ستنظم يوم الخميس المقبل بتلمسان ندوة تاريخية حول مساهمة القطاع الصحي أثناء الثورة التحريرية بالولاية الخامسة التاريخية في إطار إحياء الذكرى ال60 لاستشهاد الدكتور بن عودة بن زرجب أول طبيب شهيد في حرب التحرير حسبما علم أمس الثلاثاء لدى مصالح الولاية. وسيشارك في هذا اللقاء الذي سيحتضنه متحف المجاهد تحت إشراف الولاية وبالتنسيق مع مديرية المجاهدين ومشعل الشهيد مجموعة من الباحثين ومن رفقاء السلاح للشهيد بن زرجب بالإضافة إلى مجاهدين مارسوا النشاط الصحي إبان ثورة التحرير المجيدة على مستوى الولاية الخامسة التاريخية. وبعد زيارة متوسطة ابن خلدون (دي سلان سابقا) بتلمسان التي زاول بها بن عودة بن زرجب دراسته الثانوية قبل حصوله على البكالوريا ودراسة الطب بالخارج سيتم افتتاح معرض حول نضال الشهيد ونشاطه في تنظيم القطاع الصحي خلال ثورة 1 نوفمبر 1954 لإبراز الدور الذي لعبه الأطباء والممرضون كقاعدة خلفية للتكفل بجرحى ومعطوبي حرب التحرير. للتذكير، ولد بن عودة بن زرجب سنة 1921 بمدينة تلمسان، حيث زاول دراسته الابتدائية والثانوية قبل أن ينتقل إلى الخارج بعد حصوله على شهادة البكالوريا في 1941 لمواصلة دراسته في مجال الطب وهناك انخرط في صفوف حركة انتصار الحريات الديمقراطية ثم عين أمينا عاما للخزينة لجمعية الطلبة المسلمين الجزائريين. وفي سنة 1948 تحصل على شهادته وعاد إلى مسقط رأسه، حيث شرع في ممارسة مهنة الطب بعيادته الخاصة التي استعملها لاستقبال المجاهدين وعقد معهم جلسات سرية قبل اقتناء آلة للنسخ لسحب المناشر والوثائق التي تخص الثورة وتوزيعها. وبعد اكتشاف المستعمر الفرنسي هذا النشاط السري ألقت عليه القبض وزجت به في السجن قبل اعدامه يوم 19 يناير 1956 بدوار أولاد حليمة بالقرب من مدينة سبدو (تلمسان) الشيء الذي أشعل فتيل غضب السكان التي قامت بمظاهرات ومسيرات عارمة بشوارع مدينة تلمسان للتنديد بهذا العمل الاجرامي.