تمكّن المعهد التكنولوجي الفلاحي المتوسط المتخصص بتيزي وزو، الكائن ببوخالفة بالضاحية الغربية لمقر الولاية، من فرض نفسه تدريجيا كعنصر فعّال في مجال التكوين في مهن الفلاحة وتطوير الفلاحة الجبلية، من خلال ترقية الخبرة المحلية. ويضمن المعهد تكوينا أوليا للتقنيين ومساعدي التقنيين في الفلاحة الجبلية بما فيها الأشجار المثمرة وتلقيم الأشجار والصحة الحيوانية والنباتية وتقنيات الاستثمار الفلاحي لفائدة الشباب من 17 إلى 30 سنة، وفقا لما صرح به مسؤوله، طامن سعيد، الذي أشار إلى توفره على 240 مقعد بيداغوجي و داخلية من 200 سرير إلى جانب مزرعة منتظمة في شكل ورشات مختصة في الفلاحة الجبلية. وبالموازاة مع توفيره لحصص تكوينية حسب الطلب وعلى مستواه، استقبل هذا المعهد التكويني طلبات معتبرة في مجال التكوين المتواصل والدورات التأهيلية الموجهة للفلاحين وإطارات القطاع وحاملي المشاريع، إستنادا لنفس المصدر، الذي كشف عن أن التكوين الجاري شمل ما لا يقل عن 4.230 فلاح وإطار فلاحي على مستوى معهده خلال سنة 2014-2015، لافتا الى أن نسبة 50 بالمائة من التكوين بالمؤسسة هو تكوين أولي. وأوضح في هذا السياق، ان تكوين عام 2014 شمل 2.182 فلاح و 796 إطار فلاحي في تخصصات متعلقة بمهن الفلاحة الجبلية، مؤكدا أن معظم الطلبات التكوينية منصبة على مجالات تربية النحل و التربية الحيوانية، تليها زراعة الزيتون في المرتبة الثالثة، حيث فسر هذا الوضع بانقسام الأراضي بالمنطقة إلى مستثمرات فلاحية لا تتعدى مساحة الواحدة للهكتار الواحد، ويعود تأسيس هذا المعهد إلى عام 1958 تحت اسم المدرسة التطبيقية الفلاحية قبل ترقيتها إلى المدرسة الجهوية للفلاحة من 1969 إلى غاية 1975 تاريخ تحويلها إلى المعهد التكنولوجي الفلاحي المتوسط المتخصص. وقد اختص هذا الهيكل التكويني، الذي يغطي ولايات تيزي وزو وبومرداس وبجاية وتيزي وزو منذ 1995، في الفلاحة الجبلية من خلال بروزه جهويا كأداة في خدمة الفلاحة الجبلية التي تعتبر الطابع الممبز للمنطقة ككل. ويرى طامن أن للمعهد دور هام في محيطه من حيث تطوير الفلاحة الجبلية عبر نوعية العمليات التكوينية التي لها علاقة مباشرة مع تطلعات الفلاحين، وهو الرأي الذي يشاطره فيه الفلاحون الذين استفادوا من تكوين تأهيلي ذي مدة قصيرة بالمعهد الذين أكدوا أن هذه التربصات ساهمت في تحسين نشاطاتهم كما وكيفا. وهو حال المواطنة تانينا. م ذات تكوين في مجال الفلاحة ومربية أرانب بتڤزيرت، التي استفادت من دورة تكوينية بالمؤسسة حول تربية الأرانب وتغذيتهم وتكاثرهم، مؤكدة أن التكوين كان جد مفيد بالنسبة لها حيث سمح لها بتحسين إنتاجية نشاطها. إعادة الاعتبار للفلاحة العائلية وعلاوة على ترقية زراعة الأشجار والتربية الحيوانية، يسعى المعهد التكنولوجي الفلاحي المتوسط المتخصص لتيزي وزو أيضا الى تشجيع تحويل المنتجات الفلاحية والفلاحة العائلية من خلال مساهمته في إعادة الاعتبار للخبرة المحلية التي تم التخلي عنها منذ عشرات السنوات مع تسجيل عودة الاهتمام بها خلال السنوات الأخيرة. وتوفّر المؤسسة في هذا الشأن حصصا تكوينية مختصة في تحويل الزيوت غير المصنفة إلى صابون وإنتاج الأجبان، بالتعاون مع الجمعيات الحرفية الناشطة في المجال الفلاحي. كما يهدف المعهد طبقا لدوره كناشط رئيسي في ترقية الفلاحة الجبلية، حسب مسؤوليه، خلال السنوات القادمة الى العمل على تشجيع الفلاحة كمصدر رزق للعائلات لغرض الاستجابة لخصوصية المنطقة المتميزة بمساحة فلاحية صالحة محدودة ومستثمرات فلاحية ذات مساحة ضيقة. وفي هذا الشأن، يؤكد المصدر سالف الذكر، أنه سيتم التركيز، مستقبلا، على تشجيع وتعميم التقنيات الفلاحية المتكيّفة مع خصوصيات المنطقة والحفاظ على الإمكانيات الفلاحية للولاية والخبرة المحلية، سيما في مجال تقليم الأشجار مع العمل على حماية التراث الفلاحي المحلي.