يسعى قطاع الصحة بإيليزي، خلال السنوات الأخيرة، إلى تحسين الخدمات الطبية المختلفة ويبذل جهودا لتوفيرها لفائدة سكان المناطق النائية بهذه الولاية الحدودية الشاسعة، سيما منها التي لازالت تعاني من ضعف في التغطية الصحية. بُعد المسافات من أهم الأسباب التي تعترض التكفل بمرضى المناطق النائية، ولعل من أهم العوامل التي تعترض القطاع في التكفل الأمثل بمرضى المناطق النائية، تطرح مشكلة بُعد المسافة بين هذه التجمعات السكانية المتناثرة ومختلف المؤسسات الاستشفائية بمقر البلديات، حيث توجد أقرب منطقة نائية لمدينة إيليزي على حوالي 100 كلم وأبعدها توجد على مسافة 350 كلم، إضافة إلى صعوبة المسالك المؤدية إلى هذه المناطق رغم ما يبذل من جهود لفك العزلة، كما أوضح رئيس مصلحة الوقاية بالمؤسسة العمومية للصحة الجوارية، الدكتور ديب ياسين. عيادة متنقلة ضرورية لفحص سكان المناطق المعزولة ويشكّل توفير عيادة طبية متنقلة واحدة من الحلول المؤقتة الموجّهة لفائدة سكان المناطق النائية مترامية الأطراف بولاية إيليزي، مما ساهم في التخفيف من عناء تنقلهم للاستشفاء على مسافات بعيدة خاصة بالنسبة لحالات الولادة التي غالبا ما يشتكي منها سكان هذه المناطق سيما في ظل النقص المسجل في سيارات الإسعاف التي يتم جلبها من المؤسسات الصحية للبلديات الأصلية، مما يستغرق وقتا طويلا في الوصول إلى هذه التجمعات السكانية النائية. وضمن المساعي التي تبذلها مصالح قطاع الصحة لتجاوز الصعوبات المطروحة بخصوص التكفل بالمرضى القاطنين بالمناطق المعزولة، اقتناء عيادة طبية متنقلة مجهزة بغرفة للفحص الطبي وعتاد متنقل خاص بطب الأسنان وكذا توفير معدات النوم والاستقبال للبعثات الطبية التي تجوب مختلف المناطق النائية كل شهرين، كما يضيف الدكتور ديب. وتقوم المؤسسة العمومية الاستشفائية تارقي وان تيميضي بإيليزي من جهتها بإبرام إتفاقيات توأمة مع هيئات استشفائية بشمال الوطن ومن بينها تلك التي أبرمت مع المركز الاستشفائي لتيزي وزو والتي يتم بموجبها ضمان عديد الفحوصات الطبية والعمليات الجراحية لفائدة مرضى المناطق المحرومة، وذلك من أجل توفير الخدمات الصحية للمواطن والتخفيف من عناء التنقل نحو ولايات الشمال لأغراض العلاج، كما أوضح مدير هذه المؤسسة الصحية، سعيدي الطاهر، كما تجرى حملات للكشف المسبق عن سرطان الرحم بشكل دوري كل ثلاثة أشهر وذلك بالتنسيق مع المركز الاستشفائي الجامعي لولاية قسنطينة، إضافة إلى القيام بدراسات تخص الأمراض المتنقلة عن طريق النواقل والحشرات كالليشمانيا وغيرها، وفق ما ذكر رئيس مصلحة الوقاية بالمؤسسة العمومية للصحة الجوارية. زيارات طبية تلقى استحسان المواطنين وتعمل مصالح المؤسسة العمومية للصحة الجوارية بإيليزي على تنفيذ برنامج سنوي خاص بالجولات الطبية الميدانية (تلقيح ووقاية) كل شهرين بهذه المناطق المحرومة في مختلف التخصصات الطبية، على غرار طب النساء والتوليد والصحة المدرسية ومختلف الأمراض المزمنة مع تقديم الدواء مجاني للمرضى ونقل الحالات المستعصية والحرجة التي لا يمكن معالجتها بعين المكان نحو مختلف الهياكل الصحية المتواجدة بالمناطق الحضرية، كما تقوم ذات المؤسسة الصحية بإحصاء الأمراض المعدية، على غرار مرض السيدا والالتهاب الكبدي وغيرها وكذا الأمراض المزمنة كالسكري وارتفاع ضغط الدم والإلتهابات الرئوية. تجهيزات طبية حديثة للتكفل بمرضى القصور الكلوي ودائما في إطار المساعي الرامية إلى التكفل الأمثل بالمرضى بهذه الولاية، فقد استفادت بلدية برج عمر إدريس خلال الأيام القليلة الماضية من أربعة أجهزة طبية موجّهة لمرضى القصور الكلوي التي ستساهم في التخفيف من معاناة المرضى والتنقل إلى عاصمة الولاية على مسافة 700 كلم أو ولاية ورڤلة (500 كلم) لأغراض العلاج، كما ستتدعم قريبا المعدات الصحية بالمؤسسة العمومية للصحة الجوارية بعاصمة الولاية بجهاز للكشف المبكّر عن سرطان الثدي واقتناء خزان للغازات الطبية بالمؤسسة العمومية الاستشفائية تارقي وان تيميضي ، من أجل الحد من التنقل لمسافات بعيدة لتعبئة هذه القارورات، وتدعمت الولاية بمشاريع طبية يجري تجسيدها حاليا. ويتعلق الأمر بمشروعي إنجاز مستشفيين بطاقة 60 سريرا لكل واحد ببلديتي برج عمر إدريس وعين أميناس والذي بلغت نسبة تقدم الأشغال بهما حدود ال40 بالمائة ورصد غلاف مالي قدره 5ر1 مليار دج لكل مستشفى.