أيام معدودة تفصلنا عن نهاية عام 2014 الذي كان حافلا بالأحداث الرياضية المهمة بالنسبة للجزائر .. ورسمت لوحات لن تنسى من طرف ممثلينا على المستوى الدولي .. و عاش الجمهور الجزائري لحظات تاريخية ستبقى في الذاكرة إلى الأبد، خاصة في رياضة كرة القدم التي احتكرت الواجهة بتألق غير مسبوق. وتبقى المسيرة الذهبية للمنتخب الوطني في مونديال البرازيل أبرز حدث في هذه السنة، بالنظر للانجاز الكبير الذي حقّقه أشبال الناخب الوطني السابق وحيد هاليلوزيتش الذين تأهّلول لأول مرة في المشاركات الجزائرية في كأس العالم إلى الدور الثاني من المنافسة التي جعلتهم في مقدمة اهتمامات الصحافة العالمية، كون أن الفريق الجزائري ظهر مميزا، فبالرغم من الانطلاقة التي كانت محتشمة في المباراة الأولى أمام بلجيكا، الانهزام الذي لم ينقص من عزيمة فغولي وزملائه .. فعكس ذلك، فإن رد فعلهم كان إيجابيا في المباراة الثانية أمام كوريا الجنوبية حين أبدع "الخضر" برباعية تاريخية من توقيع سليماني، حليش، جابو وبراهيمي .. في ليلة لا تنسى بملعب بورتو أليغري الذي كان "فال" خير على المنتخب الوطني الذي عاد بفضله إلى المنافسة على مرتبة مؤهلة إلى الدور الثاني. وكانت كل الإشارات تدل على "الضوء الأخضر" في تحضير المباراة الثالثة أمام روسيا التي يدربها الايطالي فابيو كابيلو .. هذا الأخير اعترف في نهاية المباراة أن الفريق الجزائري لعب بذكاء ويستحق كل التقدير .. فالفريق الوطني افتك التعادل الذي كان كافيا للمرور إلى الدور الثاني لأول مرة في تاريخه. سليماني مرّ من هنا .. وقضى على أحلام كابيلو وشاءت الصدف أن يقع المدرب الإيطالي في كل مرة مع "الخضر" مع منتخبين مختلفين كونه لعب في مونديال 2010، أمام الفريق الجزائري عندما كان يدرب انجلترا، وانتهت المباراة أنذاك بالتعادل الأبيض .. ولمسنا أن التحسّر يكون السمة الغالبة عند كابيلو عند مواجهته للمنتخب الجزائري، لا سيما وأن فريقه أقصي في البرازيل. بعد مباراة روسيا والفرحة العارمة التي عبّر عنها أعضاء المنتخب الوطني على أرضية ملعب "كوريتيبا "رفقة الاف الأنصار الذين شجعوا الفريق للوصول إلى هذا الإنجاز، كتبت في اليوم الموالي موضوعا تحت عنوان "سنتحدى الألمان" .. أين قدمت بعض النقاط التي تجعلنا في مستوى مميّز بالنظر للعزيمة وطريقة لعب الفريق الوطني. في بورتو اليغري .. أجمل صور المونديال أمام الألمان وفعلا في أمسية رمضانية بملعب "بورتواليغري" كتب الفريق الوطني إحدى أجمل "قصائده" في مشاركاته في المونديال، وصنفت المباراة أمام ألمانيا ضمن أحسن المقابلات في كأس العالم بالبرازيل، أين كاد غولام، سليماني، حليش من إقصاء الألمان واضطر الحكم إلى احتساب الوقت الإضافي ليحجز زملاء شفاين شتايغر تذكرة المرور إلى الدور ربع النهائي .. وخرج "الخضر" بشرف من المونديال .. أين اعترف الألمان بعد تتويجهم باللقب العالمي أن أصعب مباراة كانت مع المنتخب الجزائري .. وبالفعل أغلب الاختصاصيين مازالوا يرددون ذلك لحد الآن. واستقبل الفريق الوطني استقبالا مميّزا عند عودته إلى الجزائر في صور تاريخية في مقام الانجاز الذي تحقّق. غوركوف يخلف هاليلوزيتش في ظروف مواتية وكانت نهاية المونديال بمثابة نهاية المسيرة للمدرب هاليلوزيتش مع "الخضر" الذي تم تعويضه الفرنسي كريستيان غوركوف، الذي قدم إلى الجزائر بفلسفة مغايرة.. والمتمثلة في عدم اجراء تغييرات على التشكيلة وإنما تحويرات في الجانب التكتيكي وإعطاء الأهمية للعب الجميل. الاستراتيجية المتبعة "أعطت أكلتها"، حيث واصل الفريق الوطني في ديناميكية الفوز وحقّق سلسلة تاريخية في تصفيات كأس افريقيا للأمم 2015 ب 5 انتصارات متتالية، جعلته أول منتخب يحجز تذكرة لعب الدورة النهائية التي تغيّر موقعها من المغرب إلى غينيا الاستوائية. الذكاء كان طابع المدرب غوركوف الذي استغّل التحضير الجيد للفريق في الأشهر الماضية ليطوّر بعض النقاط فقط لعدم الاصطدام لمشكل ضيق الوقت .. وحتى القائمة النهائية ل 23 لاعبا تمّ تحديدها مبكرا لإبعاد الضغط على اللاعبين، والتي لم تكن فيها مفاجآت كبيرة عدا عودة فؤاد قادير. «النسر الأسود" يحلّق عاليا وتزامنا مع المسيرة الذهبية للفريق الوطني في المونديال وتصفيات كأس افريقيا، حلّقت الكرة الجزائرية عاليا في سماء الكرة القارية بفضل التألق الكبير لوفاق سطيف الذي أهدى الجزائر أول لقب في رابطة الأبطال الفريقية بصيغتها الجديدة. والشيء الذي طبع المغامرة القارية للوفاق هو التركيز على اللاعب والمدرب المحلي، حيث أعطى رئيس النادي حسان حمّار الثقة للمدرب الشاب ماضوي الذي أوصل الفريق إلى القمة القارية، لا سيما وأن أداء ابناء عين الفوارة كان بطوليا في نصف النهائي أمام تي بي مازمبي الكونغولي، وفي النهائي أمام فيتا كلوب من نفس البلد. هذا الانجاز فتح آفاقا جديدة بالنسبة لكرة القدم الجزائرية، التي بمكانها السير بخطى أخرى مستقبلا .. وأضاف الوفاق خطوة أخرى بمشاركته في كأس العالم للأندية التي تمكن خلالها من احتلال المركز الخامس بتغلبه في المباراة الترتيبة أمام نادي وسترن سيدني الأسترالي. لقب البطولة لأبناء سوسطارة .. والكأس للعميد وعلى الصعيد المحلي، فإن لقب الرابطة المحترفة الأولى، عاد إلى فريق اتحاد العاصمة الذي عاد إلى دائرة الألقاب بتشكيلة ثرية وبقيادة المدرب فيلود الذي عرف كيف يجتاز العقبات بأحكام، ليوصل الفريق إلى التتويج باللقب، والعودة بالمناسبة إلى منافسة رابطة الأبطال الافريقية .. بالرغم من أن الموسم الحالي لم يكن كسابقه في مرحلته الأولى. في حين كان التتويج بكأس الجمهورية لمولودية الجزائر التي فازت بالمنافسة الشعبية رقم واحد في نهائي أمام شبيبة القبائل الذي أدخل الفرحة في نفوس آلاف من أنصار العميد، الذي سار على نفس الدرب وحاز كذلك لقب الكأس الممتازة .. لكن الأمور اختلطت بشكل كبير بالنسبة لهذا الفريق في المرحلة الأولى من بطولة هذا الموسم، حيث يقبع في مؤخرة الترتيب بعد سلسلة "مؤسفة" ل 6 انهزامات على التوالي .. وكانت "العاصفة قوية" على الطاقم الفني بقيادة بوعلام شارف الذي غادر الفريق .. ليستنجد المسيرون بالمدرب البرتغالي الكبير ارثو جورج الذي ينتظر منه الكثير لإخراج العميد من هذه الوضعية الصعبة.