يرى عبد الحق بن شيخة، مدرب المنتخب الوطني للمحليين، أن الجزائر قادرة على تجاوز عقبة كوت ديفوار في الدور ربع النهائي· كما أوضح لنا المدرب السابق للنادي الإفريقي التونسي في حواره ل''الفجر'' عدة أمور عن المدرب الوطني، الصحافة الوطنية، منتخب المحليين واللاعب أمير سعيود الشعب الجزائري غضب على الخضر بعد هزيمة مالاوي لأنه يحبهم الصحافة الوطنية شر لا بد منه وجزء لا يتجزأ من المنتخب الوطني السلام عليكم كيف حالك سيدي؟ والله الحمد لله شكرا· سوف نبدأ حديثنا بالحدث الآني، نهائيات كأس أمم إفريقيا الجارية حاليا بأنغولا، والتي تشارك فيها الجزائر التي عبرت إلى الدور ربع النهائي، بعد خسارة مفاجئة على يد مالاوي، فوز على حساب مالي وتعادل أمام أنغولا، فكيف تقيم أداء الخضر خلال الدور الأول؟ لا أخفي عليك أنه انتابتني خيبة أمل عقب هزيمة المنتخب الوطني على يد منتخب مالاوي، لأنني جزائري قبل أن أكون تقنيا أو مدربا، وإذا جئنا إلى ردة فعل الشعب الجزائري، فإنها كانت منتظرة لأن في مخيلته يكمن منتخب عظيم لا يقهر، وإذا غضب فإنه يغار على بلاده ولا يكن سوى الحب لأبناء المدرب سعدان، الذين رافقوهم خلال التصفيات وفرحوا لتأهلهم إلى المونديال· ومن منا لا يتذكر الاستقبال الكبير الذي حظوا به على بوابة مطار هواري بومدين وإلى غاية قصر الشعب، حيث استقبلهم رئيس الجمهورية، لذلك فما كان على رفاق صايفي سوى الانتفاض والصحوة، والحمد لله أن الاستفاقة كانت سريعة، فقد اكتشفنا منتخبا مغايرا تماما فاز على منتخب مالي ونجومه بكل استحقاق وجدارة، قبل أن يتعادل في اللقاء الأخير أمام منتخب أنغولا مستضيف الدورة، ويقتطع مكانة في الدور ربع النهائي· يبدو أن سعدان أكثر العارفين بعقلية المناصر الجزائري، أليس كذلك؟ طبعا، فإذا سبق لسعدان وأن حدد هدف الخضر في كأس أمم إفريقيا بالتأهل إلى الدور الثاني، فإنه حتما كان واعيا لما يقول، لأنه أراد التحفظ وعدم كشف أي أوراق أخرى، لتفادي أي مفاجآت غير سارة، خاصة وأن كرة القدم تبقى لعبة وليس علما دقيقا، وهزيمة مالاوي أحسن دليل على ذلك، وهذا ما يبين أن الناخب الوطني نفسه يعلم بأن المناصر ليس تقنيا، وهدفه الوحيد رؤية منتخب بلاده في أحسن مستواه، ولا يرضى إلا بالفوز· وكتقني كيف تفسر لجوء أي مدرب إلى مقاطعة الصحافة وإقامة التدريبات دون جمهور، خاصة أن هزيمة مالاوي الأخيرة تسببت في إقامة حاجز بين الصحافة وسعدان، بعد انتقادات لاذعة وجهت إليه ، وأثناء تربص تولون أيضا، ما هو انطباعك؟ بعيدا عما جرى في فرنسا أو أنغولا، فلا أريد أن أتدخل في عمل المدرب أو الصحفي، أما إذا جئنا إلى الحقيقة، فالصحافة الوطنية جزء لا يتجزأ من المنتخب الوطني، والتي كانت دعما له خلال التصفيات وفي المباراتين اللتين واجه فيهما المنتخب المصري، سواء في القاهرة أو أم درمان، كما لا ننسى أنها وقفت إلى جانب الطاقم الفني وتحفظت على إخراج أي معلومات تخص التشكيلة أو الطريقة التي اعتمد عليها سعدان، لذلك فإن الصحافة حسب رأيي هي شر لا بد منه، وهنا يجب أن يكون الاتصال أحسن طريقة لحل أي خلافات بين الصحافة المحلية ومسؤولي الاتحادية الجزائرية، لتفادي الوقوع في مثل هذه المشاكل التي لا تسمن ولا تغني من جوع، ليتسنى للمدرب العمل في ظروف جيدة بأكثر ارتياح وتركيز، وتسهيل المهمة للصحفي في اقتناء المعلومة· كثير من المنتقدين ادعوا تواطؤ المنتخبين الجزائري والأنغولي على إنهاء المباراة بالتعادل السلبي، قصد تأهل الطرفين إلى الدور ربع النهائي على حساب مالي، فما رأيك؟ كل من تجرأ على الحديث عن مثل هذه المتاهات لا علاقة له بكرة القدم، حتى ولو كان الأرجنتيني دييغو أرميندو مارادونا نفسه، وعليه أقول بأن المنتخبين تنافسا أكثر من ساعة فوق الميدان، حيث شاهدنا عدة فرص أتيحت للجانبين، وكاد كلاهما الوصول إلى الشباك في أي لحظة من اللقاء، لأن تسجيل أي هدف كان ليحدث الكارثة على أي منهما، خاصة وأن الهزيمة تعني الإقصاء والخروج من الدور الأول، لذلك فإن ال20 دقيقة الأخيرة اكتفى فيها الفريقان بالدفاع والترصد، كما أن كل فريق كان متخوفا من الآخر، وهو ما جعلهما يمكثان في منطقيتهما، وفضلا تسيير المباراة على هذه الطريقة إلى غاية صفارة الحكم الجنوب إفريقي، وهنا لا أرى أي تلاعب في النتيجة أو على حساب فريق آخر، سوى أن كل فريق استعمل ذكاءه بعيدا عن أي تخمين آخر، كما يظنه البعض· هناك أيضا من استصغر تأهل الجزائر وقال بأن منتخبنا سجل هدفا وحيدا تمكن من بلوغ الدور ربع النهائي، في حين أن فرقا أخرى سجلت أكثر من 5 أهداف ولقيت مصيرها الإقصاء، فكيف ترد على هؤلاء؟ أنا أظن أن تأشيرة التأهل تقتلع بعدد النقاط وليس بكثرة الأهداف، وإذا تمكنت الجزائر من اقتطاع مكانتها في الدور الثاني من نهائيات أمم إفريقيا فإن قانون اللعبة هو الذي أنصفها وليس أمرا آخر· إذا جئنا إلى حقيقة الأمر، فإن تسجيل المنتخب الوطني لهدف وحيد يعني غياب الفعالية في القاطرة الأمامية، فهل ترى بأن سعدان قادر على إيجاد الحل الأنسب قبل مواجهة كوت ديفوار في الدور ربع النهائي؟ طبعا، فالهجوم كان عقيما، بغض النظر عن قوة الدفاع وانسجام خط وسط الميدان، وأظن أن سعدان واع تماما وعلى دراية بما يفتقد له هجوم الخضر، الذي هو بحاجة إلى قناص حقيقي، مثلما لمح إليه الناخب الوطني، لأننا رأينا منتخبا بهجوم افتقد لحس التهديف خلال المباريات الثلاث السابقة، في وقت شاهدنا المهاجم غزال معزولا، وربما أن الوقت الحالي غير كاف لإجراء تعديلات وافية، وأنا أعلم بأن سعدان يخطط من الآن لدعم المنتخب بهدافين بعد نهاية الكان، خاصة وأن الخضر على موعد مع العرس العالمي مطلع جوان المقبل· كيف تتوقع الوجه الذي قد يظهر عليه المنتخب الوطني أمام نظيره الإيفواري في لقاء ربع النهائي؟ رغبتنا هي أن نشاهد مباراة تليق بسمعة المنتخبين، وخاصة بالنسبة للخضر، وهنا لا نأبه بأي نتيجة ستؤول إليها المباراة، فنحن سوف لن نخسر شيئا، بعد أن حققنا الأهم وبلغنا هذا الدور من البطولة الإفريقية، ومن منا لا يطمع بالتأهل، فكل جزائري يأمل في تأهل الخضر إلى الدور القادم، فهنا يمكنني القول بأن كل مباراة تختلف عن الأخرى، وكل شيء ممكن في التسعين دقيقة، لأن الأحسن فوق الميدان سيكون الأقرب للفوز والتأهل· إذن لدينا فرصة لتجاوز عقبة الفيلة العاجية؟ لم لا، فنحن فريق أيضا له إمكانياته وقدراته الفردية، فإذا كان جل لاعبيه محترفين، فنحن لدينا أيضا لاعبون مميزون، يمكننا الاعتماد عليهم في مثل هذه المناسبات، فهذا الفريق الذي فاز بثلاثية على منتخب غانا، تعثر في المباراة الافتتاحية أمام منتخب بوركينافاسو، لذلك فإن المنتخب الإيفواري مثلما له نقاط قوة، فحتما لديه نقاط ضعف، وأنا أرى بأن الخضر قادرون على تسجيل أكثر من هدف في شباك رفقاء ديديي دروغبا، وبصراحة فإن ضعفهم يكمن في دفاعهم، وهو ما يتيح الفرصة للخضر لتسجيل أكثر من هدف واحد في شباك الفيلة· الكثير من الجزائريين يتنبأون بسيناريو آخر لمباراة قد تجمعنا بالمنتخب المصري في الدور نصف النهائي من الدورة، كيف تعلق على ذلك؟ لا أريد التعليق، لأنه لا يجب استباق الأمور، فقبل ذلك يجب أن نمر على حساب منتخب كوت ديفوار ثم سيكون حينها لكل مقام مقال· وماذا تقول عن مشاركة الجزائر في نهائيات كأس العالم؟ منتخبنا بحاجة إلى الدعم، وربما أن الفترة القادمة ستكون فرصة لسعدان لقراءة أخطاء ومزايا الخضر خلال كأس إفريقيا، لوضع برنامج جديد للتحضير لكأس العالم، التي تختلف عن أجواء الكان، ولا بد أن تكون فريقا قويا لمواجهة الكبار· الآن سنغير وجهتنا نحو منتخب المحليين العائد من تركيا، حيث دخل في تربص منذ الرابع جانفي الماضي، فكيف تقيم هذا المعسكر بصفتك المسؤول الأول؟ ربما أن المباراة الرسمية هي التي تقيم نجاح التربص من عدمه، إلا أن فرحتي بالمنتخب المحلي كانت كبيرة، لأننا كسبنا فريقا منسجما، تميزه روح الحماس والتحدي، والأهم من ذلك هو أن التربص مر بسلام، دون تسجيل أي إصابات في وسط اللاعبين، وعكس ذلك فإن اللاعبين استفادوا كثيرا من الجانب البدني والصحي خلال أيام التربص، كما كان هناك تجاوب كبير بين اللاعبين، سواء أثناء التدريبات أو في الفندق الذي كان يقيم فيه رفقاء يحي شريف· هل برمجتم لقاءات ودية مثلما كان مقررا قبل شد الرحال إلى تركيا؟ بالطبع لعبنا مواجهتين وديتين أمام فريق من تركيا فزنا عليه بهدف دون رد، وأخرى أمام نادي تيرانا الألباني، الذي سبق وأن خاض مباريات في كأس رابطة الأبطال الأوروبية، وفزنا عليه بنتيجة ثلاثة أهداف لهدف واحد· هل سيكون الوقت كافيا لكي يكون محليونا جاهزين لأول لقاء رسمي ضد المنتخب الليبي في مارس المقبل في إطار تصفيات كأس الأمم الإفريقية القادمة في السودان 2011؟ هذا لا نقاش فيه، لأنه لا بد علينا أن نكون في جاهزية تامة للدخول بقوة في التصفيات، كما في جعبتنا مباراة ودية سنخوضها يوم الثالث من شهر مارس ''تاريخ فيفا'' أمام منتخب ليختنشتاين بداية من الساعة الثانية زوالا، وربما أن الإرادة سيكون لها دورها أيضا في إعادة الاعتبار للاعبين المحليين· في ظرف قياسي، توصل المنتخب المحلي إلى نتائج باهرة، حيث كان خزانا لدعم المنتخب الأول، وهو ما يكمن في حالة العيفاوي، زياية، زماموش، مترف ومفتاح، فهذا أمر سار بالنسبة للكرة الجزائرية، أليس كذلك؟ أنا فخور جدا بهذا الإنجاز، لأنني وفي ظرف 3 أشهر منذ تعييني على رأس منتخب المحليين، تمكنت من تدعيم الخضر بعدد غير بسيط من اللاعبين، وهو ما يجعلني أكثر إصرارا على تزويد المنتخب الأول بمزيد من اللاعبين، لأن هناك تنسيق بيني وبين المدرب الوطني رابح سعدان، من أجل اكتشاف القدرات المحلية وتحويلها إلى المنتخب الوطني·
وهل هناك من لاعبيك من لديهم فرصة الالتحاق بالمنتخب الأول؟ هناك رغبة كبيرة وإصرار على اتباع طريق زملائهم السابقين، لذلك أنا أرى بأن كل لاعب محلي من ال24 لاعبا الذين أشرف على تدريبهم لديه النزعة والإلحاح على الذهاب بعيدا مع المحليين، أملا في دعودة سعدان مستقبلا· المنتخب الأولمبي هو الآخر تحت تصرفك، لإعداده للأولمبياد القادم، أما عن الجديد في هذا المنتخب فقد كان متمثلا في استدعائك للاعب وسط ميدان الأهلي المصري أمير سعيود، فماذا نصحته يا ترى، طبعا بعد إصراره على الرحيل على خلفية أحداث القاهرة؟ سعيود لاعب ذو إمكانيات عالية، فأنا رأيت بأن استدعاءه للدخول في التربص السابق معنا، كان من باب إبقائه في جو المنافسة، خاصة بعدما قرر الرحيل عن النادي الأهلي، أما عن نصيحتي له، فقد كلمته مؤخرا، ولاحظت بأن سعيود كان يميل لعرض النجم الساحلي التونسي، بعد رفضه لعرض العربي الكويتي، ولكن تزامن هذه الفترة مع انتهاء مرحلة التحويلات في تونس، سيحتم على اللاعب إكمال النصف الثاني من الموسم مع الأهلي، قبل تغيير الوجهة إلى ناد آخر·