قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجل قلبه معلق بالمساجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني إخاف الله، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه. وهذا الحديث يفيد فضل التعفف عن ذات المنصب والجمال خوفا من الله، ولا يساويه في الفضل من عف عن غير الجميلة، فقد قال النووي في شرح مسلم: وخص ذات المنصب والجمال لكثرة الرغبة فيها وعسر حصولها وهي جامعة للمنصب والجمال، لا سيما وهي داعية إلى نفسها طالبة لذلك قد أغنت عن مشاق التوصل إلى مراودة ونحوها، فالصبر عنها لخوف الله تعالى، وقد دعت إلى نفسها مع جمعها المنصب والجمال، من أكمل المراتب وأعظم الطاعات، فرتب الله تعالى عليه أن يظله في ظله. ولكن العفة عن الفواحش واتباع الهوى عموماً أجرها عظيم، لقول الله تعالى: »وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى«، جاء في شرح الترمذي: ومن ترك الزنى خوفا من الله تعالى مع القدرة وارتفاع الموانع وتيسر الأسباب لا سيما عند صدق الشهوة، وصل إلى درجة الصديقين، قال تعالى: »وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى«.