جاءت مبادرة الصين التي اختارت من خلالها تقديم دار أوبرا للجزائر، لتبقى بذلك شاهدا على حسن العلاقات التي تربط بين البلدين وعلى التفتح الثقافي بالجزائر، حيث أشرفت وزيرة الثقافة خليدة تومي على مراسيم توقيع بروتوكول اتفاق بين وزارة الثقافة وسفارة الصين بالجزائر في أفريل 0102 بقصر الثقافة مفدي زكريا، و تم توقيع العقد من طرف المستشار الاقتصادي والتجاري بسفارة الصين ''لي يي فينغ'' ومدير الوكالة الوطنية لتسيير وإنجاز المشاريع الكبرى للثقافة بالجزائر زواوي بن حمادي، بحضور مجموعة من الشخصيات الجزائرية والصينية ذات الصلة بالمشروع· دار أوبرا بطابع عمراني جزائري وجاءت هذه المبادرة بعد زيارة الدولة التي قام بها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة للصين الشعبية في نوفمبر 6002، والذي فضل أن تتجسد هذه الهبة في معلم ثقافي بالجزائر يبقى ذخرا للأجيال القادمة، ومعلما يعزز في كل مرة الموروث الثقافي الجزائري، وقد صمم مخطط دار الأوبرا من طرف فريق صيني بالتعاون مع إطارات في وزارة الثقافة· وحسب صورة المجسم الذي أعده هذا الفريق والذي جمع بين العديد من المهندسين الصينيين الذين قدموا إلى الجزائر العام الماضي وعاينوا المكان المخصص للمشروع، سيتم بناء دار الأوبرا بتقنيات حديثة مع المحافظة على الطابع العمراني الجزائري القديم، الذي احترم في العديد من جوانبه خصوصية وثقافة المجتمع الجزائري· ·· تتربع على مساحة 4 هكتارات وحسب سراي عبد الحليم مدير الدراسات الاستشرافية بوزارة الثقافة فإن دار الأوبرا المزمع تشييدها ستتربع على مساحة 4 هكتارات في منطقة أولاد فايت بالعاصمة، وبطاقة استيعابية تقدر ب 41 ألف مقعد، وأشار أن الدراسات المتبقية للمشروع ستنتهي في إطار 6 أشهر بعد توقيع هذا الاتفاق الذي يعد الأول بين الطرفين، وأن التقديرات الأولية للغلاف المالي المخصص لانجاز دار الأوبرا تشير إلى حوالي 03 مليون أورو أو ما يعادل 3 ملايير دينار، كما أكد سراي أنه تمت مشاورات مع الجانب الصيني تهدف إلى إشراك المهندسين المعماريين والتقنيين الجزائريين في عملية البناء و التشييد ، وذلك في إطار عملية التكوين، ويضم المشروع أيضا إنشاء قاعة حفلات ضخمة بطاقة استيعابية تقدر ب 21 ألف مقعد أمام دار الأوبرا، بالإضافة إلى إنشاء قاعة للسينما وعدة مرافق ملحقة بهذه الإنجازات والتي تعتبر ضرورية بالنسبة للمواطن، وذلك بمساحة إجمالية تقدر ب 01 هكتارات، وأكد من جهته أن الانطلاقة الرسمية للمشروع ستكون قبل نهاية السنة الجارية 0102 و سيستمر حوالي 3 سنوات كاملة، وأن دراسة هذه المشاريع ستتم في آن واحد مما يجعل منطقة أولاد فايت ذات مكانة عالية من خلال هذه المنجزات الكبيرة التي سيتم تشييدها، لما تحمله من أهمية كبيرة من الناحية الثقافية بحيث تسهم في تكوين الهوية الثقافية الجزائرية، وستعطي هذه المبادرة حسبه وجها جديدا ومشرقا للعلاقات الصينية الجزائرية، التي يشهد لها التاريخ بالمساندة المتبادلة من طرف الشعبين والحكومتين· حراك ثقافي كبير وتدخل هذه المبادرة في إطار محاولات جادة من طرف المعنيين للنهوض بالقطاع الثقافي الجزائري، الذي يميز الشخصية الوطنية الجزائرية بالانتماء إلى الحضارة العربية والأمازيغية والإسلامية، حيث ضحى مثقفي الوطن بالغالي والنفيس لحفظها من محاولات استعمارية، تهدف لغسل ذاكرة الأمة الجزائرية من كل الجذور الثقافية والحضارية التي تربطها حتما بمسيرة تطورية هامة على جميع الأصعدة، ويندرج مشروع الأوبرا ضمن جملة المشاريع الكبرى التي أعلن عنها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، والتي من بينها المركز العربي للآثار، الذي انتهت مرحلة دراسته وستشرع وزارة الثقافة في الاتصال بالمقاولين للانطلاق في أشغاله، كما تمكن المعنيون من بعث مشاريع تنموية أخرى تخدم الثقافة الجزائرية وتحرص على تبادل العلوم والثقافات والخبرات مع الدول· المكتبة العربية - جنوب أمريكية أعرب زواوي بن حمادي عن وجود مشاريع أخرى في إطار التعاون الجزائري الخارجي ، حيث أعلن عن وجود مشروع المكتبة العربية اللاتينية و الذي يعتبر من بين أكبر المشاريع المبرمجة في مدينة سيدي عبد الله بالمدينة الجديدة بزرالدة، حيث يتربع على مساحة 4 هكتارات ويجمع بين 21 بلد أمريكي لاتيني و22 دولة عربية، وستكون فيها ثلاث لغات رسمية العربية الاسبانية والبرتغالية، ويعتبر المشروع حسبه همزة وصل بين العالمين، إذ أكد أن المعنيين بصدد التشاور مع الطرف المعني بالدراسة، باعتبار أن هذه المكتبة ستحمل آخر إمضاء للمهندس البرازيلي المعروف أوسكار دوميير وهو مهندس يشهد له العالم بالعديد من الإنجازات في إنحاء العالم، حيث عاش في الجزائر إبان الحكم الدكتاتوري في البرازيل، وسيتم بناء هذا الصرح حسبه من طرف الدولة الجزائرية، بحكم أن كل ما يبنى في الجزائر يبقى ملك لها، كما وضح أن الميزانية المالية الخاصة بالتسيير وإمكانات توفير الكتب فيما بعد سيكون مشترك بين الدول المشاركة في المشروع· تلمسان عاصمة للثقافة الإسلامية هي تظاهرة تمثل حدثا ثقافيا مهما سيساهم في إعطاء دفعة لبعض المشاريع الثقافية،كما سبق ل''السياسي'' وأن وضحت في أعدادها السابقة كل المشاريع المتعلقة بهذه التظاهرة، حيث يواصل المعنيون رفع تحدياتهم بغرض إنجاح التظاهرة التي ستضع تراث تلمسانوالجزائر عموما في مقامه المناسب، كما ستكون التظاهرة فرصة للترويج السياحي لولاية تجمع بين كل مقومات الجمال الطبيعي المحافظ· حماية التنوع البيولوجي ·· خارطة طريق لحفظ البيئة والذاكرة انطلقت المرحلة الثانية من مشروع الحفظ والاستعمال الدائم للتنوع البيولوجي بحظيرتي الأهقار والطاسيلي، من خلال الأيام التحسيسية الإعلامية التي نظمتها وزارة الثقافة في مارس 0102، موجهة بالدرجة الأولى للرأي العام بهدف إشراك المجتمع المدني في هذا المشروع الهام على المستوى العالمي الذي يدخل في إطار اتفاقية ريو 2991، و التي تنص على حماية التنوع البيولوجي في هذه الحظائر، وتعتبر هذه الأيام حصيلة لأهم إنجازات المشروع، عبر ما وضحته المحاضرات والمداخلات والنقاشات المفتوحة المنظمة· وقد وضع هذا المشروع ضمن أولوياته الحفاظ على الحيوانات الموجودة وحمايتها من الانقراض وحماية الآثار والمخلفات الإنسانية التي تعود للعصور الغابرة والتي تشكل جانبا هاما من تاريخ الدولة الجزائرية، ضمن مخطط عمل يحدد فيما بعد الجوانب الإدارية و التقنية التي تسمح بتوسيع نطاق الحماية، وقد سخرت الدولة الجزائرية معاهد ومدارس متخصصة في نقل التراث إلى الجيل الجديد موازاة بالتطور التكنولوجي الحاصل والثقافة الغربية التي تمسح تقاليد وأسس بعض المجتمعات· المهرجان الثقافي الإفريقي وتعتبر تظاهرة المهرجان الثقافي الإفريقي الثاني الذي نظم في جويلية 9002 أحد أهم المناسبات التي عملت على إبراز الوجه الثقافي الجزائري وتنوعه، لتؤكد من جهتها البرامج والأعمال المشاركة على احترافية المؤسسات الثقافية الجزائرية في تسيير مثل هذه المواعيد· الجزائر عاصمة للثقافة العربية كما شكّلت تظاهرة ''الجزائر عاصمة الثقافة العربية 7002'' ثورة ثقافية في مختلف الميادين، حيث قام المعنيون بطبع 0021عنوان جديد بمعدل وصل ثلاثة ملايين نسخة منوعة بين كتب كلاسيكية وروائع الأدب وكتب تحكي عن التراث الجزائري، وأسست التظاهرة أيضا ل''الإقامات الإبداعية''، حيث جرى تنظيم نحو 03 إقامة إبداعية عربية''، وهي طفرة فريدة من نوعها جمعت عشرات الشعراء المبدعين من مختلف الدول العربية، بهدف تفعيل سياق ثقافي عربي مشترك، وتوّجت المبادرة بطبع دواوين شعرية مشتركة، فضلا عن عقد ''ليالي الشعر العربي''· ومن أبرز إيجابيات هذه المناسبة أنها كانت بحق منطلقًا لبرنامج طموح يحمل شعار سالاستمرارية'' تم من خلاله تنمية أجهزة القطاع الثقافي في كل ولايات الوطن والوصول بتأثيره إلى أقصى المناطق الجبلية النائية وكذلك إلى المناطق الجنوبية الصحراوية من خلال مشروع مكتبة لكل بلدية، وتعزيز برنامج المكتبات المتنقلة ودعم النشر الوطني مع ما يزيد عن 002 دار نشر· سنة الجزائربفرنسا شهدت ''سنة الجزائر في فرنسا 3002''، إصدار مئات الكتب وتنظيم العديد من المنتديات، في سابقة لم يعرفها القطاع الثقافي الجزائري من ذي قبل، وكانت لهذه الطفرة إسقاطاتها على الرصيد الثقافي الجزائري، حيث جرى إنتاج نحو 54 عملا مسرحيا، إلى جانب إعادة بعث مهرجان المسرح المحترف و 03 مهرجانا محليا للشعر والأدب والتراث· الإنتاج المسرحي والسينمائي ينتعش وقد كان الإنتاج المسرحي قبل عام 9991 لا يتجاوز 01 مسرحيات سنويًا، في الوقت الذي وصل فيه الإنتاج بحلول 8002 إلى حوالي 001 مسرحية، كما تمثل السينما صناعة ثقافية كبيرة التزم القطاع بترقيتها وتشجيعها، من خلال تقديم مساعدات مالية ل 311 مشروعًا سينمائيًا· في إطار برنامج التنمية 9002 4102 تجري إعادة صياغة الإطار القانوني من خلال مشروع قانون خاص بالإبداع السينمائي، واستكمال تأهيل شبكة متحف السينما ب71 قاعة واستعادة حوالي 003 قاعة عرض سينمائي ظلت مغلقة أو حولت عن وظيفتها الرئيسية، بالإضافة إلى تعزيز قدرات تمويل السينما من خلال صندوق تطوير الفنون والتقنيات والصناعة السينمائية، وبعث التكوين في مجال الحرف الفنية وتقنيات السينما· كل هذه المعطيات تؤكد أن الجزائر انتقلت من زمن ركود ثقافي مس جميع الهياكل الثقافية بالجزائر إلى زمن الانفتاح والإشعاع الثقافي، حيث كان خلاصة بسيطة لجهود رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة والرامية إلى دفع عجلة التقدم في الجزائر على جميع الأصعدة، وما التظاهرات التي احتضنتها البلاد والمهرجانات والمشاريع الثقافية الضخمة إلا دليل على التطور الذي تحقق بفضل جهود بعض الإطارات، وكذا بفضل رئيس مثقف منح اهتمامه للثقافة والمثقفين بالجزائر·