مع بداية العد التنازلي لامتحان شهادة البكالوريا، يزداد توتر التلاميذ وأوليائهم على حد سواء، كما يزداد التخوف من حالات الغش الجماعي على غرار مع حدث في بكالوريا 2013 التي ميزتها فضيحة الغش الجماعي ما أدى إلى إقصاء عدد كبير من الطلبة الذين ثبت في حقهم ممارسة الغش الجماعي وتسليط عقوبات صارمة في حقهم. واتخذت وزارة التربية الوطنية إجراءات صارمة بداية من صياغة الأسئلة، مرورا بنقلها ووصولها إلى مراكز الامتحان إلى جانب زيادة عدد الحراس داخل قاعات الامتحان وتطبيق عقوبات قاسية في حق كل من يمارس الغش الفردي أو الجماعي. صياغة الأسئلة من طرف أساتذة ذوي خبرة ومن المقرر أن يشارك في عملية صياغة أسئلة الامتحانات الرسمية أساتذة من مختلف مديريات التربية عبر الوطن الذين يتم اختيارهم من طرف مفتشي المواد وفق شروط معينة أهمها أن يكونوا من مدرسي الأقسام النهائية وعلى إطلاع تام بالبرامج الدراسية إلى جانب امتلاكهم لخبرة وكفاءة مهنية لا تقل عن 10 سنوات، حيث يعمل هؤلاء الأساتذة طيلة السنة على إعداد نماذج أسئلة في كل المواد والشعب مع الأخذ بعين الاعتبار أن لا تكون هذه الأخيرة منقولة من التمارين التي تحتويها الكتب المدرسية، وفي الوقت نفسه لا تخرج عن البرنامج الدراسي للفصول الثلاث التعليمية. وضع الأسئلة في خزان خاص لمدة خمس سنوات تنقل مقترحات الأسئلة فور صياغتها إلى الديوان الوطني للامتحانات والمسابقات لتوضع في خزان خاص، ويتم إنشاء لجان مختصة مكونة من مفتشين وأساتذة لدراسة النماذج ومن ثم جمع قائمة المواضيع المتفق عليها، وقبل أيام من الامتحانات الرسمية يتم تشكيل لجنة تقوم بعملية القرعة لاستخراج المواضيع الممتحن فيها وقد تكون هذه الأخيرة هي التي تم اقتراحها خلال السنة أو السنوات الماضية. إجراء عملية القرعة من جهة أخرى، يؤكد المختصون في الشأن التربوي، أن أسئلة الامتحانات النهائية تكون مقترحة من طرف أساتذة ومختصين ذوي خبرة وكفاءة مهنية من مختلف ولايات الوطن، حيث يتم كل سنة تحضير عدة مقترحات ونماذج من الأسئلة ليتم وضعها في خزان خاص لمدة سنة إلى غاية خمس سنوات، ليتم بعدها وفي إطار ضيق إجراء عملية القرعة، أن تكون الأسئلة الممتحن فيها من السنة الماضية أو التي قبلها بمعنى أنه حتى الأساتذة المشرفين على صياغة هذه الأخيرة ليسوا مطلعين على الأسئلة الممتحن فيها، مؤكدين في سياق ذي صلة، عملية تغيير الأساتذة المشرفين على صياغة الأسئلة كل سنة حتى لا تكون هناك أي إمكانية لتسريبها. وأشار المختصون، أن الديوان الوطني للمسابقات والامتحانات هو الذي يشرف بنفسه على العملية، مؤكدين أن اللجنة المكلفة باختيار الأسئلة النهائية لا يسمح لأحد بالدخول إليها أو التدخل في عملها بما فيها وزيرة التربية، حيث يتم وضع الأساتذة تحت الإقامة الجبرية في مكان معزول عن العالم الخارجي دون أي وسيلة اتصال، قبل شهر من موعد الامتحان إلى غاية نهايته، كما أضافت ذات المصادر أن عملية نقل الأسئلة إلى الولايات الأخرى يكون تحت حراسة وتعزيز أمني مشدد، وكذلك خلال نقلها إلى مراكز الامتحان