوضح أن الذين يرفضون حقوق الشعوب في تقرير مصيرها يتنكرون لأحد المبادئ الأساسية في ميثاق الأممالمتحدة.