أكد الخبير في الكوارث الطبيعية ورئيس نادي المخاطر الكبرى عبد الكريم شلغوم في حوار ل السياسي أن الزلازل هو الخطر الأكبر الذي يهدد الجزائر خلال السنوات القادمة اضافة الى الحرائق، حيث أشار لانتشار التسممات في المناطق المحيطة بالغابات المحروقة مستقبلا، فقد حذر السلطات المحلية التي انتقد افتقادها لمخططات ضد الكوارث من هذا الخطر مطالبا بضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة في الإطار، من جهة أخرى محدثنا وجود براكين خامدة في الجزائر مشددا على أن الدراسات التي أجريت أثبتت العكس، كما أوضح ذات المتحدث أن الجزائر تحتاج الى استراتيجية جديدة وقوية من أجل تفادي أخطار الحرائق والزلازل وتطور في هذا المجال مثل الذي حققته في مجال الرصد الجوي. . الجزائر مهددة ب10 كوارث وقائمة المخاطر في اتساع السياسي: ما هو عدد ونوع المخاطر الطبيعية التي تهدد الجزائر ؟
عبد الكريم شلغوم : كل العالم معني ب14 نوع من المخاطر التي قد تصيب الدول والجزائر معنية بعشرة منها الزلازل، التصحر، الفياضانات ،الانفجارات ،الجفاف ومشاكل البيئة اضافة الى المخاطر الصناعية والتكنولوجية والمنشأت النفطية كل هذه المخاطر تهدد الجزائر يوميا الا أنها تفتقد سياسة وقائية ناجعة للحد من هذه المخاطر فهناك من المخاطر من ظهرت حديثا خلال الفترة الأخيرة مثل الفياضات التي أصبحت تهدد الجزائر حتى في الصيف وفي الصحراء مثلما حدث في بشار وأدرار . . هذه هي المدن الجزائرية المعنية بخطر الزلازل مستقبلا وهل يمكن اعتبار الزلازل في المرتبة الأولى من حيث درجة الخطورة ؟ نعم الزلازال هو الخطر الأول الذي يهدد البلاد في العاصمة والشمال والشط الجزائري من وهران الى عنابة حيث أننا مهددون بحدوث زلزال في أي وقت خاصة في المناطق السابقة الذكر كما تعد الفياضات خاصة الصيفية منها من أخطر الكوارث التي قد تحدث خلال هذه الفترة اضافة الى هذا هناك انزلاق التربة الذي يحدق بالبنايات خاصة الهشة والقديمة منها في كثير من الولايات وليست القديمة فقط فحتى الجديدة التي تبنى على أرض غير صالحة للبناء مهددة بالانهيار في أي وقت ويزيد من حدة ذلك العوامل البيئية التي تغير من طبيعة البنايات . المخطط الوطني للوقاية من المخاطر غائب كيف تقيمون تطبيق المخطط الوطني للوقاية من المخاطر ؟ يمكن القول أن المخطط الوطني للوقاية من المخاطر غائب و يسري العمل فيه بطريقة عشوائية فمنذ تأسيسه سنة 1999لم يقم بدوره على أكمل ويظهر بعدها في فياضانات 2001 بباب الواد ليعود بعدها ويختفي حتى زلزال 2003 ببورداس ومنذ ذلك الوقت والعمل به متوقف فهو يفتقد للكفاءة والخبرة في التعامل مع الكوارث الطبيعية بمختلف أنواعها كما يجب أن يتوفر فيه ذكاء التسيير لأن العمل في هذا الميدان صعب جدا مع العلم أنه لا يخضع لأي وزارة. ما هي آخر الإجراءات المتخذة من قبل اللجنة الدائمة المكلفة بمتابعة المخاطر الكبرى ؟ اللجنة كانت في 2003 مكونة من عدة هيئات تابعة للدولة على غرار وزارة الداخلية ووزارة الدفاع الوطني ومنذ فترة طويلة لم تصدر قرارات جديدة فمن المفروض أن يتم الإستعانة بخبرات الخواص وتكون ضمن تشكيلتها لجان مستقلة حتى توسع معلوماتها وعملها فالمسجد الأكبر يعاني من مشاكل كبيرة منذ بداية بنائه بالحراش رغم التحذيرات الكثيرة لعدم صلاحية قطعة الأرض التي تمت عليها عملية الانشاء وقطاع السكن هو الاخر يعاني من مشاكل في هذا الخصوص حيث أن كثير من البنايات تشيد على حافة الوديان أو فوق وديان جافة وقد يحدث انجراف للتربة قد يؤدي الى انهيارها. الحرائق تحتاج الى استراتيجية جيدة من أجل تفادي أخطارها - توقعتم موجة حرائق كبيرة منذ سنوات وهو ما حدث فعلا، على ماذا بنيتم تنبؤاتكم ؟ وكيف يمكن ان تحدث هناك تسممات بسبب هذه الحرائق ؟ الجزائر تعرف هذا النوع من الحرائق يوميا وتحدث في كل مكان لكن المسؤولية هنا تقع على عاتق الولاة لأنهم لا يعرفون التعامل مع مثل هذه الأنواع من المخاطر التي تهدد حياة الناس يوميا فبحكم تجربتنا فالحرائق في الجزائر تحتاج الى استراتيجية خاصة لحماية غاباتها من الحرائق فنحن نفقد سنويا الاف الهكتارات كان من الممكن تفاديها لو اتبعنا مخطط سليم واستراتيجية قوية حيث أن الحرائق تتسبب في تسممات تصيب الانسان على المدى البعيد خاصة أن من الغابات مثل الشريعة تحيط بعدة تجمعات سكنية - كيف تفسرون تزايد موجة موجة الحر وهل تعتقدون أنها ستستمر لأشهر أخرى ؟ موجة الحر التي تصيب الجزائر جاءت بسبب تأثير الدورة الشمسية الرابعة والعشرين، التي بدأت عام 2008، وتنتهي في عام 2020ويحدث خلال الدورات الشمسية، انفجارات هائلة على سطح الشمس، مما يرسل موجات حرارية هائلة إلى الأرض تسبب ارتفاع درجات الحرارة وقد يستمر هذا الارتفاع حتى بداية شهر نوفمبر المقبل . لا لوجود لبراكين خامدة في الجزائر هل تعتقدون أن النشاط الزلزالي في الجزائر سيكون أقل كثافة مستقبلا ؟ وما حقيقة البراكين الخامدة في الجزائر ؟ الزلازال ليس له كثافة ولا قوة محددة يأتي في وقت محدد وبنفس القوة وفي نفس المكان حيث أن أول زلزال ضرب الجزائر كان بالعاصمة سنة 1716 والثاني كان سنة 1790 في وهران فات 8 درجات على سلم رشتر وقد يعود الزلزال بعد سنوات تتلراوح بين 15 و20 سنة وهذا ما لاحضناه بعد 10 سنوات من وقوع زلزال بومرداس سنة 2003 أما في خصوص البراكين الخامدة فهذا ليس له أساس من الصحة فبلادنا لا يوجد بها براكين خامدة وكل ما يقال مجرد اشاعات ولم تثبت الدراسات يجودها من قبل ولا الآن . تحدثتم سابقا عن البناء في الأماكن الخطرة أين يكمن الخلل حسبكم ؟ الخلل يكون في عدم صلاحية الأرض للبناء مما يجعل البنايات مهددة بخطر الانهيار خاصة مع الفياضات والأمطار التي قد تتسبب في انجراف التربة وانهيارها كما أن عملية البناء على حافة الوديان هي الاخرى تشكل خطرا لأنها ليست في منبئ عن فيضان الأودية هذه تعد من المخاطر التي تتسب في كوارث بيئية وانسانية . الجزائر حققت أشواطا كبيرة في ميدان الرصد الجوي كيف تقيمون مسار التنبؤات الجوية في الجزائر وهل يمكن القول أننا نملك أحدث التقنيات؟ الجزائر تملك الإمكانيات اللازمة في مجال الرصد الجوي حيث أننا لا نختلف عن البلدان المتقدمة والحمد لله هذا المجال تقدم بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة كما أنه يوظف كفاءات عالية تحسن الخدمة في الرصد الجوي . الاف البنايات الية للسقوط في المدن الكبرى هل يمكن القول أن الإنزلاقات الأرضية ستحدث كوارث في الجزائر مستقبلا ؟ نعم الانزلاقات ان لم يتم دراسة مكان تواجدها تهدد كثير من البنايات بالانهيار خاصة التي لا تخضع للمعايير القانونية في البناء فعلى وزارة السكن أن تشدد في قوانين البناء وتضع شروط من أجل الحصول على الرخص وتلتزم بالتقرير الكامل حول صلاحية الأرض لتشييد البنايات . عشرات البنايات مهددة بالانهيار في المدن الكبرى كم عددها على المستوى الوطني وهل استراتيجية الترميم كفيلة بمقاومتها من أي هزة أرضية محتملة؟ هناك الاف البنايات المهددة بالانهيار عبر المستوى الوطني حيث قدر عددها ب200 بناية بالعاصمة وهران وقسنطينة وهذه التي تم احصائها فقط كما أن البنايات الجديدة لا تطابق الاجراءات الوقائة من الزلازل مما يشكل خطرا في السنوات القادمة والترميم وحده لا يكفي لتفادي أخطار الزلازل والانهيارات فناك من البنايات من تحتاج الى ردم وليس ترميم ولكن بعض البلديات تقوم بالترميم فقط وهذا ليس بالأمر الهين .