تنتظر الناخب الوطني رابح سعدان مهمة صعبة فيما يخص ضرورة إيجاد حلول ناجعة لوسط ميدان المنتخب، بالنظر إلى الوضعية الحالية للاعبين الثمانية المنتظر أن يكونوا في قائمة ال 23 الذين سيتنقلون إلى جنوب إفريقيا للمشاركة في المونديال، ويتعلق الأمر بكل من مغني، بوعزة، العمري شاذلي، عبدون، زياني، يبدة والقائد منصوري الذين تختلف أسباب ابتعادهم عن المنافسة، فهذا بسبب التهميش وذلك بسبب الإصابة ويبقى عبدون لاعب وسط الميدان الوحيد بين زملائه الذي بقي في خضم المنافسة مع ناديه الفرنسي نانت، في حين أن منافسونا في المونديال حددوا القائمة التي سترافقهم إلى بلد مانديلا منذ مدة ليست ببعيدة، على غرار المنتخب الإنجليزي الذي يتواجد لاعبوه في أحسن لياقة من الناحية البدنية بالنظر إلى قائد البلوز فرانك لامبارد، وكذا ستيفن جيرارد لاعبا ليفربول اللذان لم يفوتا أي لقاء مع أنديتهم وكانوا في كل مرة يصنعون الفارق، ما يعكس الفارق الكبير الذي يفصلنا شيخنا سعدان عن باقي المنافسين الذين أعدوا العدة جيدا للدخول في العرس العالمي الذي لا يفصلنا عنه سوى شهر واحد. مغني خارج المنافسة منذ مواجهة نيجيريا في "كان" أنغولا فبالنسبة للعب لازيو روما الإيطالي، مراد مغني، فلم يشارك مع ناديه منذ منافسات كأس أمم إفريقيا الماضية بأنغولا، أي ما يفوق الستة أشهر وهو الأمر الذي يهدد مكانة مغني في مونديال جنوب إفريقيا، خاصة مع الإصابة الأخيرة التي تلقاها والتي زادت الطينة بلة وأثرت على معنويات اللاعب الذي قررت إدارة النادي إرساله إلى مركز "اسبيتار" القطري لعل وعسى يعود سريعا إلى المنتخب ليلتحق بتربص لوكاستيلي بأعالي سويسرا القادم. زياني لعب 20 دقيقة في ستة أشهر فقط بدوره مايسترو الخضر ووسط ميدان نادي فولسبورغ الألماني الذي فعل المستحيل لضم اللاعب إلى صفوف ناديه، ها هو يلقى تهميشا ما بعده تهميش من طرف مدرب النادي كوستنار الذي لم يعد زياني يدخل ضمن خياراته في لعب مباريات النادي، حيث لم يكن يستدعى حتى لقائمة ال 18 للفريق، وبعد النقد الذي لقيه هذا الأخير من طرف أنصار النادي الذين وقفوا إلى جانب زياني، قرر المدرب أخيرا إقحامه منذ أسبوعين في إحدى مباريات النادي كبديل في الدقائق الأخيرة من اللقاء، ورغم نقص المنافسة إلا أن الأكيد أن الشيخ سعدان لن يستغني عن خدمات هذا اللاعب وما استدعاؤه للمباراة الودية التي جرت أمام صربيا شهر مارس المقبل وإقحامه كأساسي إلا دليل على نية الشيخ في الاعتماد عليه في وسط الميدان الذي يؤرق سعدان. مشاركة لحسن متذبذبة منذ مباراة صربيا ويبدو أن أول مباراة للوافد الجديد إلى صفوف الخضر والذي كان الكل ينتظره من أجل خلق الانسجام بين خطي الدفاع والهجوم، لم تكن فأل خير عليه، فمدحي لحسن لاعب راسينغ سانتندير الإسباني الذي كان يتألق من لقاء لآخر مع ناديه أفل نجمه مباشرة بعد الإصابة التي تلقاه في تلك المباراة، حيث لم يعد يشارك مع ناديه بانتظام ولعب مبارتين فقط دخلهما كبديل، حيث لازالت أثار الإصابة لم تزل تماما، ما أثر على أداء اللاعب كثيرا، وينتظر أن يعتمد المدير الفني للنادي على لحسن في اللقاءات القادمة، وهذا بسبب الإصابات الكثيرة التي لحقت بالنادي مؤخرا. يبدة لعب مبارتين في شهرين من جهته يبدة لم يسلم هو الآخر لا من لعنة الإصابات التي جعلته يعاني من نقص المنافسة، حيث لم يلعب سوى مبارتين مع النادي الإنجليزي بورتسموث الذي حجز مكانة في الدرجة الإنجليزية الثانية، حيث أنه لم يشارك سوى في مبارتين منذ مباراة صربيا، وهو اللاعب الذي يعول عليه سعدان كثيرا في وسط الميدان بعد المستوى الجيد الذي أظهره في تصفيات الكان. منصوري حاضر دائما ولكن في كرسي الاحتياط ولعل أكثر لاعبي المنتخب الوطني حضورا مع نواديهم هو القائد يزيد منصوري ولكن في كرسي الإحتياط، حيث أن مدرب النادي الفرنسي لوريون يفضل دائما الإبقاء على اللاعب في دكة البدلاء وإقحامه أحيانا كبديل، حيث لا يتعد معدل مشاركته في كل لقاء العشر دقائق، ما أثر على أداء اللاعب وعلى معنوياته، خاصة في ظل ظهور أسماء جديدة في قائمة سعدان قد تعصف بمكانة القائد منصوري في المنتخب الوطني. الشاذلي لم يحافظ على مستواه في بداية الموسم ولم يختلف حال لاعب نادي ماينز الألماني العمري شاذلي الذي ظل يراوح كرسي الإحتياط بدوره، ولم يشارك مع فريقه إلا دقائق معدودة في اللحظات الأخيرة من بعض المباريات التي كان له الحظ في المشاركة فيها، وكان العمري قد لعب مع ناديه مبارتين بعد مباراة صربيا، هذا ما يهدد مكانته هو الآخر في الذهاب بلاد نيلسون مونديلا. الإصابة تحرم بوعزة من المواصلة وبعد تألقه في الكان وتسجيله للهدف الذي أهل الخضر إلى الدور نصف النهائي تلقى لاعب بلاكبول الإنجليزي عامر بوعزة إصابة على مستوى الركبة كادت أن تضطر اللاعب إلى إجراء عملية جراحية وبالتالي المغامرة بمستقبله مع الخضر في المونديال، وبعد تعافيه من الإصابة نسبيا عاد بوعزة ليشارك مع ناديه في لقاء واحد دخله كبديل قبل أن تعاوده نفس الإصابة التي نقل على إثرها إلى المركز الإستشفائي اسبيتار إلى جانب مغني، وهذا في انتظار استرجاعه للياقته التي بدا النقص واضحا عليها في المباراة الأخيرة التي لعبها مع ناديه، ويبقى على بوعزة إظهار إرادة أكبر من أجل التعافي مبكرا حتى يكون جاهزا لتربص سويسرا. عبدون الأكثر منافسة بين لاعبي الخضر ويبقى جمال عبدون لاعب نانت الفرنسي أكثر لاعب جزائري في الخضر لم تطله لعنة الإصابة أو شبح التهميش من طرف ناديه الذي مازال يشركه في مبارياته بعد الكان، حيث لعب تقريبا كل اللقاءات مع ناديه ما سيزيد من نسبة اكتسابه لمكانة في تشكيلة سعدان الأساسية التي سيقحمها من أجل الدفاع عن حظوظ الخضر في المونديال.