إنطلقت مساء الخميس بورقلة عدة تظاهرات ثقافية متنوعة بمناسبة الإحتفال برأس السنة الأمازيغية الجديدة. و بهذه المناسبة أقيم معرض بمبادرة من جمعية "نجوم سدراته" للسياحة و حماية الآثار لحي بني واقين بورقلة ضم تشكيلة من الأدوات و الأواني الفخارية التقليدية وأخرى مصنوعة من سعف النخيل والخشب حيث كان الإنسان الورقلي يستخدمها في القديم لتأثيث البيوت أو لاعداد الطعام و حفظه و غيرها من الأغراض الأخرى. كما تضمن المعرض أيضا مجموعة كبيرة من الصور الفوتوغرافية التي احتوت على وجه الخصوص على مناظر من حفلات الزفاف و اللباس التقليدي الذي ترتديه العروس الورقلية كاللحاف المطرز بأشكال هندسية ورموز متنوعة مستوحاة من الثقافة الأمازيغية لأهل المنطقة إلى جانب الأساور والحلي المتعددة الأشكال والألوان. وتضمنت تلك الصور أيضا بعض العادات والطقوس الاجتماعية التي لا تزال تميز حفلات الزفاف بالمنطقة على غرار جلسة تحضير البخور للعروس إلى جانب مواكب الأعراس الخاصة بالعروش الرئيسية الثلاثة بورقلة (بني سيسين و بني واقين و بني إبراهيم ) و التي كانت إلى عهد قريب تتقدمها رايات هذه العروش و يسير خلفها مباشرة العرسان متبوعين بالأعيان ثم الضيوف. وتتخلل هذه المواكب الأهازيج الغنائية على وقع دقات الطبول و الزرنة حيث تتوجه المواكب إلى باب "خوخة " التي هي إحدى الأبواب السبعة للقصر العتيق بورقلة ويتم إثرها إطلاق سبع طلقات بارود من طرف فرق الخيالة إيذانا بالبدء الرسمي للحفلات التي تصاحب حفل الزفاف. كما احتوى المعرض أيضا على عينات من أنواع العطور ومواد الزينة المصنوعة محليا إلى جانب عرض بعض أنواع الأفرشة والزرابي المطرزة بالرموز الأمازيغية التي تعبر عن واقع الحياة اليومية لسكان المنطقة منذ القدم . وكانت صور القصور الصحراوية القديمة التي تميز حضارة السكان الأمازيغ بالمنطقة حاضرة هي الأخرى في هذه التظاهرة على غرار قصور تماسين و ورقلة و سدراتة الأثرية وهي كلها حواضر قديمة بنيت وفقا لهندسة معمارية فريدة تتميز بروعة العمران القديم الملائم لخصوصيات المناخ الصحراوي. و تتضمن هذه التظاهرة الإحتفالية التي تحتضنها دار الثقافة مفدي زكرياء لمدينة ورقلة والمتوقع تواصلها طبلة خمسة أيام إقامة حفلات فنية تنشطها فرقة "القناوة" المحلية بالإضافة إلى مشاركة بعض الفنانين المحليين الآخرين الذين يؤدون أغاني باللغة الأمازيغية.