دعت وزارة التربية الوطنية، مديرياتها الخمسون الموزعة عبر التراب الوطني، إلى اللجوء لنمط الاستخلاف والاستعانة بالناجحين في القوائم الاحتياطية خلال مسابقة التوظيف التي تم تنظيمها شهر جويلية الماضي، مشيرة إلى أن الاستخلاف يعني فقط أصحاب الشهادات القديمة والذين درسوا في القطاع إلى جانب تحديد 10 معايير أخرى يتم التعيين وفقها. قررت وزارة التربية اللجوء إلى نمط الاستخلاف لسد العجز في الأساتذة الذي سجله القطاع رغم تنظيم الوصاية لمسابقة توظيف بالأطوار التعليمية الثلاثة شهر جويلية الماضية والتي خصصت لها 19 ألف منصب مالي، إلا أن هذا الإجراء الذي اتخذته الوزارة تحسبا للدخول المدرسي الجاري، لم يحل دون إمكانية تسجيل عجز على مستوى الأساتذة خاصة بالطور الابتدائي، ما دفعها إلى الاستعانة بالناجحين في القوائم الاحتياطية من اجل تغطية العجز الذي حدد بحوالي 12 ألف منصب حسب تقارير التنظيمات النقابية من بينهم 7200 منصب شاغر نتيجة مسابقة الترقية لمدراء ومفتشي التربية التي استفاد منها الأساتذة الذين تتوفر فيهم الشروط المطلوبة مؤخرا. وفي هذا الشأن، أصدرت وزيرة التربية، نورية بن غبريط أوامر لمديريات التربية الخمسون من اجل السرعة في اتخاذ الإجراءات اللازمة وتعيين الناجحين في القوائم الاحتياطية بمسابقة التوظيف التي تم تنظيمها مؤخرا، فيما حدد المعايير الواجب إتباعها في الاستخلاف، مشددة على ضرورة إعطاء الأولوية في توظيف الأساتذة المستخلفين للذين درسوا في القطاع، بالإضافة إلى أصحاب الشهادات القديمة، وكذا أصحاب الليسانس نظام قديم مع إعطاء الأولوية لمن استخلف سابقا من أجل ضمان تعيين أساتذة ذو خبرة في الميدان. من جهة أخرى، أمرت العديد من مديريات التربية الموزعة عبر مختلف ولايات الوطن، وفق التعليمة التي صدرت من مديرية المستخلفين، مدراء المؤسسات التربوية بتطبيق 10 شروط أساسية في اختيار المستخلفين عبر القوائم الاحتياطية، من بينها احترام الشهادة والاختصاصات المحددة في المناشير والقرارات الوزارية، مع إعطاء الأولوية في الاستخلاف بالطور الثانوي للحائزين على شهادات الماستر أو مهندس دولة، وكذا للحاملين لشهادات الليسانس في النظام القديم، كما اشترطت الوزارة للاستخلاف معرفة سبب شغور المنصب المالي، مشيرة إلى أن عملية الاستخلاف تعني فقط المناصب الشاغرة حديثا والتي لم يلتحق صاحبها بها أو تم التنازل عنها. للإشارة، كانت نقابات التربية الوطنية قد أكدت حدوث شغور في مناصب الأساتذة خلال الدخول المدرسي، وان المناصب المالية المحددة من طرف الوزارة خلال مسابقة التوظيف الماضية والمقدرة ب19 ألف منصب غير كافية لسد العجز الذي يشهده القطاع، مشيرين إلى أن نسبة العجز ارتفعت عقب مسابقة الترقية لمدراء ومفتشي التربية، حيث أن المشاركين فيها هم الأساتذة الرئيسيون الذين سيلتحقون بداية من اليوم بعملية التكوين والذين خلفوا وراءهم مناصب شاغرة بقيت دون تعويض.