شكل التحرك الأخير لحركة انقاذ حزب العمال، والقاضي بتأسيس مجموعة برلمانية جديدة داخل قبة زيغود يوسف، وسحب الثقة من رئيسها السابق جلول جودي، القشة التي قصمت ظهر البعير لسياسية لحنون في تسيير الحزب والتي وصفها المناوئيون ب الدكتاتورية ، هذه الخطوة عمقت من جراح حزب العمال وادخلته في نفق مظلم، ومرحلة تفكك غير مسبوقة، بعد ثلاث عقود متتالية، تحكمت فيها حسناء العمال بقبضة حديدية في تسييرها لدواليب الحزب، قبل أن يضق مناضلوها ذرعا بهذه الطريقة، ويطالبون ليس فقط بتنحية حنون من على رأسه بل حتى باسقاط القيادات والاطارات التي تدور في فلكها وتتحكم في الحزب بطريقة ستالينية على حد وصف المعارضيين. لم تكن زعيمة العمال لويزة حنون تعتقد أن طردها للقيادي والنائب سليم البعاطشة والعديد من نوابها بالبرلمان، من الحزب، سيفتح في وجهها أبواب الجحيم على مصراعيها، ويضع رأسها على قائمة المطلوبين باسقاطها من على رأس الحزب، مع قياداتها، حيث توالت الضربات القاسمة لسياستها، مما جعل الاوضاع في الحزب تتعفن،خاصة بعد أن رفضت وزارة الداخلية والجماعات المحلية، فصل النواب المناوئيين لسياسية الأمينة العامة، بعد زيف قرار فصلهم الذي لا يستوفى حتى الشروط القانونية في الحزب، وهذا ما جعل الحبل يزداد ضيقا على رقبة زعيمة العمال، ويجعلها في عين الاعصار الذي ضرب الحزب مؤخرا، خاصة مع اتساع نشاط دائرة الحركة التصحيحية ل انقاذ الحزب التي سحبت البساط تحت ارجل القيادي جلول جودي الذي يعتبر الذراع اليمنى للويزة حنون، بعدما رفضت 11 نائبا ترأسه لكتلة العمال في المجلس الشعبي الوطني. كرة الثلج تذيب سياسية المرأة الحديدية ! يبدو أن الوصف الذي اطلق على زعيمة العمال لويزة حنون، بأنها امراة حديدية، من خلال طريقتها في تسييير الحزب طيلة 30 سنة، بدأ يفقد معناه، بعد التحركات الأخيرة للحركة التصحيحية، التي كشفت المستور وفضحت تجاوزات الأمينة العامة للرأي العام الوطني، خاصة وانها متهمة من قبل معارضيها بانها تعمل لصالح اشخاص، وليس لمصلحة الحزب على حد قولهم، وليس هذا فقط ما حرك المياه الراكدة تحت أرجل زعيمة العمال، بل شكل انضمامها الى ما يسمى بمجموعة 19 القطرة التي أفاضت الكأس، والتي اعتبرها المناضلون، خطوة خارقة لقوانين الحزب وأعرفه، وهذا ما جعلهم يطالبون باسقاطها من على رأسه، متهمين حنون بالسير بالحزب نحو المجهول، ويؤكد المتتبعون للشان السياسي الجزائري، ان سياسة حنون المتمثلة في الانفراد بالراي والقرار، دون الرجوع الى مناضليها، وتحويلها لحزب العمال بمثابة ملكية خاصة، أدت كل هذه المعطيات الى بروز احتقان على جميع المستويات الهيكلية للحزب والذي تفجر مع ظهور حركة الانقاذ، التي طالبت بتنحيتها وانقاذ مسار الحزب، وهذا ما قرأه المتتبعون على أن نهاية حنون باتت وشيكة،في رئاسة الحزب الذي عمرت على راسه ثلاث عقود متتالية . لعباطشة ل السياسي : الحركة التصحيحية امتدت الى 31 ولاية وعن مستقبل الحزب، في ظل التعنت الذي تبديه الامينة العامة من خلال عدم فتح باب الحوار مع المناوؤيين، بعد عملية الاقصاء التي وصفوها ب التعسفية ، يقول سليم لعباطشة، أن حركة انقاذ حزب العمال ، لقيت صدى واسع في القواعد عبر مختلف ولايات الوطن، موضحا ان أن المناضلين والاطارات المحلية والولائية عبر 31 ولاية، يساندون مساعى الحركة من اجل تصحيح مسار الحزب، وحول من يترأس كتلة الحزب في البرلمان بعد سحب الثقة من جلول جودي من قبل 11 عضوا، أكد المتحدث خلال اتصال ل السياسي انه هو من يترأس هذه المجموعة، وعاد لعباطشة الى الحديث عن قرار الداخلية، بعد الطعن الذي قدمه مع العديد من الاطارات، بالقول أن القيادة الحالية للحزب حاولت مغالطة الوزارة الوصية، حيث أنها لم تحترم بنود النظام الداخلي في الحزب، وهو ما قدمناه في الطعن بالبراهين والأدلة، وهو ما جعل الوزارة تنتصر للقانون وكذلك لطلب الاطارات المقصية من الحزب وتعيد تثبيتهم في اماكنهم.