شهور قليلة و تمر 13 سنة على دخول منكوبي زلزال بومرداس سكناتهم الجاهزة أو ما اصطلح على تسميته الشاليهات ، التي كانت تشكل الحلم والحل في بداية الأمر، بعد المعاناة الطويلة التي قضوها في الخيم لكن المشاريع السكنية البديلة طالت و مازالت تراوح مكانها وهو الأمر الذي اشتكي منه حي 20 أوت 1955 بالحلايمية بلدية بودواو بولاية بومرداس ل السياسي خاصة وان هذه الأخيرة أصبحت تهدد حياتهم بسبب الأمراض و الأوبئة التي باتت تحاصر من كل جهة . هكذا تحولت حياة سكان حي الحلايمية إلى كابوس تعيش أكثر من 170 عائلة من المتضررين من زلزال بومرداس 2003 في شاليهات حي 20 أوت 1955 بالحلايمية بلدية بودواو ظروف اقل ما يقال عنها أنها مزرية وصعبة وذلك بسبب طول مدة وجودهم في تلك الشاليهات والتي من المفروض أن لا تدوم فترة مكوثهم فيها طويلا بسبب تسببها في العديد من الأمراض وعدم توفرها على ابسط ضروريات الحياة وهو ما لاحظته السياسي خلال جولتها في بعض مواقع الشاليهات لاستقصاء أوضاع العائلات ومعرفة مستجدات انتظارهم الطويل للخروج من السكنات الجاهزة الصالحة لثلاث سنوات على أكثر تقدير إلى السكنات الصلبة. كانت الساعة تشير إلى 11 صباحا عندما وصلنا الى بلدية بودواو بعد تأخرنا الكبير بسبب الازدحام الذي يعرفه الطريق الذي يربط بين بودواو وبلدية أولاد موسى وذلك بسبب محلات البيع بالجملة على طول الطريق والتي تصطف امامها الكثير من السيارات والشاحنات ذات الحجم الكبير مما نجم عنه صعوبة في مرور السيارات . و نحن نواصل جولتنا في منطقة الشاليهات بالحلايمية لاحظنا غياب ابسط ضروريات الحياة والتهيئة الحضرية حيث تنعدم النظافة أين تتراكم النفايات بشكل كبير و فوضوي في أرجاء الحي مما نجم عنه انتشار للروائح القذرة وبعض الحشرات التي تزيد من الطين بله خاصة في فصل الصيف هذا وتشكو ذات المنطقة أيضا من غياب مرافق رياضية وثقافية لفئة الأطفال والشباب والذين لا يجدون مكان لقضاء وقت فراغهم هناك مما يؤدي بهم إلى الذهاب لمناطق بعيدة بغية الترويح عن النفس واللعب حيث عبر العديد من الأطفال الذين صادفناهم هناك عن تمنيهم لتعجيل السلطات بترحيلهم إلى سكنات لائقة وأحياء تتوفر على جميع شروط الحياة و في ذات السياق استنكر العديد من سكان تلك المقابر مثلما يقول عنها قاطنوها لا مبالاة السلطات المعنية وعدم توفيرها حلولا لهم وذلك بسبب طول فترة مكوثهم وعدم توفر ابسط ضروريات العيش الكريم فيها خاصة وأن هذه الأخيرة قد تسببت للعديد من سكانها بالإصابة بأمراض عديدة على غرار الربو و الحساسية، وهو الأمر الذي يدعوا حسب سكان الحي لإيجاد حلول مستعجلة قبل تفاقم الوضع وللإشارة شهدت المواقع الآهلة بمنكوبي زلزال بومرداس احتجاجات متكررة على الأوضاع المزرية التي يعيشونها منذ قرابة 13 سنة ، خاصة أن هذه الأخيرة تحولت إلى شبه أحياء قصديرية تشوه المنظر العام، على مستوى البلدية التي تم فيها توزيع الشاليهات على غرار حي 20 أوت 1955 بالحلايمية بلدية بودواو ولاية بومرداس. ونحن نجوب بين أرجاء هذه الأخيرة شد انتباهنا الثقوب بالأرضية والاهتراء في الحمام ودورة المياه، مما جعل الجرذان ومختلف الحشرات الضارة تشكل الديكور اليومي للعديد من العائلات المقيمة بها ، بالإضافة إلى تضرر سقف المنزل وتعرضه لثقوب نتيجة اهتراء مكوناته، مما جعل بهذه الأخيرة تعاني الأمرين في فصل تساقط الأمطار محاولة في كل مرة إعادة إصلاحها إلا أنها لا تصمد أمام الأحوال الجوية والطبيعية التي تميز الموقع، خاصة الرطوبة الكبيرة التي تميز المنطقة . الانقطاع المتكرر للكهرباء و الماء زاد من معاناتهم .
و من جهة أخرى أشار سكان الحي في حديثهم ل السياسي إلى الألم الذي يعانون منه بسبب سوء الأوضاع التي يعيشون في ظلها، سيما في هذه السنوات الأخيرة أين عرف التيار الكهربائي تذبذبا لم يشهدوه من قبل، وما زاد الطين بلة ، فالظاهرة ساهمت بشكل واضح في إتلاف مختلف الأجهزة الكهرومنزلية، ليضطروا في كل مرة لإصلاحها وأحيانا إلى رميها . ومن جهة أخرى، تعرف حنفيات منازل الحي تذبذبا في التزود بالماء الشروب، لتؤكد العائلات في هذا السياق أنهم يتزودون بهذه المادة الحيوية مرة في الأسبوع، معتبرين إياها توزيع غير كاف نتيجة كثرة احتياجاتهم لها، سيما في أيام فصل الصيف أين تكثر استعمالاتها، ليستعينوا بأنواع الدلاء لسد حاجتاهم من الماء .كما تحدث السكان عن الاهتراء الكارثي لطرقات الحي، التي باتت تشكل مصدر إزعاج لهم ، خصوصا في فصل الشتاء أين تتحول الأخيرة إلى برك مملوءة بالمياه القذرة وفي فصل الصيف إلى غبار متطاير يسد الأنفاس ويتسبب في الإصابة بجملة من الأمراض الصدرية المزمنة على غرار مرضي الربو و الحساسية.وعلى أساس هذه المعطيات ، يناشد سكان حي الحلايمية المتواجد بإقليم بلدية بودواو ، السلطات المعنية من اجل ضرورة التدخل العاجل لتزويدهم بجملة المطالب التي اعتبروها أكثر من ضرورية . الأمراض التنفسية والجلدية... تهدد حياتهم هذا ويعاني اغلب من تقربت إليهم السياسي جملة من المشاكل الصحية والتي تسببت فيها مدة مكوثهم في تلك الهياكل الغير صحية يقول عمي حسن وهو من احد السكان هناك ان اولاده كلهم يعانون من امراض تنفسية مزمنة والربو بسبب طول الفترة التي عاشوها في هذه الشاليهات والتي تتسبب مادة صناعتها بالعديد من الأمراض حيث اغلب هذه الشاليهات تصدأت واهترأت وهو ما حذر منها اغلب الاطباء العارفين بخبايا مكوناتها هذا وقد ابدى العديد من سكان الحي استغرابهم الشديد من تماطل سلطات البلدية في ترحيلهم حيث عبر سليم.م بالقول كنا ننتظر ان نبقى هنا لفترة لا تدوم عن 3 سنوات على الأقل ولكن السنين مرت وأصبح على وجودنا هنا أكثر من 12 سنة متسائلا بقوله لماذا كل هذا التأخير مع العلم أن البلدية وزعت الكثير من السكنات مسترسلا كلامه نحن الأولى بالترحيل من غيرنا .ومن جهته قال الحاج مولاي. والذي اخبرنا انه جيء به من بومرداس مصرحا انه بعد فاجعة زلزال 2003 الذي هدمت فيه بيوتنا وفقدنا أيضا أرواحا ظننا أن شاليهات بودواو ستكون لفترة وجيزة فقط حتى نستفيد من بيوت أخرى غير ان الحال طال ولا وجود لجديد وهو ما يستدعي تدخل السلطات لأننا مللنا الوعود مضيفا بقوله نريد أن نمضي ما تبقى لنا من عمر في بيوت لائقة يختتم الحاج مولاي كلامه على أمل وصوله للمعنيين. مختصون يدقون ناقوس الخطر: الشاليهات انتهت صلاحيتها وعن أسباب هذه الأمراض، يشير العديد من المختصين إلى أن مدة الصلاحية قد انتهت في عدد من الشاليهات، كما أن عدة مواقع توجد في أماكن غير محمية فهي عرضة للرطوبة العالية كما هو الشأن بالنسبة لهذا الحي. هذا و يؤكد العديد من الخبراء و المختصين، أن مدة صلاحية الشاليهات لا ينبغي أن تتجاوز في أقصى تقدير 10 سنوات، لكن الملاحظ أنها تجاوزت هذه المدة في بومرداس ولا أمل في إزالتها في القريب. وفي هذا السياق، أكد العديد من الأطباء المختصين في الأمراض التنفسية و الصدرية و الأمراض الداخلية أن الشاليهات تنتهي مدة صلاحيتها في حال اعتنينا بها في غضون 10 سنوات، في حين قد لا تتجاوز الصلاحية 5 سنوات إذا لم يتم الاهتمام بها وهي الحالة التي تتواجد فيها أغلب السكنات الجاهزة المنصبة بهذا الحي ببودواو وهو ما أعربت عنه المختصة ديب مضيفة ان هذه السكنات مؤقتة وليست دائمة ، لذا يجب إزالتها في أقرب وقت ممكن كونها تهدد حياة قاطنيها. ...متضررون يطالبون بفتح تحقيق لردع الاستغلاليين ونحن نتجول بين أرجاء هذه السكنات المتصدعة و التي كما لقبها القاطنين بها ب المقابر أكد العديد ل السياسي إن الكثير من المواطنين القاطنين بهذه الشاليهات ليسوا من المتضررين من زلزال بومرداس 2003 بل جاؤوا من العديد من ولايات الوطن على غرار الشلف و الجلفة و قسنطينة و حتى وهران بنية الاستفادة من السكنات على مستوى الولاية و هو ما أعرب عنه عمي بوعمامة مسترسلا كلامه إن الطمع أعمى بصيرتهم وأصبح بيع الشاليهات وكأنها ملك لهم و في ذات السياق يقول سمير وهو كهل في العقد الخامس ومن سكان ذات الحي ان الكثيرون هنا ليسو من المتضررين من زلزال 2003 وهو مايدعو السلطات لفتح تحقيق ومعرفة المتطفلين وكيفية حصولهم على الشاليهات حتى لا يذهب أصحاب الحق في الاستفادة ضحية على حساب هؤلاء . و مواطنون يستعجلون عملية الترحيل ووسط هذه الأوضاع و جملة المشاكل التي يتخبط فيها سكان هذه الشاليهات لأزيد من 12 سنة جدد سكان حي 20 أوت بالحلايمية عبر السياسي ندائهم للسلطات المعنية قصد التعجيل في ترحيلهم خاصة و ان شهر رمضان على الأبواب.ودعنا بعدها سكان شاليهات 20 اوت بالحلايمية على امل العودة مجددا إلى نفس المكان و رأيت الأمور قد تغيرت وتم ترحيلهم إلى سكنات وأحياء تتوفر فيها جميع ضروريات العيش الكريم