لم يهضم العديد من سكان بلديات العاصمة ال57 التصرفات التي يقوم بها رؤساء بعض المجالس المحلية الذين يعتبرون غائبين تماما عما يحصل على مستوى البلدية، ضاربين انشغالات المواطنين، الذين طالبوا بها مرارا وتكرارا، عرض الحائط، في حين ينطلقون في أشغال استعجالية وعمليات تنظيف واسعة مع كل زيارة تفقدية لوالي العاصمة، وهو ما أثار تذمّر المواطنين الذي طرحوا عدّة تساؤلات حول هذا التحايل الذي يتكرر في كل مرة. أكد مواطنون من عدة بلديات بالعاصمة، أنهم رغم طلباتهم المتكررة، خاصة فيما يتعلق بتهيئة الطرقات التي تعيق تحركاتهم وتتسبّب بأعطاب لمركباتهم، بالإضافة إلى الأرصفة التي تغيب تماما ببعض النقاط ما يجعل الراجلين يسيرون بمحاذاة السيارات، ناهيك عن الوضع البيئي المتعفن الذي يهدّد صحة المواطنين جراء عدم المداومة في عملية رفع النفايات، إلاّ أنّه لا حياة لمن تنادي، يضيف المتحدثون، الذي أكّدوا أنّه بين ليلة وضحاها، تقوم المصالح المحلية بتجنيد عدد مهول من العمال الذين يتوزعون عبر الطرقات منهم من يقوم بعمليات التهيئة والتعبيد للمسالك والأرصفة التي، ورغم أنّها تستدعي وقتا معينا لأجل تزفيتها بشكل جيّد، إلا أنّها تعبّد في ظرف جدّ وجير، ومنهم من يقوم بعمليات التنظيف على مستوى الأحياء وطلاء الجدران بمداخل البلديات إثر الزيارات التفقدية التي يقوم بها والي العاصمة، عبد القادر زوخ، بين الحين والآخر، الوضع الذي أثار تذمّر المواطنين الذين أشاروا إلى أنّهم أولى بالتمتع بمحيط نظيف وطرقات معبّدة تسمح بتنقل آمن ودون أي مخاطر. وقد أشارت مواطنة تقطن ببلدية براقي، إلى أن هذه الأخيرة لطالما غرقت في النفايات والأوساخ وأكوام الأتربة ومخلّفات عمليات البناء التي تعيق تنقلاتهم وتؤثر على النشاط التجاري الذي بات يعرف ركودا حادّا منذ أكثر من سنتين، غير أنّ زيارة زوخ بحر الأسبوع الفارط لها لتفقد المشاريع السكنية ببن طلحة، حرّك مسؤولي البلدية الذين عملوا ليلا ونهارا لأجل تنظيف الأحياء ووسط المدينة بغية الحصول على رضا الوالي الذي يشدّد في كل مرة، إثر لقائه برؤساء البلديات ومنذ تنصيبه كوال للعاصمة، على ضرورة تحسين الظروف المعيشية للمواطن مع التشديد على تهيئة وتنظيف المحيط للحفاظ على جمال المدينة وصحّة المواطن، يحدث هذا في الوقت الذي يعاني فيه مواطنو براقي الأمرين منذ سنوات طويلة، ما جعلهم يطالبون بزيارات فجائية للجهات المعنية للوقوف على سياسة التهميش واللامبالاة التي تغرق فيها البلدية. وللإشارة، فإن هذا التحايل الذي يقوم به رؤساء البلديات لا يقتصر على بلدية براقي التي اتخذت كمثال حيّ فقط، بل يمسّ العديد منها على غرار جسر قسنطينة، الحراش، براقي، باب الزوار وغيرها، ليبقى المواطن البسيط من يدفع فاتورة إهمال المسؤولين