أكد عبد القادر بن صالح، الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي، رفضه للخطابات السياسية المغالطة للحقيقة والزج بالنقاش السياسي في اتجاهات تعيد الجزائر إلى المربع الذي تجاوزته بالتضحيات، الدم وبالدموع، مؤكدا أن الحزب لا يصادر أي رأي ولكن من حقه القول أنه لا يحق لأي طرف في الساحة السياسية وتحت أية ذريعة أن يستهين بالثمن الباهظ والخطوات المُكْلِفَة التي أوصلت البلاد إلى حالة الاستقرار، مضيفا أن بعض الأطراف تستغل النقاش الجاري حول التعديل الدستوري لإطلاق أحكام منافية لمبادئ التحفظ السياسي، وفي بعض الأحيان مشينة وحتى جارحة أخلاقيًا. وشدد عبد القادر بن صالح، أمس، خلال اللقاء التنسيقي مع الأمناء الولائيين للحزب، على أن تكون المراجعة الدستورية منعطفًا هامًا في تاريخ تعزيز البناء المؤسسي والممارسة الديمقراطية في البلاد، وتعزيز دولة القانون وتثبت مبدأ الفصل بين السلطات وتؤسس لدور ومكانة المعارضة دستوريا، كما سيشكل لبنة جديدة في سياق المواءمة مع ما تعرفه المنظومة الدستورية من تطور في العالم، مؤكدا دعم الحزب ومرافقته لهذا العمل المؤسسي الكبير، مشيرا إلى أن البلاد بصدور الدستور الجديد ستفتح مرحلة جديدة واعدة في حياتها، مرحلة ستعزز الاستقرار للبلاد وتفتح آفاقًا جديدة وواعدة في الحكم وفي الممارسة الديمقراطية، داعيا إلى تكثيف العمل على المستوى الوطني والمحلي وبشتى الطرق والوسائل لإنجاح مسعى التعديل الدستوري. وثمّن بن صالح ما جاء في رسالة رئيس الجمهورية بمناسبة عيد النصر، لما أتت به من توجيهات وما تضمنته من معالم طريق المستقبل وما حددته من خطوط حمراء وضعت أمام كل من يتجاوز حدود ما أتت به قوانين الجمهورية وكرسته الشرعية الدستورية، مباركا فحوى الرسالة، داعيا إلى الالتفاف حول رمز الوحدة الوطنية والمدافع عن سيادتها والعامل على تعزيز مكتسباتها. وشدد ذات المتحدث، على مواصلة العمل على تركيز قواعد الحزب وتحقيق الاستقرار لها وتفعيل نشاطاتها وشرح وتوضيح غايات ومقاصد المراجعة الدستورية لدى القواعد ولدى الشعب وتوسيع دائرة الأنصار والداعمين له إلى جانب التحضير للدورة الرابعة للمجلس الوطني بالإضافة إلى التفكير في كيفيات التحضير للانتخابات الجزئية لمجلس الأمة، والتي ستكون مع نهاية السنة، مؤكدا أنها مهام ليست بالسهلة، وتتطلب جهدًا وعملاً كبيرين، كما دعا إلى الابتعاد عن النزاعات غير المجدية والتعاطي مع الإشاعات المضرة التي تشكك في أداء الحزب والانصراف نحو العمل المؤدي إلى تعزيز وحدته والرفع من مكانته، موضحا أن أولائك الذين يبوّئون أنفسهم رئاسة بورصات سوق الكلام هم أحرار في إعطاء الأحكام فيمن يريدون ما دامت أحكامهم فاقدة للمصداقية.