وقعت الجزائر وسوريا في ختام أشغال الدورة الثانية للجنة المختلطة الكبرى للتعاون بين البلدين على 52 وثيقة بين اتفاقيات ومذكرات تفاهم وبرامج تنفيذية وبروتوكولات اتفاق تخص قطاعات التجارة والمالية والصناعة والمؤسسات والنقل والموارد المائية والتربية والثقافة والأرشيف والعدالة والعمل والسياحة والشؤون الاجتماعية والاتصال· وفي الكلمة التي ألقاها بالمناسبة أكد أويحيى أن التعاون الجزائري السوري سجل تقدما ملحوظا بعد 51 شهرا من انعقاد الدورة الأولى بدمشق سنة 8002 · وأشار في ذات السياق إلى أن هناك برنامج جد ثري للتعاون ينتظر الطرفين خلال المرحلة المقبلة· وأوضح أويحيى أن الجزائر تسجل باعتزاز التحرك النوعي القوي الذي عرفه التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، مشيرا إلى أن 05 زيارة لوفود جزائرية من مختلف المستويات قد تم القيام بها إلى سوريا· وأضاف في هذا الصدد بأن مجموعة هامة من مشاريع الاتفاقيات والمذكرات قد أعدت لهذا الموعد في مجال الاقتصاد والتجارة والثقافة والمواصلات، مشيدا في ذات السياق بالتحسن الذي عرفته وضعية الجالية الجزائرية المقيمة بسوريا· وبعد أن ذكر بأن التبادل المكثف للزيارات بين البلدين سمح بالمزيد من التعرف على شتى مجالات التعاون المتاحة أبرز الوزير الأول أن جميع الوثائق والاتفاقيات التي ستتوج أشغال هذه الدورة من شأنها أن تساهم في ''تعبيد النهج أكثر فأكثر لرجال الأعمال والجامعات ومختلف القوى والهيئات في كلا البلدين للمزيد من العمل المشترك خدمة للتنمية في البلدين· من جهة أخرى ذكر أويحيى بمجهودات الجزائر التنموية، مشيرا على سبيل المثال إلى تأهبها للانطلاق في برنامج ضخم للاستثمار العمومي تعهد به رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أمام الشعب، مضيفا أن هذا البرنامج يتيح العديد من الفرص أمام الشركات الجزائرية والسورية لإقامة مؤسسات مشتركة ومن ثمة الحصول على صفقات عمومية بشروط امتيازية· على الصعيد العربي أكد أويحيى أن الشعوب العربية تناضل حتى اليوم من أجل تحرير فلسطين وتأسيس دولتها المستقلة في حدودها لسنة 7691 وعاصمتها القدس الشريف وكذا من أجل انسحاب الاحتلال الصهيوني من الجولان السوري وما تبقى من الأراضي اللبنانية· ودعا أويحيى في هذا السياق الفلسطينيين إلى توحيد الصف والكلمة كما أعرب عن الانشغال بضرورة الحفاظ على وحدة العراق وسلامته· من جهته أشاد رئيس مجلس الوزراء السوري بالنتائج التي تمخضت عنها هذه الدورة التي رسمت برنامجا للتعاون الاستراتيجي في العديد من المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية· مثنيا على علاقات البلدين واعتبرها مضرب مثل في قوتها ومتانتها لما ينبغي أن تكون عليه العلاقات بين الدول الشقيقة· كما أعرب عن ثقته في أن انعقاد هذه الدورة سيفتح آفاق عمل واسعة بالنظر إلى أن الإمكانيات التي يتمتع بها البلدان يمكن الارتكاز عليها في بناء شراكة إستراتيجية تشمل الفضاء الاقتصادي بإبعاده التجارية والصناعية· وفي ذات السياق أبرز عطري أهمية اتخاذ قرار يتعلق بإنشاء خط نقل بحري يربط سوريا والجزائر ودول المغرب العربي الأخرى مستفيدين بذلك من كل الإمكانيات والموارد المتاحة· كما أكد على أهمية توطيد أسس التعاون الثنائي وتعزيز اللقاءات بين غرف التجارة والصناعة والزراعة والسياحة والملاحة البحرية وتفعيل دور رجال الأعمال والمستثمرين وإقامة الشراكات الاقتصادية والاستثمارية داعيا إلى الاستفادة من الخبرات والتجارب الناجحة في كلا البلدين·