عقدت النقابة الوطنية للقضاة، أمس، الدورة العادية السادسة للجمعية العامة بالجزائر العاصمة، سيتم خلالها انتخاب رئيس جديد للنقابة وكذا مجلس وطني ومكتب لهذا التنظيم النقابي. وفي كلمة ألقاها بمناسبة افتتاح الأشغال، أكد رئيس النقابة، جمال العيدوني، على أن النقابة تهدف، منذ إنشائها في التسعينيات، إلى تكريس استقلالية فعلية وحقيقية للسلطة القضائية. وأضاف العيدوني، ان النقابة عملت أيضا على الدفاع وحماية القضاة وضمان حقوقهم، والعمل على تحسين ظروفهم المهنية والاجتماعية والسمو بهذه المهنة إلى مراتب أعلى والدفاع عن مصالحهم المشروعة ومصالح المتقاضين على حد سواء. ودعا رئيس النقابة بالمناسبة الى ضرورة تعزيز السلطة القضائية بمقومات وضمانات وظروف لحماية القاضي من كل الضغوط والمغريات. كما أكد بالمناسبة، أن الإصلاحات التي مسّت قطاع العدالة منذ تولي رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، الحكم سنة 1999 جعلت من القضاء أولوية وطنية، لأن بدون قضاء عادل وقوي ونزيه، لا تكون دولة قوية، كما قال. ورغم ذلك، اعتبر ان برنامج إصلاح العدالة غير كاف اليوم، بالنظر الى التطور الذي يعيشه المجتمع وتفشي الجريمة وتعقدها وخطورتها، داعيا الى ضرورة مواصلة الإصلاحات بغرض تعزيز أكثر لاستقلالية السلطة القضائية عن طريق تحسين الظروف المهنية، الاجتماعية للقضاة. وأكد في نفس السياق، أن جل الموظفين قد تمت مراجعة نظامهم التعويضي باستثناء القضاة. وذكّر بالمناسبة، بالتضحيات التي دفعها القضاة خلال سنوات المأساة الوطنية، والتي سجلت خلالها عائلة القضاة وفاة 47 قاضيا على المستوى الوطني، مؤكدا بقاء أصحاب هذه المهنة صامدون يمارسون مهامهم في إطار تشاور مع جميع فئات الفاعلة في المجتمع. كما ذكّر بالمقترحات التي قدّمتها النقابة خلال المشاورات المتعلقة بتعديل الدستور السنة الماضية والمتمثلة أساسا في تكريس مبدأ الفصل بين السلطات وتعزيز وظائف الحكم الرئيسية ما بين الهيئات منفصة ومستقلة، حتى لا تتركّز السلطة في يد جهة واحدة. وبالمناسبة، تمت تلاوة التقرير المالي والأدبي للنقابة وتشكيل لجنة التوصيات ولجنة إثبات العضوية. للإشارة، فإن أشغال الجمعية العامة تتواصل حيث سيتم تقديم لجنة الترشيحات والإعلان عن أسماء المترشّحين لتولي منصب رئيس النقابة، علما أن العيدوني، حسب تصريحه، مرشّح لخلافة نفسه على رأس النقابة وانتخاب أعضاء المجلس الوطني والمكتب الوطني للنقابة، كما سيتم اليوم تنظيم ندوة صحفية بمقر إقامة القضاة، حسب العيدوني.