خطف المنتخب الوطني للمحليين تأشيرة التأهل إلى نهائيات البطولة الإفريقية على حساب المنتخب الليبي بعد تسعين دقيقة من القلق والترقب وتلاشي الأمل في إمكانية بلوغ دورة السودان، حتى انفجر الجميع فرحا بعد هدف المهاجم سفيان حانيستار في الدقيقة الأخيرة. لعب منتخب المحليين مقابلة صعبة للغاية، وذلك باعتبار أن قدم إلى طرابلس متقدما بهدف وحيد، وزاد في تعقيد مهمته الغيابات العديدة لبعض اللاعبين الأساسيين مثل مسعود ومترف وبوقاش وبابوش، وهو ما أثر على المردود العام لتشكيلة بن شيخة طيلة أطوار المباراة. ومن جانب آخر، واجه الخضر منتخبا ليبيا عنيدا كان يريد تجاوز الأزمة التي فجرت وحدته، وهو ما جعله يقاتل إلى آخر لحظة من المباراة ويتمسك بورقة المرور إلى النهائيات إلى أن خطفها منه سفيان حانيستار في آخر لحظات المواجهة. بتأهل المنتخب الوطني إلى نهائيات بطولة إفريقيا للأمم المقررة بالسودان، جسد المنتخب الوطني سيطرة الكرة الجزائرية مغاربيا، بعد تألق شباب بلوزداد وشبيبة القبائل، وقد كسب المحليون أحد أكبر الرهانات، خاصة وأن المباراة كانت مهمة لكل اللاعبين، على اعتبار أنها جرت بحضور المدرب الوطني رابح سعدان الذي قدم لمعاينة المحليين قصد تدعيم المنتخب الأول بأحدهم أو بعض منهم في المناصب التي يحتاجها، في مباراة رسمية فاصلة، ولا سيما الشبان منهم على غرار جابو وغزالي. وقد أبان اللاعب غزالي عن مستوى طيب ارتاح له بن شيخة الذي صرح قبل المباراة بأن غزالي واحد من اللاعبين الذين يجب العمل معهم وتشجيعهم ليكونوا في خدمة الخضر في أقرب وقت. أما عبد المومن جابو الذي أشركه بن شيخة في آخر المباراة، فقد بين، بل أكد أنه لاعب موهوب بإمكانه تفجير طاقات جديدة ليكون رفقة لاعبين آخرين القوة القادمة للخضر. وكانت فرحة اللاعبين وأعضاء الطاقم الفني الجزائري كبيرة جداً، أعادت إلى الأذهان مشاهد الفرحة العارمة لكل الجزائريين حين كسب المنتخب الأول تأشيرة التأهل إلى مونديال جنوب إفريقيا في أم درمان السودانية. ولم تسع الفرحة حانيستار منقذ المنتخب ولا بقية اللاعبين والمسيرين، وحتى رئيس شبيبة القبائل محند شريف حناشي الذي تابع المباراة من المدرجات برفقة المدرب الوطني ورئيس الوفد عبد القادر شعبان. وقال المدرب الوطني عبد الحق بن شيخة »أعترف بأنني غامرت في الشوط الثاني حين أبقيت على خالد لموشية وحده في منصب لاعب وسط ارتكاز وطلبت منه مساعدة وسط الدفاع، وأقحمت أربعة مهاجمين، لم يكن هناك خيارا آخر بعدما سجل منتخب ليبيا الهدف الثاني«. وأوضح عبد الحق بن شيخة »أصارحكم القول أنني استبقت الأحداث خلال فترة الاستراحة، وحين كان المنتخب الليبي متفوقا بهدف دون رد، وقلت لهم يا أولاد، حتى ولو سجلوا علينا الهدف الثاني في المرحلة الثانية، لا تستسلموا وحافظوا على هدوئكم والعبوا كرة لأنكم ستسجلون، وهو ما حدث فعلا وأنا سعيد بالتأهل«. واعتبر بن شيخة بأن تأهل المنتخب يجسد صحوة الكرة الجزائرية بعد تأهل المنتخب الأول إلى نهائيات كأسي أمم إفريقيا والعالم، وتألق الأندية الجزائرية قاريا »ما يستدعي تدخل المسؤولين ومحاولة استغلال هذه الديناميكية من أجل الإهتمام أكثر بالهياكل الرياضية والاستثمار في هذا الوضع حتى نتحسن أكثر في المستقبل«. المنتخب الوطني للمحليين الذي حظي بدعم كبير خلال مباراة الذهاب بملعب القليعة، وجد أيضا عشرات من الأنصار الجزائريين ممن يقيمون في ليبيا في مدرجات ملعب 11 جوان، مما أعطى دفعا قويا لرفاق محمد مفتاح خلال المباراة، حيث أصبح منتخب المحليين لا يقل شأنا عن المنتخب الأول.