أبرزت حرفيات وناشطات في مجال التراث والصناعات التقليدية بورقلة، أهمية حماية الحرف التراثية التي تشتهر بها المنطقة بما يضمن المحافظة على ديمومتها في المجتمع وتداولها بين الأجيال المتعاقبة. وفي هذا الإطار، أكدت مشاركات على هامش المعارض التراثية المتواصلة بمناسبة الإحتفال برأس السنة الأمازيغية الجديدة (يناير 2966) التي يحتضنها المتحف الصحراوي بوسط مدينة ورقلة، أن المحافظة على التراث والمورث الثقافي الأمازيغي لسكان المنطقة بني ورجلان تتطلب إعادة بعث الحرف التراثية المحلية والعمل على ترقيتها. وقد إقترحت إحدى عضوات جمعية (إيفاس) القصور للصناعة التقليدية والحرف بورقلة، فتح مدارس خاصة وتخصصات تكوينية على مستوى مراكز ومعاهد التكوين المهني بالولاية تعنى بتلقين الفتيات تقنيات الحرف المستمدة من التراث والصناعة التقليدية. وأبرزت ذات المتحدثة في هذا السياق، أهمية الدور المنوط بالأولياء في غرس لدى الناشئة ثقافة حب مهن الأجداد سيما الفتيات ووصفته بالمحوري والأساسي، سيما وأن المحافظة على الحرفة التراثية -حسبها- من شأنها مستقبلا توفير فرص شغل للفئات محدودة الدخل. وذكرت في هذا الشأن أن نسج زربية (مسرح الصيد) أو (التليس) وهما من بين أشهر أنواع الزرابي والمنسوجات التقليدية التي تشتهر بها المنطقة، والتي تعدّ أيضا من أهم تجهيزات العروس الورقلية، تتطلب من فتيات الجمعية التمتع بمهارات حرفية عالية وتحكم في تقنيات دقيقة وفريدة من نوعها، مما يبرز الأهمية الملحة للتكوين. أما السيدة أم الخير سدراتي وهي حرفية مهتمة باللباس التقليدي والعطور، فقد طالبت بدورها بتثمين المكانة التاريخية للقصر العتيق بورقلة وجعله فضاء لعرض وتسويق المنتجات التراثية المحلية، سيما وأن أكثر من 90 بالمائة من سكان هذا الفضاء العمراني العريق يمارسون الحرف التراثية. في حين ثمن رئيس جمعية لالة منصورة محمد فران، الإهتمام الذي توليه السلطات العمومية لترقية التراث الشعبي من أجل المحافظة عليه، لافتا في هذا الصدد إلى ما تقوم به الجمعيات المحلية الناشطة في هذا المجال من إحياء لمختلف المواسم والأعياد والفعاليات التراثية وإبراز عادات وتقاليد المنطقة، يعدّ بمثابة دليل على تشبت سكان المنطقة بأصالتهم. وقد إحتوت أجنحة المعارض المقامة بالمناسبة نماذج للبيت التقليدي الورقلي، وأخرى لعرض العطور التقليدية وأدوات الزينة، وما يتعلق بالأفراح والمناسبات السارة من لباس خاص للعروس الورقلية والحناء والحلي التقليدية، وأخرى للتحف المنزلية والنسيج والزرابي الورقلية والحلويات التقليدية.