تشكل أسعار الأضاحي ونقاط بيعها وشراء المستلزمات الضرورية لعيد الأضحى حديث الساعة لدى العائلات الوهرانية، بينما تعرف الأسواق بهذه المناسبة الدينية أجواء متميزة حسبما لوحظ. ولم تبلغ الحركية التجارية ذروتها بعد حيث يكتفي المواطنون في الوقت الراهن بالوقوف على تطور الأسعار في انتظار اليومين الأخيرين للحسم وأخذ القرار. وفي انتظار ذلك وككل سنة مع اقتراب كل مناسبة دينية تلتهب أسعار الخضر. وقد ارتفعت أسعار البطاطس والطماطم والبصل والجزر وغيرها بمعدل 30 إلى 40 دج للكيلوغرام الواحد كل عام تتكرر نفس الظاهرة. ترتفع أسعار جميع المنتجات وخاصة الخضر. ولكننا مجبرون على اقتناءها وليس لدينا أي خيار آخر وهذا دون الحديث عن أضحية العيد ومختلف المستلزمات مثل السكاكين والفحم، كما أوضح مواطن بسوق سيدي عقبة بحي المدينة الجديدة . ويبدي المواطنون الذين تم استجوابهم حول هذا الموضوع تأسفهم لهذه الزيادات المفرطة في أسعار المنتجات أمام حتمية توفرها في البيت. وصرح أحدهم نحن مضطرون الى شراء مختلف المنتجات ليس فقط للعيد لأنه حتى أولئك الذين لا ينوون شراء الأضحية مجبرون على اقتناء الخضر .وتخشى جميع الأسر خاصة ذات الدخل المحدود فترات الأعياد بعد المصاريف التي أثقلت كاهلها بمناسبة شهر رمضان وعيد الفطر فالدخول المدرسي.ويعد غلاء المعيشة وارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية موضوع مناقشات حادة في محلات بيع المواد الغذائية العامة وفي الأسواق وكذلك في المقاهي لا سيما في الأحياء الشعبية. - عيد كافة التضحيات واعتبر رب عائلة تم الالتقاء به بسوق شارع الأوراس أنه عيد كافة التضحيات متسائلا: ماذا يمكن للمرء أن يفعل براتب 25.000 دج. ما يمكن شراءه بهذا المبلغ ...خروف بالتأكيد لا . القضية لا تتعلق براتب لأنه إذا كانت الأسعار عادية ولا ترتفع يمكن لأي شخص إحياء عيد الأضحى والتسوق بشكل عادي. العديد من التجار يستغلون فرصة الأعياد لاستنزاف المستهلكين. ولهذا السبب العديد من الناس لا يستطيعون شراء الأضحية ويكتفون ببضعة كيلوغرامات من اللحم وفق مواطن آخر الذي أشار الى أنه قد قرر عدم إقتناء أضحية هذا العام. ومثل هذا المواطن يوجد الكثير من الأسر ذات الدخل المحدود التي لا تستطيع شراء أضحية العيد ولا حتى خروف صغير.وأبرز بائع للأضاحي عند مدخل بلدة عين البيضاء (بلدية السانية) أنه خلافا للسنوات السابقة فإنه لم يسجل لحد الآن إقبالا للزبائن أسبوع قبل عيد الأضحى. والأمر سواء بالنسبة لسوق المواشي لبلدية الكرمة. ولا يستقطب هذا السوق الذي يفتح منذ أكثر من أسبوع من الساعة السابعة صباحا إلى التاسعة ليلا أعداد كبيرة من المواطنين.وعلى الرغم من أن أسعار المواشي لم تعرف تغييرا كبيرا مقارنة مع العام الماضي وفقا لبعض الزوار فإن عدد الأغنام التي بيعت يعد ضئيلا لأن الكثير غير متأكد من شراء أضحية العيد و لا تزال الأسعار غير واضحة.ومن جهة أخرى لم يحضر بعد موالون من ولايات غرب البلاد فيما يقترح مربون من بلديات أخرى لولاية وهران ولا سيما بوسفر والعنصر وبوتليليس سلعتهم ولكن بأسعار غير معقولة أحيانا. وقد بلغ سعر أضحية 57 ألف دج الثلاثاء الماضي بشارع الألفية (بئرالجير). هذا جنون. كيف يمكن للماشية أن تصل إلى مثل هذا الثمن الباعة يبالغون في الأسعار المقترحة. وتسجل أسعار أقل ببلديات أخرى خارج مدينة وهران حيث يمكن شراء خروف ابتداء من 32.000 دج -حسب أحد المواطنين- ويفضل البعض إقتناء الأضحية عشية يوم العيد. وفي هذا الصدد يرى مواطن آخر أن الأسعار تنخفض في ذلك اليوم حيث يرغب المولون في التخلص من ماشيتهم ولكنه يحتمل أيضا أن لا تتغير . وينتظر أن تتضح الأمور أكثر في الأيام المقبلة.