لم تغمض 800 عائلة تقطن بمحاذاة وادي الحميز ببلدية الدار البيضاء بالعاصمة جفونها منذ أن تم إعلامها من طرف السلطات المحلية بموعد إعادة إسكانها، أين هبت بحزم أمتعها وأغراضها وتجميع أثاثها بزوايا السكنات القصديرية التي قضت بها أكثر من 20 سنة وسط روائح الوادي الكريهة والرطوبة العالية، لتحين ساعة الفرج اليوم أين سيتم نقلها إلى حي رشيد كوريفة الجديد ببلدية الحراش وسط أجواء من الفرحة العارمة. عرف الموقع القصديري المحاذي لوادي الحميز حركية غير عادية يوم أمس أين شهد عدة تجمعات لشباب وكبار الحي، الذين كانوا بصدد الحديث عن موعد الترحيل إلى سكنات لائقة وجديدة اليوم، حيث أكد عمي أحمد. ن ل السياسي أنه يعيش لأول مرة في حياته الفرحة والسعادة الحقيقية بعد سنوات قضاها تحت سقف القصدير والروائح المقرفة التي تنبعت من الوادي صيفا وشتاء، مضيفا في سياق حديثه الحمد لله على وفاء السلطات الولائية والمحلية لوعودها بانتشالنا من هذا المكان الذي لا يليق بالسكن ، فيما أبدى الشاب عمر، وهو متزوج منذ ست سنوات، تخوفه من إقصائه من العملية قائلا: اليوم بالنسبة لنا هو يوم مصيري وكل أملي هو الحصول على سكن لعائلتي الصغيرة . ومن جهة أخرى، أكد رئيس بلدية الدار البيضاء، إلياس قمقاني، خلال اتصال ل السياسي أن الموقع القصديري بالحميز سيعرف إعادة إسكان 800 عائلة إلى الموقع الجديد رشيد كوريفة بالحراش، مشيرا إلى أن هذه العملية تعد آخر عملية بالنسبة للسنة الجارية. وللإشارة، فإن حي الحميز القصديري يعد من أكبر الأحياء الفوضوية بالعاصمة، حيث يعيش قاطنوه ظروفا كارثية بسبب الوادي المار من المنطقة والذي يعتبر بؤرة من البؤر المتسببة في أمراض خطيرة تنفسية مزمنة وكذا جلدية لم يسلم منها لا صغيرهم ولا كبيرهم، ناهيك عن الروائح المقرفة التي تخنق الأنفاس والحشرات والقوارض التي باتت تقاسهم سكناتهم لأكثر من 20 سنة من المعاناة.