شرّفت الرياضية الجزائرية العرب والأفارقة في الآونة الأخيرة. وذلك بعد تألق رياضييها في شتى المنافسات القارية والعالمية، حيث تمكّن المنتخب الوطني الأول لكرة القدم من التأهل في مناسبتين متتاليتين إلى نهائيات كأس العالم. كما إستطاع الخضر من الوقوف الند للند ضد أبطال العالم الألمان في النسخة الماضية من المونديال. وكان للمنتخب الوطني العسكري دور كبير في تمثيل الكرة العربية في كأس العالم خلال النسختين الماضيتين لما أهدى للشعب الجزائري خاصة و العربي عامة لقبين تاريخيين. وسنستعرض في هذا الروبورتاج أبرز الإنجازات الرياضية الجزائرية في المحافل الدولية خلال الآونة الأخيرة. الألعاب الأولمبية بلندن مخلوفي يهدي العرب ميدالية ذهبية في سباق1500 متر أهدى العداء الجزائري توفيق مخلوفي الميدالية الذهبية للجزائر والعرب في أولمبياد ريو. وكان ذلك في سباق 1500 متر بقطعه المسافة في 3 د و 34 ث و 100/08 في النهائي الذي جرى سنة 2012 بلندن ليمنح العرب ميدالية ذهبية في الأولمبياد. ليبرهن بذلك قيمة الرياضيين الجزائريين في المحافل الدولية وجاء مخلوفي في المرتبة الأولى متقدما على الأمريكي ليونيل مانزو في المرتبة الثانية ب3 د و34 ث و100/79 وفي المرتبة الثالثة المغربي عبد العاطي ايغدير بوقت 3 د و35 ث و100/13. قال العداء الجزائري توفيق مخلوفي في ذلك الوقت أهدي الميدالية الذهبية إلى كل الشعب الجزائري بمناسبة الذكرى ال50 لاستقلال الجزائر . من جانبه حيّا رئيس اللجنة الاولمبية الجزائرية رشيد حنيفي الإنجاز الذي حققه مخلوفي خصوصا بعد المخاوف التي أثارها خبر إقصائه من نهائي ال1500 متر بعدما ظل مسجلا في سباق ال800 متر والذي اعتذر عنه للتحضير لنهائي ال1500 متر. العرب يشيدون بإنجاز الفرق المحلية الأندية الجزائرية تتألق في المنافسات القارية أشاد العرب بالإنجاز الذي حققته الأندية الجزائرية المشاركة في دوري أبطال أفريقيا في الموسم الأخير، مولودية العلمة، وفاق سطيف واتحاد العاصمة، بعد نجاحها في دخول تاريخ الكرة الأفريقية والجزائرية من الباب الواسع باعتبار أن الجزائر أول دولة يتأهّل منها ثلاث أندية إلى ربع نهائي منافسة دوري أبطال إفريقيا منذ نشأتها. استهل الاتحاد الدولي بيانه في الموقع الرسمي، في السنة الماضية، بعنوان صناعة التاريخ في إفريقيا . والإشارة إلى الإنجاز الذي حققته الأندية الجزائرية، كما اختار الاتحاد الدولي فيفا مباراة الإياب بين وفاق سطيف والرجاء البيضاوي المغربي كأفضل مباراة في إياب الدور ثمن نهائي لرابطة أبطال إفريقيا، وأثنى على الحارس خذايرية ونصّبه نجما للمباراة في ذلك الوقت. هذا وكانت الفيفا أيضا قد اختارت مباراة الذهاب بين مولودية العلمة والصفاقسي التونسي كأفضل مباراة خلال ذهاب ثمن نهائي دوري أبطال إفريقيا، وأشادت بكل الأندية الجزائرية التي في دور أكّدت فيه الأندية العربية تفوّقها الكبير على أندية إفريقيا السمراء في السنوات الأخيرة. وهنّأت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم والرابطة المحترفة أندية وفاق سطيف، مولودية العلمة واتحاد العاصمة على الإنجاز التاريخي الذي حققته بقيادة الجزائر إلى صناعة التاريخ كأول دولة أفريقية تصل بثلاث أندية إلى مرحلة المجموعات من دوري أبطال إفريقيا، حيث أكّدت الاتحادية والرابطة في بيان رسمي سابقا، أن رئيس الفاف محمد روراوة، وأعضاء المكتب الفدرالي تهنئ الأندية الثلاثة على التأهل وصناعة التاريخ و تمنت لهم مواصلة قوية في المنافسة القارية، فيما أكّدت الرابطة أيضا أن رئيسها قرباج، وكل أعضاءها يهنؤن الوفاق، البابية، وسوسطارة على التأهل، ونقلت تصريحات قرباج يؤكد فيها مساندة الرابطة للأندية من أجل التألّق قاريا ويعرب عن فخره بما صنعه اللاعبون الجزائريون في ملاعب إفريقيا. وفاق سطيف يمنح للعرب هدية غالية في ذكرى نوفمبر توّج وفاق سطيف، ممثل الكرة الجزائرية في دوري أبطال إفريقيا لكرة القدم في 2014، بكأس رابطة إفريقيا، مانحا الشعب الجزائري هدية غالية في عيد الثورة ال60 ، ليكون أول فريق جزائري يفوز بهذه المنافسة في صيغتها الجديدة بعد غياب عن التتويج لمدة 26 سنة. وسبق لفريق وفاق سطيف أن نال البطولة بصيغتها القديمة في سنة 1988 على حساب ايوانوانيو النيجيري. كما أن هذا التتويج هو الخامس لكرة القدم الجزائرية في هذه البطولة بصيغتيها القديمة والجديدة بعد مولودية الجزائر (1976) شبيبة القبائل (1981 و1990) ووفاق سطيف (1988 و2014 ) ونجح المدرب خير الدين مضوي ( 37 عاما) الذي استلم مهمة التدريب قبل ثلاثة أشهر، بعد رحيل الشيخ رابح سعدان، بالسير على خطى المدربين المحليين السابقين مختار عريبي الذي أهدى فريقه اللقب الأول في 1988 وعبد الحميد الكرمالي الذي منح الجزائر لقبها الإفريقي في 1990. وأصبح الوفاق السطايفي أول نادي جزائري يشارك في كأس العالم للأندية، حيث مثّل قارة إفريقيا في البطولة، التي جرت في منتصف شهر ديسمبر في المغرب2014، واحتل المركز الخامس بعدما انهزم في المباراة الأولى أمام نادي أوكلاند سيتي النيوزيلندي بنتيجة 1-، قبل أن يتفوّق بالركلات الترجيحية في مباراة تحديد المركز الخامس على بطل آسيا، نادي ويسترن سيدني واندرز الأسترالي بنتيجة 5-4 اثر انتهاء الوقت الأصلي للمباراة بنتيجة التعادل هدفين لمثلهما. و على عكس وفاق سطيف.فشل نادي إتحاد العاصمة بالتتويج بدوري الأبطال لأول مرة في تاريخه.بعد تمكن من الوصول إلى نهائي المنافسة ضد الفريق الكنغولي تي مي زمبي بعد مشوار رائع في المنافسة. بعد تتوجيه باللقبين الآخرين للمونديال المنتخب العسكري يسطير على الكرة العالمية توّج المنتخب الوطني العسكري بكأس العالم العسكرية لمنافسة كرة القدم الجارية وقائعها بكوريا الجنوبية، بعد فوزه في المباراة النهائية على منتخب سلطنة عمان بثنائية نظيفة سجلها مهاجم اتحاد العاصمة أسامة درفلو لينال بذلك أشبال افتسان ثاني لقب لهم على هذا المستوى بعد الأول الذي توجوا به سنة 2011 . وكسب أشبال افتسان الرهان من خلال الإيفاء بوعدهم قبل السفر إلى كوريا الجنوبية من خلال التأكيد على رغبتهم الكبيرة في العودة باللقب القاري وهو ما استطاعوا تحقيقه بعد مشوار أكثر من ناجح. وكان المنتخب الوطني قد فاز بجميع مبارياته مما جعله يتربع على عرش المنافسة في أكبر تظاهرة رياضية عسكرية ليكون بذلك الإنجاز الثاني المحقق على هذا المستوى بعد الذي تحقق في البرازيل سنة 2011 .وكرس -الخضر- بذلك أنفسهم ضمن المنتخبات التي تملك تقاليد كبيرة في هذه المنافسة بعد التتويج لثاني مرة ليتواجدوا رفقة بعض المنتخبات التي سبق لها الفوز باللقب العالمي على غرار منتخب مصر. ويعكس تتويج المنتخب العسكري سياسة التسيير الناجحة على مستوى مديرية الرياضات بوزارة الدفاع الوطني التي كانت دائما تحرص على استغلال الكفاءات وتوفير الإمكانيات المتاحة لكسب المزيد من الانتصارات. ويبقى الاستقرار أهم عامل سمح للمنتخب الوطني بالنجاح فتغيير المدرب جاء في وقت نال فيه خليفة مهداوي الوقت الكافي لتحضير فريقه ليكون في المستوى خلال الحدث العالمي. واستغل الجهاز الفني توفر اللاعبين المميزين الذين سمحوا للمنتخب بالظهور بهذا المستوى الرائع وهذا من خلال حسن تسيير المجموعة وقراءة المنافسين بطريقة سمحت لهم بتحقيق الانتصارات في كل مبارياتهم. الجزائر تشرف الكرة العربية في مونديال البرازيل المنتخب الوطني يتألق ويقصى ضّد بطل العالم شرفت الكرة الجزائرية العرب في كأس العالم الماضية بالبرازيل بعدما تمكنت من الوقوف الند لند أمام الألمان. ولا يختلف اثنان بأنّ بلوغ المنتخب الوطني لكرة القدم الدور ثمن النهائي لمونديال البرازيل 2014، يعتبر أفضل إنجاز رياضي سيبقى الجزائريون يحتفظون به دون شك كذكرى تاريخية راسخة في أذهانهم. بعد مشوار متواضع في نسخة 2010 أين لم يتمكن أشبال المدرب سعدان في ذلك الوقت من تسجيل لو هدف واحد في الدور الأول من المنافسة.لكن هذا لا يخفي ما حققه الخضر في تصفيات البطولة لم تمكنوا من التأهل لكأس العالم بعد 24 سنة من الغياب. ويعتبر تأهل الخضر إلى الدور الثاني الأول في تاريخ الكرة الجزائرية في كأس العالم، إذ كان قد أقصي الخضر في الدور الأول في مشاركاته الثلاث السابقة 1982، 1986 و في 2010. هذا وتمكن المنتخب الوطني من معادلة الرقم القياسي لمنتخبي نيجيريا والكاميرون بسبعة أهداف، حيث سجل الخط الأمامي للخضر سبعة أهداف، بعدما عجز عن تسجيل أي هدف في المونديال الأخير في جنوب إفريقيا، كما حطم الخضر العديد من الأرقام القياسية، على غرار أكبر فوز في تاريخ مشاركات الجزائر، والأفارقة والعرب في المونديال بتسجيله أربعة أهداف كاملة على حساب فريق كوريا الجنوبية. و لعب الخضر أفضل مباراة لهم في المنافسة أمام منتخب ألمانيا الذي ظفر بالتاج العالمي في نهاية المطاف، ناهيك عن اختيار الفيفا لمباراة الجزائر والمنتخب الألماني كأفضل مباراة في الدور الثاني، بعد أن اضطر أشبال لوف إلى اللجوء إلى الوقت الإضافي لكسب ورقة الصعود إلى الدور ربع النهائي، عقب مباراة وصفتها الصحافة العالمية ب المثيرة . كما يعتبر إختيار إسلام سليماني كأحسن لاعب في مبارتين خلال مونديال البرازيل لا يقل أهمية عما حققته الكرة الجزائرية سنة 2014. دحو يحتفظ بلقب مجلس الملاكمة العالمي المنتخب الوطني لكرة اليد يتوّج باللقب الإفريقي لم يقتصر تألق الرياضة الجزائرية في السنوات الأخيرة على كرة القدم فقط، حيث أحرزت الجزائر أيضاً لقب بطولة إفريقيا لكرة اليد التي احتضنتها بعد فوزها على تونس في المباراة النهائية التي جرت في جانفي 2015، وانتزعت الجزائر اللقب للمرة السابعة في تاريخها والأول منذ 1996 للتأهل برفقة تونس ومصر لبطولة العالم لكرة اليد 2015 التي إستفضتها قطر .كما احتفظ الملاكم الجزائري جمال دحو بلقب مجلس الملاكمة العالمي في وزن الوسط للشباب (تحت 21 عاما) بتغلبه على خصمه المكسيكي دانييل فالنزويلا بالضربة القاضية في الجولة الأولى. لخضر بلومي ل السياسي : ما تحققه الكرة الجزائرية يشرف الجزائر ونحن مطالبون بالتركيز على التكوين حاليا إسلام. ب قال لنا نجم المنتخب الوطني في الثمنينات لخضر بلومي أن ما حققه الخضر للأكابر والفريق الأولمبي في السنوات الأخيرة في مختلف المنافسات الدولية وما وصلت إليه الأندية الجزائرية في المسابقات القارية يشرف الرياضية الجزائرية. كما طلب محدثنا من مسؤولي كرة القدم في البلاد التركيز على عامل التكوين في الجزائر، وذلك بغية تطوير هدا الرياضية من أجل ضمان الإستمرارية الجيد في المنافسات القارية و العالمية تحسبا في المواعيد القادمة. يشرفني رؤية الفرق الوطنية والأندية تتألق في المحافل الدولية. وأتمنى أن نواصل على هذا المنوال في المستقبل، كما أننا مطالبون بالتركيز على التكوين في الوقت الحالي من أجل إعطاء فرصة للشبان لكي يتواجدوا في المنتخب الوطني مستقبلا . رابح ماجر ل السياسي : ما ينجزه الخضر والأندية المحلية يعود بالدرجة الأولى إلى التكوين إ يرى أسطورة كرة القدم العالمية رابح ماجر أن تألق المنتخبات الوطنية في المحافل الدولية يعود بالدرجة الأولى إلى ثمار التكوين التي قامت به مختلف الفرق المحلية في السنوات الأخيرة، كما دافع محدثنا عن اللاعب المحلي الذي كان له دور كبير في تطور الكرة الجزائرية سواء على مستوى المنتخبات أو على مستوى الأندية، ما تحققه الفرق الوطنية والأندية في المنافسات الدولية يعود إلى التكوين بالدرجة الأولى، كما أن اللاعب المحلي برهن أحقيته بتشريف الكرة الجزائرية. لوناس قاواوي ل السياسي : الإمكانيات التي وفرّتها الفاف ساهت في تطور الكرة الجزائرية في حديث جمعنا مع حارس المنتخب الوطني وعدة أندية محلية سابقا لوناس قاواوي، أكد لنا هدا الأخير أن فضل تطور الكرة الجزائرية في الآونة الأخيرة يعود إلى الإمكانيات المادية البشرية التي وفرتها الفيدرالية الجزائرية لكرة القدم التي يترأسها محمد رورواة، والذي كان له دور كبير في تحسين أداء الخضر على المستوى الدولي، كونه تمكن من تطبيق سياسة محكمة ساهمت في تألق المنتخب الوطني في شتى المنافسات القارية والعالمية، ونفس الأمر يراه محدثنا بالنسبة للأندية التي شرفت الكرة الجزائرية في دوري الأبطال خاصة عندما نتكلم على نادي إتحاد العاصمة الإمكانيات البشرية والمادية هي التي ساهمت في تألق الأندية الجزائرية في منافسة دوري الأبطال خاصة عندما نتحدث عن إتحاد العاصمة الذي يملك موصفات الفرق المحترفة، هذا دون أن ننسى ما حققه وفاق سطيف في 2014 لما تمكن بالتتويج بأغلى المنافسات القارية بالرغم من افتقاره للإمكانيات اللازمة .