يتعين على وفاق سطيف الفوز، إن أراد الحفاظ بصدارة دوري المحترفين، قبل ثلاث جولات عن إسدال ستار النهاية، وذلك عندما يواجه شباب بلوزداد، اليوم، في قمة مباريات المرحلة الثامنة والعشرين من المسابقة. ويتصدر وفاق سطيف الترتيب برصيد 44 نقطة بفارق أربع نقاط عن كوكبة من الملاحقين، لكن صعود شباب بلوزداد إلى وصافة الترتيب، بفضل انتصاره الثمين في تيزي وزو أمام شبيبة القبائل بالمرحلة ال27، دفعت بالأخير للواجهة وجعلته، على غير العادة، مرشّحا بدوره للعب ورقة اللقب. غير أن اللقب الذي بات يحلم به جمهور نادي العاصمة، يمر عبر الإطاحة بضيفه وفاق سطيف في قمة مباريات المرحلة ال28 والعمل على تحقيق نتيجة إيجابية في المبارتين المتبقيتين. لكن مهمة البلوزداديين قد تبدو صعبة في ظل غياب جمهوره، بسبب العقوبة المسلطة عليه من رابطة الدوري، فضلا عن رغبة بطل إفريقيا مواصلة سلسلة نتائجه الإيجابية والعودة بأخف الأضرار للاحتفاظ بحظوظ التتويج باللقب. وأكد حارس وفاق سطيف، الدولي سفيان خذايرية، للصحفيين، أن نقاط مباراة بلوزداد مهمة، وهي التي تحتّم علينا تحقيق نتيجة إيجابية هناك، لأن الفوز بالنقاط الثلاث يعني ضمان اللقب بنسبة 80 بالمائة . ويفتقد وفاق سطيف في مواجهة بلوزداد المدافع محمد لقرع بسبب الإصابة، لكنه يستعيد بالمقابل، مقاتلي وزياية ودهار وكذا قاسمي، الذي تصالح مع المدرب مضوي. بالمقابل، يرى مدرب شباب بلوزداد الفرنسي، آلان ميشيل، أن مباراة وفاق سطيف هي الأصعب لفريقه منذ بدء الموسم، خصوصا أنها تأتي، كما قال، في ظل عقوبة حرمان الفريق من الجمهور بسبب العقوبة المسلطة عليه، وغياب صانع الألعاب لعموري جديات لعدم جاهزيته. وقال ميشيل للصحفيين: سنخوض مواجهة هي الأصعب، لأنها ضد متصدر الدوري ومنتشي بالتأهل لدور المجموعات لدوري أبطال إفريقيا . وليست مواجهة بلوزداد ووفاق سطيف الوحيدة التي ستحبس الأنفاس، إذ أن جميع المباريات في غاية الأهمية وتبدو نتائجها حاسمة في تحديد، بنسبة كبيرة، هوية البطل وكذا الأندية النازلة إلى دوري الدرجة الثانية. ويواجه اتحاد الحراش الوصيف جاره وغريمه نصر حسين داي في مواجهة متباينة الأهداف، لكنها حاسمة للفريقين معا. فبينما يحاول الحراش الظفر بنقاطها على أمل مواصلة مزاحمة وفاق سطيف على اللقب أو على الأقل إحدى المرتبتين الثانية أو الثالثة، فإن هدف حسين داي، صاحب المركز الخامس عشر برصيد 33 نقطة، ليس سوى الفوز من أجل تحقيق البقاء الذي سيتحدّد مصيره بشكل كبير بهذه الجولة، بحسب تعبير مدربه يوسف بوزيدي. ويعول فريق اتحاد الجزائر السابع برصيد 37 نقطة على استضافته لفريق مولودية بجاية الوصيف ب40 نقطة للعودة إلى سكة الانتصارات والاقتراب من أندية الصدارة لإنهاء الموسم على منصة التتويج. وقال مدافع الإتحاد المخضرم ربيع مفتاح للصحفيين: صحيح أننا على بعد ثلاث نقاط من أول المهدّدين بالنزول، لكننا بالمقابل، على بُعد ثلاث نقاط من أصحاب الوصافة . ويستقبل مولودية وهران، الوصيف الثالث، جاره وغريمه جمعية وهران بداربي عاصمة الغرب الجزائري مدينة وهران، هو الأول من نوعه منذ سنوات بسبب صعود الجمعية لدوري المحترفين منذ موسم فقط. ويعول فريق حي الحمري، التسمية التي تطلق على مولودية وهران، على نضج لاعبيهم وقدرتهم على التكيّف مع مجريات المباريات لتحقيق نتيجة إيجابية تبقيهم ضمن أندية الصدارة، وإنهاء الموسم بمرتبة تضمن لهم العودة إلى المشاركات الخارجية بعد غياب دام أزيد من 15 سنة. ويتهدّد خطر النزول نحو عشرة أندية دفعة، لذا تبدو مباريات المرحلة حاسمة في تحديد، ولو بنسبة ضئيلة، هويات النازلين بدءا بمولودية الجزائر، الذي ينزل ضيفا على شباب قسنطينة في مباراة لا تقبل القسمة على اثنين. لكن وجود الفريقين تحت رعاية شركة واحدة قد يفسد أجواء اللعب النزيه، بحسب المراقبين. ويتلهف مولودية العلمة، المنتشي بالتأهل إلى مرحلة المجموعات بدوري أبطال إفريقيا، لاستضافته شبيبة الساورة، على ميدانه وفي غياب جمهوره للعقوبة، لضرب أكثر من عصفور، أولا تأكيد صحوته ب الشامبيونزليغ الإفريقية، وبالمرة تحقيق ثلاثة نتائج مهمة في طريق البقاء بدوري الأضواء خصوصا أن وضعه الحالي (المركز الثالث عشر برصيد 34 نقطة) غير مريح ويتطلب منه الإطاحة بضيفه، الذي يبعد عنه بنقطة واحدة فقط، قبل التفكير في الجولتين المتبقيتين لتحقيق حلم البقاء. ويرفض فريق أمل الأربعاء الخاسر بنهائي كأس الجزائر أن يضيع فرصة استضافته لضيفه شبيبة القبائل الجريح لدعم رصيده بثلاث نقاط قد تضمن له نهائيا البقاء بحظيرة الكبار، وهي المهمة ذاتها التي يسعى إليها الضيوف، خصوصا بعد خسارتهم على ميدانهم في الجولة الماضية ما عقد من مأموريتهم وجعلهم مهددين بالنزول لأول مرة منذ صعودهم لدوري الأضواء، حتى إنه الفريق الوحيد الذي لم يغادر الدوري حتى اليوم. وتلوح في الأفق معالم مباراة قوية بالداربي الثاني للغرب الجزائري بين الجارين اتحاد بلعباس المتذيل برصيد 32 نقطة وجمعية الشلف صاحب المركز الخامس عشر قبل الأخير برصيد 34 نقطة. ولا يبدو أن الفريقين سيهنأن بغير الفوز، خصوصا أن ذلك سيمنح الفائز منهما جرعة أوكسجين لبعض الوقت لتحقيق البقاء بدوري الكبار، شريطة تحقيق نتيجتين إيجابيتين في المبارتين المتبقيتين من الموسم غير المسبوق والمثير للغرابة.