من إرهاب الطرقات الى مستنقعات الموت، ملاذ الشباب والمراهقين، عشاق السباحة وهواة الغطس، حرارة الصيف غير المحتمّلة ونقص مرافق الترفيه على مستوى بعض المناطق يجعلان عددا من الشباب يلجؤون الى أحواض الموت كمتنفس للترفيه ولإنعاش أجسادهم النحيفة وللتباهي بمهاراتهم الفردية، غير مبالين بخطر السباحة في هذه الأماكن غير المحروسة. وتتوسط بركة مائية بسد تيوت السياحي واحة للنخيل في معرض طبيعي مفتوح، فرغم جمال المنطقة، الا أن البركة تعد من بين أخطر النقاط السوداء بالولاية التي لا طالما حصدت أرواح الشباب والمراهقين من داخل وخارج الولاية متسّبة في مآس عند الكثير من العائلات وعلى الرغم من حملات التحسيس والنداءات المتكررة من الحماية المدنية التي تحذّر الشباب من الذهاب الى أحواض الموت هذه، إلا أن الإقبال عليها لم ينقص خاصة بالمناطق التي لا تتوفر على مسابح أو هياكل مناسبة لقضاء قسط من الراحة. وأصبحت حالات الغرق حاليا، مثل حوادث المرور، جزء من الحياة اليومية للمواطنين في هذه المناطق خلال موسم الصيف حيث لا يمر يوما بدون أن يحمل أنباء من الأسى والحزن. وقد أجمع العديد من الأشخاص أنه في معظم الأحيان يذهب الشباب إلى السدود من أجل السباحة من دون علم أوليائهم الذين عليهم أن يبقوا يقظين ويحسسوا أطفالهم دوما بالمخاطر الناجمة عن التردد على مثل هذه الأماكن، خاصة في ظل غياب المسابح الجوارية والتي تعد من بين احد الحلول للقضاء على ظاهرة الغرق في السدود لاعتبار هذه الاخيرة والتي تتوفر على جميع المرافق تسمح لشباب المناطق المنعزلة من الولاية بقضاء أوقات ممتعة بدون خطر والوقاية من الحرارة الشديدة المسجلة في الخارج. وللإشارة، لقي مؤخرا شابان مصرعهما غرقا في مياه سد تيوت بالنعامة، حيث تتراوح أعمارهما ما بين 13 و22 سنة ينحدران من بلدية الأبيض سيدي الشيخ بولاية البيض كانا ضمن وفد فريق لكرة اليد في رحلة سياحية ورياضية بالمنطقة. وفيما تم انتشال جثة الشابين، فتحت مصالح الدرك الوطني تحقيقا لتحديد أسباب وملابسات هذا الحادث الذي ليس الأول من نوعه، لأن مياه وأوحال سد تيوت ابتلعت الكثير من الوافدين إليه ممن استهوتهم السباحة والاستجمام.